أضرم شاب أردني النار في نفسه، اليوم السبت، بمدينة العقبة، احتجاجا على إزالة "بسطته" من منطقة الشاطئ الأوسط، ما أدى إلى إصابته بحروق بالغة نقل على إثرها إلى مستشفى "هيا" العسكري بالمدينة، في واقعة تعيد إلى الأذهان حادثة إضرام التونسي محمد البوعزيزي النار في نفسه، والتي أدت إلى إشعال فتيل الثورة في تونس وما تبعها من ثورات الربيع العربي. وقال مدير المستشفى، العميد طبيب جميل الرفاعي، في تصريح صحفي، إن حالة الشاب خطرة، حيث بلغت نسبة الحروق في جسده نحو 92%، والحريق من الدرجة الثانية، ووصل للمستشفى وهو في حالة غيبوبة، مشيرا إلى أنه سيتم تحويل المريض إلى مستشفى المدينة الطبية. وقال شهود عيان إن المواطن الأردني فؤاد البطوش (30 عاما)، أقدم على سكب البنزين على نفسه وإشعال النار في جسده، احتجاجا على إزالة "بسطته" التي تعتبر مصدر رزقه الوحيد، حيث أن أوضاعه المادية سيئة للغاية. وكانت ظاهرة إضرام مواطنين أردنيين النار في أنفسهم قد تكررت منذ مطلع العام الجاري، احتجاجا على الظروف الحياتية والاقتصادية الصعبة، حيث لقي كل من أحمد المطارنة (52 عاما) مصرعه خلال شهر يناير الماضي، بعد إشعاله النار في نفسه، وتبعه مواطن آخر في اليوم التالي يدعى ياسين الزعبي (40 عاما)، كما لقي شاب آخر (31 عاما) مصرعه، كان يعمل في شركة الكهرباء الأردنية، في حادثة مماثلة خلال شهر مايو الفائت، احتجاجا على فصله من عمله، كما شهدت عدت مناطق أردنية محاولات مماثلة. وأصدرت دائرة الإفتاء الأردنية فتوى شرعية آنذاك قالت فيها: "إن قتل النفس من الكبائر"، واعتبرت قيام أي إنسان بالانتحار من خلال إشعال النار في نفسه خروجا من ملة المسلمين. وتعيد هذه الحوادث إلى الأذهان حادثة إشعال التونسي محمد البوعزيزي النار في جسده في 17 ديسمبر 2010، بعدما صادرت الشرطة عربة كان يبيع عليها الخضراوات في أحد أسواق محافظة "سيدي بوزيد" التونسية، وهي الحادثة التي أشعلت فتيل الاحتجاجات الشعبية التونسية، والتي انتهت بفرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من البلاد، وما تبعها من ثورات للربيع العربي في كل من مصر وليبيا واليمن وسوريا.