تعيش محافظة قنا تحت حصار ثلاث أزمات كبرى، أولها نقص السولار والبنزين، وثانيها اختفاء أنابيب البوتاجاز وبيعها بالسوق السوداء بأسعار تخطت ال35 جنيهاً، وعدم وجود رقابة تموينية عليها، بالإضافة إلى أزمة "رغيف العيش"، التي أرجعها البعض لنقص الوقود، مما أثار غضب الأهالي بسبب معاناتهم اليومية. وقال عدنان فخري مرسي، أحد الأهالى، "نعاني من عدم وجود أنابيب في الأسواق، مع سيطرة تجار السوق السوداء وبيعها ب30 جنيه للأنبوبة"، مطالباً المسؤولين بتشديد الرقابة على التوزيع حتى يمكن القضاء على هذه الظاهرة. وأرجع بعض الأهالي الأزمة لعدم الإشراف على عملية التوزيع يؤدي إلى بيع الأنابيب في السوق السوداء، وعدم السيطرة على أسعارها، فلابد من الرقابة وفرض نظام يسيطر على تجار مخازن الأنابيب حتى تصل إلى جميع القرى. من جانبه، شدد محافظ قنا على ضرورة مراقبة الأسواق، ومعاقبة المخالفين حتى يمكن وصول الأنبوبة إلى المواطن الفقير، وعمل محاضر للمخالفين ومعاقبتهم على الفور لوصول الدعم إلى كافة المواطنين والقضاء على تجارالسوق السوداء. كما شهدت المحافظة زحاماً شديداً على طوابير الخبز، واتهم الأهالي أصحاب المخابز بافتعال الأزمة، مؤكدين أن السبب هو بيع أصحاب المخابز الحصص المدعمة إلى تجار السوق السوداء، في ظل غياب الرقابة وتقاعس المسؤولين، وأصبح الأهالي يبحثون عن رغيف خبز مع عودة الطوابير أمام الأفران، والاشتباكات لأسبقية الدور. وقال محمد عمر عبد الرحيم، "ننتظر بالساعات أمام منافذ بيع الخبز لشراء 15 رغيفا فقط، وخلال تلك الفترة نعاني الأمرين"، مشيراً إلى أنه "أثناء الوقوف في طابور الخبز نشاهد المشادات الكلامية والمعارك التي لا تنتهي بسبب قلة الكمية التي تم خبزها، التي تتسبب في إحداث مشاكل كثيرة، وكذلك إهمال القائمين على البيع، وسوء معاملتهم لنا، بالإضافة إلى درجة الحرارة". كما شهدت محطات الوقود بكافة مراكز المحافظة اصطفاف سيارات الأجرة والنقل للحصول على السولار في طوابير تجاوز طولها الكيلو متر يحصل منها ما يقرب من 20 سيارة فقط، بحسب رواية كل من أحمد عامر حسن، حسين نحاس علي، أحمد راجح حامد، محمود إسماعيل عبد المقصود، سائقى سيارات أجرة "ميكروباص". وفى سياق متصل، كشف على جابر مدير إدارة التجارة الداخلية بقنا وصول واردات السولار اليوم السبت لما يقرب من 250 طن سولار، بينما يبلغ معدل الاستهلاك اليومي للسولار 800 طن، لافتاً إلى اعتزام الإدارة تشكيل لجنة لمعاينة شكاوى السائقين من محطة وقود "دندرة". وأضاف جابر، "قنا تشهد أزمة طاحنة تتمثل في النقص الحاد للسولار بمحطات الوقود، لافتاً إلى أن دور الإدارة قاصر على تسجيل وتدوين واردات أنواع الوقود والتأكيد على حاجة المحافظة لضخ كميات تكفى الاستهلاك".