تحتفل إسرائيل، بعد غد الثلاثاء، بعيد المساخر اليهودي، وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، فرض الإغلاق الكامل على الضفة الغربية ومعابر قطاع غزة، ابتداء من منتصف ليل اليوم وحتى منتصف ليل الأربعاء المقبل، بسبب هذا العيد. ويعتبر عيد المساخر "بوريم" العيد اليهودي الأكثر حيوية وشعبية، إذ يخلد هذا العيد الأحداث التي يتم وصفها في "سفر إستير" التوراتي، حيث ورد في الآية 8 من الإصحاح الثالث من "سفر إستير" أن هامان اللاسامي، كبير الوزراء في الإمبراطورية الفارسية للملك الفارسي أحشويروش قال للملك "إنه موجود شعب ما مشتت ومتفرق بين الشعوب في كل بلاد مملكتك، وسننهم مغايرة لجميع سنن الشعوب، وهم لا يعملون سنن الملك، فلا يليق بالملك تركهم. فإذا حسن عند الملك، فليكتب أن يبادوا". ووفقًا لمركز المعلومات الفلسطيني، ابتكر هامان أحد الافتراءات اللاسامية الأكثر شناعة وهو أن اليهود شعب متعصب غريب لا يراعون قوانين الدول التي يعيشون فيها، وبمبادرة هامان صدر أمر بذبح جميع اليهود في الإمبراطورية الفارسية، ولكنه، وكما يقال في "سفر أستير" بعد ذلك: "فإن مؤامرة هامان أحبطت بفضل تدخل أستير لدى الملك، وكان لليهود في ذلك اليوم نور وفرح وبهجة وكرامة .. وولائم ويوم طيب". وبمرور الوقت أصبح عيد المساخر أو "بوريم" احتفالا يهوديًا بخلاص اليهود وإفشال مؤامرة الإبادة، ويعتبرون رمزًا لانتصار "الشعب اليهودي" على حكم طغيان لاسامي، فلذلك يتسم عيد المساخر بالمرح وتتخلله الكرنفالات. وفي اليوم الذي يصادف قبل عيد المساخر بيوم واحد يحل يوم صوم يعرف ب"صوم إستير" ويمتد الصوم من الفجر حتى غروب الشمس، وتتلى خلاله صلوات خاصة وتتم قراءة نصوص من التوراة في نطاق الصلاة التي تقام في الكنس، وبعد غروب الشمس تقام صلوات احتفالية في الكنس، يتلى خلالها "سفر إستير" بصوت مرتفع، ومن التقاليد اليهودية أن يأتي الأطفال إلى الكنيس وهم يرتدون الأزياء التنكرية، وخلال تلاوة سفر إستير، وكلما يرد ذكر اسم هامان، يقوم المصلون بإثارة الضوضاء بأعلى صوت على قدر المستطاع بهدف محو اسمه. وتستعمل لهذا الغرض محدثات صوت خاصة "قرقعيات"، وتتم تلاوة سفر إستير مرة أخرى في نطاق صلاة الفجر في اليوم التالي، وتتضمن الصلوات وصلاة المائدة في عيد المساخر صلاة خاصة بمناسبة العيد. وفي هذا العيد يتبادل اليهود الهدايا فضلًا عن إقامة مأدبة احتفالية، وبعد ظهر يوم العيد يزورون الجيران والأصدقاء لإعطائهم سلالاً من أنواع الطعام، أهمها معجنات صغيرة مثلثة الشكل محشوة بالخشخاش أو بحشوات أخرى معروفة باسم "آذان هامان". ويحتفل ب"عيد المساخر" في القدس، بعد الاحتفال به في بقية العالم، بيوم واحد، وتقام عروض خاصة للاحتفال بالعيد في إسرائيل، وأشهر هذه العروض يقام في تل أبيب، وتقام الاحتفالات والمهرجانات في الكثير من رياض الأطفال، والمدارس، والكنس، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الإسرائيلية.