أكدت الدعوة السلفية، على أهمية مشاركة المرأة في العمل العام ، والقيام بدورهن في نشر الوعي بالمجتمع، وطالبت الدعوة خطبائها بإيضاح الأدلة الشرعية على جواز العمل العام للمرأة، فيما اعتبر خبراء بشئون الجماعات الدينية أن السلفيين يسعون لتصعيد الجناح النثوي للإحلال كبديل لكتلة السيدات التي اعتمد عليها تنظيم الإخوان في المعارك الانتخابية الماضية. وقال الشيخ سعيد محمود عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، في بيان أصدره، أمس، إن حصر مسئولية العمل الدعوي في الرجال فقط، يعد خطأ كبير، لأن الله، عزو وجل، قال في كتابه: "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"، ولم يخص الرجال وحدهم بهذا الأمر، كما قال النبي "ص" قال: إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَال. وأكد أن إهمال العمل النسائي يؤدي إلى قصور شديد بالمجال الدعوي، مستشهدًا على أهمية إشراك النساء في العمل العام، بمشاركة السيدة خديجة أم المؤمنين، زوجة الرسول "ص"، في العمل الدعوي والعام ومؤازرة النبي في أعماله. وأضاف المشرف على خطباء الدعوة الإسلامية: "لابد من التركيز علي الأحوال الدالة على أهمية دور النساء في الدعوة، وإيضاح الأدلة الشرعية للمجتمع"، مشددًا على أن دور المرأة المسلمة ربما يزداد أهمية عن الرجل، بسبب قدرتها على التأثير في المجتمع ككل، بداية من الأسرة التي تمثل قوام المجتمع، ودورها في إعداد الأجيال الجديدة. وأشار إلى أن المرأة تمكث مع الأبناء لفترة أطول من الرجال، كما جعلها الشرع مسؤولة عن بيت زوجها، لافتا إلى أن بعض صفات المرأة يجعلها أكثر قدرة على العمل الدعوي والعام مثل قدرتها على الخدمة والإعطاء والتحمل، وعواطفهن ودموعهن التي تؤثر على القلوب، كما أن للمرأة المقدرة على التأثير على الأبناء والأزواج، ومكانة البنات عند الآباء، ومكانة الأخوات عند الإخوة. يذكر أن عدد من القوي الاسلامية، انتقدوا إشراك الدعوة السلفية النساء في العمل الدعوي أو السياسي، خاصة أمام اللجان أثناء الاستفتاء، بعد إعلان الدعوة السلفية عن حملة نسائية لدعم الدستور، شارك فيها نساء الدعوة عبر توجيه الناخبات للتصويت بنعم أمام لجان الاقتراع، وتوعية النساء عبر الدروس الدينية بأهمية الاستفتاء، إضافة إلى حملة طرق الأبواب التي شارك فيها النساء لتوعية السيدات. من جانبه قال أحمد بان الخبير في الحركات الاسلامية: "إن الدعوة السلفية تصعد نسائها لتحل بديلة لسيدات الإخوان دعويًا وسياسيًا"، وأضاف: "إن الدعوة رفضت مشاركة النساء في البداية، لكنها وجدت أن نساء الاخوان قامت بدور كبير في العمل الدعوى والسياسي، وبالتالي اتخذت الدعوة السلفية نفس مسار الإخوان ، فكانت ترفض مشاركة نساء الإخوان من قبل في العمل الدعوي والسياسي، والآن فعلت ذلك للاستفادة من الكتلة التصويتية بعد خسارتها قواعد كثيرة خلال الفترة الماضية، كذلك تعويض الفراغ النسائي بالدعوة الاسلامية بعد خروج نساء الاخوان من العمل الدعوي". وأكد "بان" أن الساحة الاسلامية خلت من اي مشتغل بها، والدعوة السلفية تسعي للقضاء علي الاخوان، والحصول علي مكاسب سياسية ودعوية بالمرحلة المقبلة.