تبددت أحلام الإسلاميين في التوافق على مرشح رئاسي واحد في أول انتخابات تشهدها مصر بعد تنحي مبارك، رغم أن القوى الإسلامية بذلت قصارى جهدها لتجنب تفتيت الأصوات ولم الشمل لمواجهة الأخطار التي تهدد تطبيق المشروع الإسلامي، لكن المحاولات فشلت وانقسموا على تأييد مرشح إسلامي، ويري سياسيون أن الانقسام في المعسكر الإسلامي سيؤدي إلى تفتيت أصواتهم وسيخدم المرشحين الآخرين و"الفلول". وكانت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح تضم قيادات من الأزهر والتيار السلفي والجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين أعلنت اختيار محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين بأغلبية الثلثين، في مقابل ثلث له تأثيره الكبير وأنصاره رفض دعم مرسي، وتسربت أنباء أن التيار الرافض لمرسي يقوده الشيوخ حازم صلاح أبوإسماعيل ونشأت إبراهيم وصفوت حجازي ومحمد يسري ومحمد حسين يعقوب وراغب السرجاني وخالد عبد الله وعبد الستار فتح الله سعيد. وأعلنت الجماعة الإسلامية حصول أبوالفتوح على 44 % من أصوات جمعيتها العمومية، و48 % من أصوات حزبها "البناء والتنمية"، الذراع السياسي للجماعة عقب التصويت على اختيار المرشح الرئاسي، وظلت الجماعة توازن بين "مرسى" و"أبوالفتوح" بعد استبعاد خيرت الشاطر مرشح الإخوان، الذي أبدت الجماعة تحمسا واضحا له باعتباره رجل المرحلة ويمتلك "كاريزما" يفتقدها مرسي، ووصف محمد حسان المتحدث الإعلامي للجماعة أبوالفتوح ب"المناضل القديم"، وقال: "يمتلك القدرة على إدارة الدولة وله شعبية وقبول في الشارع بخلاف مرسي الذي انخفضت شعبيته". وفي الإسكندرية يسود الخلاف بين قيادات الدعوة السلفية بسبب دعم مرسي أو أبوالفتوح، وقالت مصادر داخل الدعوة: "إن قطبي الدعوة محمد إسماعيل المقدم وياسر برهامي يدعمان أبوالفتوح، مقابل جناح يتزعمه الشيخان عبد المنعم الشحات وأحمد فريد ومجلس إدارة الدعوة يحاول إقناع المقدم وبرهامي لتأييد مرسي، لمواجهة الأخطار التي تهدد المشروع الإسلامي، وهي نفس الإشكالية التي يعيشها حزب "النور" السلفي، بعد تصريحات الدكتور عماد عبدالغفور رئيس الحزب الأخيرة بوجود توجه داخل "النور" لدعم أبو الفتوح، مضيفاً: إن "المعتدلين من أمثال أبوالفتوح يتنافسون على الفوز بتأييد حزبنا". واجتمع صباح أمس مجلس شورى الدعوة السلفية المكون من 210 عضو لاختيار المرشح بحضور الشيخ محمد عبد الفتاح أبو إدريس رئيس الدعوة السلفية والشيخ ياسر برهامى وسعيد عبد العظيم واحمد فريد، وأعضاء مجلس الادارة ال16 وفى مقدمتهم الشيخ عبد المنعم الشحات ومحمد عبد الحميد ويونس مخيون اشرف ثابت ومصطفى دياب وومثلى الدعوة بالمحافظات والقطاعات. واجرى حزب النور السلفي استطلاع راي لمرشح الرئاسة على صفحته بموقع الفيس بوك لأعضائه وجاءت النتيجة لصالح ابو الفتوح بحصوله على 43 ألف صوت فيما حصل مرسي على 38 ألف صوت. ويأتي حزب "الأصالة" السلفي من أوائل المؤيدين لجماعة الإخوان لخبرتها الكبيرة في العمل السياسي، وقال اللواء عادل عفيفي رئيس الحزب: سندعم أي مرشح تتوافق عليه القوى الإسلامية، وفي حال عدم التوافق فلدينا عبدالله الأشعل". وأكد خالد سعيد المتحدث الرسمي للجبهة السلفية إن الجبهة ما زالت تدعم حازم صلاح أبوإسماعيل بسبب عدم مشروعية استبعاده من السباق الرئاسي. وقال سعيد ل"الوطن": حال استبعاد أبوإسماعيل نهائياً، سنلتزم بمبادرة التوافق على المرشح الإسلامي، وفي حال فشلها سنختار بين أبوالفتوح ومرسي، مستبعداً محمد سليم العوا والأشعل لضعف شعبتيهما. إلا أن مصادر داخل الجبهة السلفية، أكدت دعم أبوالفتوح واستبعاد مرسي. من جانبه، قال الدكتور نبيل عبد الفتاح الباحث السياسي إن الانقسام في المعسكر الإسلامي سيؤدي إلى تفتيت أصواتهم وسيخدم المرشحين الآخرين و"الفلول"، في الوقت ذاته لم يستعبد عبد الفتاح أن يتوصل تيار الإسلامي السياسي إلى اتفاق على مرشح واحد خلال الفترة المقبلة".