قام مساء اليوم، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووفد الكنيسة المرافق معه في رحلته إلى لبنان التي بدأت أمس، بزيارة العماد ميشال سليمان، رئيس الجمهورية اللبنانية. وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي للكنيسة والمرافق للبابا، إنه تم استقبال البابا استقبالاً رسميًا وتناولا الحوار عمق العلاقات المصرية اللبنانية، وعبر البابا عن ذلك قائلا : "يوجد توافق بين طبيعة الشعبين المصري واللبناني في عشق الحياة والفن والموسيقى"، و علق الرئيس اللبناني عن ذلك بالقول: "أن الكثير من اللبنانيين حينما طلبوا الحريه ذهبوا إلى مصر وأبدعوا هناك". وفي سؤال من الرئيس للبابا عن الأحوال في مصر، أجاب البابا:"المجتمع في مصر يتجدد ويتطور، ومصر لها تاريخ وحضارة كما لبنان وباقي المنطقة وأي مجتمع يقوم على أعمدة، والمجتمع المصري يقوم على أعمدة، منها الكنيسة القبطية والتي يرجع تاريخها إلى 2000 سنة، ومع ذلك بقيت مصرية، ولم تحتل يوم واحد، وعمود آخر هو الأزهر الشريف والذي يعود إلى أكثر من 1000 عام، والذي يتميز بالوسطية وكذلك القضاء والفن، والآن يوجد تفاهم بين أطياف المجتمع ولنا علاقات طيبة بالجميع فعلاقاتنا طيبة مع الأزهر الشريف ولنا تجربة رائدة في مصر وهي بيت العائلة المصرية، وكذلك علاقتنا مع الرئاسة والحكومة طيبة وعن الطوائف المسيحية، فقد تأسس مجلس كنائس مصر الذي يضم 5 كنائس مصرية ونتواصل مع مجلس كنائس الشرق الأوسط ومجلس الكنائس العالمي، وقد زرت بابا روما أما رئيس أساقفة كانتربري فقد زارنا أكثر من مرة، فنحن نحاول أن نساهم في صنع السلام وقبول الآخر وإقامة العلاقات الطيبه مع الجميع". وفي سؤاله عن العنف قال البابا: "ما يحدث من عنف في مصر الآن ضد طبيعة مصر، فلم نسمع في التاريخ المصري القديم أن وجد إرهاب أو عنف، إن قصد الله في خلقه العالم هو التنوع، لأن البشر لو كان طبيعة واحدة أو شكل واحد لصار العالم مملاً فمهما طال عمر الإنسان فهو محدود أمام الله، لذلك يجب أن يستثمر للخير، فكلما اقترب الإنسان من الله كلما ابتعد عن العنف ونحن نصلي من أجل أن يعطي الله العالم حكمة وهدوء، والله يبارك لبنان ويعطي روح الحكمة للمسئولين لتدبير حال البلد".