انتقد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، توقيت الحديث عن الانتخابات السورية، متسائلا: "هل نتحدث عن بلد خارج من حرب أهلية وهناك نحو 22 ألف مقاتل إسلامي في سوريا؟، هل هذا مناخ تعقد فيه انتخابات؟. وأضاف هيكل، خلال حواره ببرنامج "مصر أين.. ومصر إلى أين" المذاع على قناة "سي بي سي" وتقدمه الإعلامية لميس الحديدي، أن النظام السوري لا يزال يسيطر على المواقع الرئيسية، ويقوم بشيء غريب، حيث احتفظ بالمواقع الرئيسية في المدن، وترك الريف، لأنه كان من الصعب أن ينتشر فيه، والولاية الوحيدة التي خرجت عن السيطرة هي الرقة". وتابع "نحن أمام مقدرة على إقامة انتخابات، لكن في النهاية الانتخابات ليست صناديق، ولكنها توفيرللإرادة الحرة للناس، أن تذهب دون ضغوط للاختيار"، مؤكدًا أن "بشار سيترشح وسوف ينجح بنسبة معقولة جدًا.. الأمريكان يقولون إننا نريد رئيسا يتوافق مع ظروف سوريا، من العائلة، لكن ليس بشار الأسد.. كيف ذلك؟". وردًا على سؤال "هل سيعترف العالم ببشار الأسد إذا جاء رئيسا؟"، قال "القوة هنا هي من تفرض نفسها، الروس والأوروبيين سوف يعترفون به، ومن لن يعترف اليوم سيعترف غدا، نحن المنطقة الوحيدة، والعالم يدرك ذلك، التي تحكم بالعواطف أو الغرائز، العالم الذي فهم الضرورات لايرى حلاً أخر في هذه اللحظة حتى تظهر وسائل الانتقال:. وأكمل "الثورة السورية فشلت بالفعل، وماهو موجود أمامي الجيش الحر، من البداية هناك أسباب موجبة للثورة، في دمشق وحدها كافية، بداية من التوريث ثم البقاء في السلطة بكل مايمكن أن ينتجه من فساد، وهي عائلة موجودة في السلطة منذ ما يقرب من نصف قرن، وماهو موجود أمام السوريين أنهم لا يستطيعون المغامرة بمجهول، ويبقى حق البقاء مقدم دائما على حق الاختيار". وأضاف "هناك من استغل الربيع العربي، لكن انا أعرف أن قطر دخلت بشكل ما في الربيع العربي، وتصوروا أنها سهلة، وأتذكر أن أمير قطر السابق قال لي عندما تقابلنا في باريس، إن سوريا ستنتهي في غضون أسبوعين على الأكثر، وقلت له ليس صحيحا، وليس لديك فكرة عن سوريا". وعن مقولة "انتخاب المواطنين رجل يقتل شعبه"، قال "كل الأنظمة قتلت الناس، لاتضيعي وقتك.. لانريد شعار يقتل شعبه". وفي مقارنة بين بشار ومبارك، قال "هناك فرق بينهما، فنحن أمام رئيس الآن يجد المبرر الكافي أمام شعبه للبقاء بحجة دفاعه عن بلده، ولو أن سوريا كانت جاهزة للثورة فهي جاهزة لها فكريا، لكن عندما نقترب لابد أن ننظر إلى التركيب السوري، إذا كان يحتمل تغييرات كبيرة بهذا الشكل.. كل هذه الطوائف والمذاهب، وأنا أتذكر عندما وقع عبد الناصر اتفاقية الوحدة، قال له شكرى القوتلي بلهجته العالية وبطريقته المشهورة: "ها.. أنت لا تعرف ماذا أخذت يا سيادة الرئيس.. أنت أخذت شعبا يعتقد كل من فيه أنه سياسي، ويعتقد 50% من ناسه أنهم زعماء، ويعتقد 25% منهم أنهم أنبياء، وهناك 10% على الأقل يعتقدون أنهم آلهة". وتابع "منذ فترة قليلة جاءني زائر أمريكي، قلت له إن هذا الذي تشتكون منه هو وحش، تولت الولاياتالمتحدة تدريبه من خلال السي آي إيه.. أمريكا ببساطة تريد الخروج من أفغانستان ولاتريد سقوطها، لانها ترى أنها تعوقها عن المشاركة في مجلس إدارة العالم المقبل، وكان هناك زائر، قال (أخشى مما يحدث في درنة، أخشى أنكم إذا لم تحاربوا في درنة فقد تجدون انفسكم تفعلون ذلك في مرسى مطروح، هناك 300 عنصر من القاعدة وصل واستقر في درنة مؤخرا.. في سوريا لن تنتهي الحرب ولن يقف نزيف الدماء، لأن هناك عناصر إسلامية كبيرة موجودة هناك، انتهت الحاجة إليها في بلاد معينة، ويعاد تصديرها للمنطقة". أما عن المرشحين الرئاسيين حمدين صباحي، وعبدالفتاح السيسي، قال هيكل "أي فرصة تبدو متكافئة بالنسبة لحمدين والسيسي، والأخير له شعبية جارفة، حيث إن كل الأنظار عليه، ولأنه مرشح ضرورة الاختيار في واقع الأمر، وسنحكم عليه.. ما هي نسبة الإقبال على السيسي وإلى أي مدى؟ وماهي النسبة التي سيحصل عليها حمدين وإلى أي مدى؟ هذا استحقاق انتخابي، والفرص فيه ليست متكافئة بين المرشحين".