جميل جدًا إنك تكون إنسان صاحب منصب كبير، وليك سلطة معينة في البلد.. ده في حد ذاته يعتبر نجاح مترتب على نجاح كان منك قبل كده، لأنك لو مكنتش ناجح، عمرك ما كنت هتوصل للي إنت وصلت ليه ده، صح؟.. بس لو إنت ذكي بقى، هتقدر تخليه نجاح مترتب على نجاح مترتب عليه نجاح! فاهم حاجه؟. بص، هو مفيش شك إن وصولك للمنصب ده في حد ذاته يعتبر نجاح منك، أما إبداعك وتميزك في المنصب، ده بقى اللي يعتبر نجاح تاني خاااالص.. أيوووون، وصولك حمادة ونجاحك وتميزك حمادة تاني خااالص. وعشان تبقي متميز، وتحافظ على منصبك ومكانك، لازم دايمًا تكون واقف وباصص لنفسك في المرايا! مستغربش وتقفلي حواجبك أوي كده واسمعني ل الآخر.. مهم جدًا إنك تحافظ على شكلك قدام مرايتك، وتحاول دايمًا إنك تكون في أحسن مظهر ممكن إنك تكون عليه!، إمممممممم، شوفت فهمتني غلط إزاي!، طيب هفهمك أنا يا سيدي، أنا مقصدتش شكلك أو مظهرك الخارجي، أنا أقصد صفاتك وتصرفاتك اللي الناس هتحكم عليك من خلالها. طيب إيه علاقة تصرفاتي لمرايتي، مظهري، وصفاتي، إيه الكلام ده؟! إييييه اللغبطة دي يا عم إنت! بص هو أنا عارف إنك اتخنقت.. بس قبل ما تشتم وتقفل الموقع في وشي، هقولك ركز معايا بس ثانية واحدة.. بص يا سيدي، مرايتك دي أنا أقصد بيها جمهورك، الناس اللي عشانهم اتعمل المنصب أو الوظيفة اللي إنت قاعد على مكتبها دلوقتي، الناس اللي اختارتك إنت بالذات للمنصب ده، الناس اللي بإيدهم إنهم يرفعوك لسابع سما، زي ما بإيدهم إنهم ينزلوك سابع أرض. إممممممم، طبعًا بتختلف مرايتك باختلاف منصبك، يعني لو إنت رجل أعمال أو صاحب شركة، هتبقى مرايتك هما العملاء بتوعك، اللي هيحكموا على خدماتك ومنتجاتك اللي هما بيستهلكوها، ولو إنت رئيس جمهورية، أكيد شعبك هما اللي هيكونوا مرايتك اللي هتشوف فيها نفسك يا ريس. ولو إنت مدرس في الفصل أو دكتور في الجامعة، مرايتك هتكون الطلبة بتوعك اللي هيقيموا مستواك، من خلال استيعابهم ليك ولطريقة شرحك لدروسهم.. ولو إنت بتكتب في مجلة! إحممممم، تبقي مرايتك هي الناس اللي بتقرأ مواضيعك وبتقيم أسلوبك في الكتابة.. أيووون، كل الناس دي هما اللي يعتبر مرايتك، وكمان يعتبروا سبب رئيسي في إنك قاعد في المكان ده دلوقتي. بس الغلطة اللي بيقع فيها كل صاحب منصب، بالذات في بلادنا العربية، إنه أول ما بيمسك المنصب ده، بتكون مرايته هي أول حاجة بيرميها ورا ضهره!، آآآآه والله ده مش بيرميها ده بيكسرها وبيدوس عليها بال"....."!!، وعلى طول بيصنع لنفسه مرايا جديدة تكون على مزاجه، مرايا منافقة وكدابة بتضضله، عشان يسيبها في مكانها أو يحطها في مكان أعلى وأحسن شويه.. وده بيحوله من غنسان ناجح جدًا لإنسان فاشل جدًا، في مدة قصيرة جدًا. بس لو إنت مصّر على النجاح، ومفيش في حياتك مجال للفشل يبقي لازم تخليك متمسك بمرايتك الحقيقية مش مرايتك المزيفه، وتحاول إنك تحافظ عليها وتخليها دايمًا قدام عينيك، طيب إزااااااااااي بقى!؟.. بص هو أنا لما قعدت مع نفسي، وفكرت إزاي الواحد يقدر يخلي مرايته راضية عن شكله جواها، لقيت إن الموضوع بسيط جدًا. ومن خبرتي في المرايات، أقدر أقولك إن معظم المرايات مطالبها واحتياجاتها شبه بعضها، اللي هي بتتلخص في إنها محتاجة حد يبصلها، حد يحترمها ويحترم طموحاتها وامنياتها المشروعة.. وعشان تحافظ على شكلك قدام مرايتك، لازم تعرف إزاي هتتعامل مع الجزء المؤيد ليك من المرايا، والجزء المعارض ليك، بردوة، من المرايا. يبقى خليك ناصح ودايمًا تكون باصص ليها، والأهم إنها تكون راضية عن صورتك فيها، اللي بإيدك تقدر تخليها تتبروز في خيالهم يوم بعد يوم، ولازم يكون عندك إيمان إنك طول ما إنت باصص في المرايا، إنت كده ماشي على الطريق الصح. خطوة أخيرة عايزك تعملها، إنك تقوم تجيب ورقة وقلم، وتفكر في الخطوات اللي لو طبقتها صورتك هتتحسن قدام مرايتك، وأكتبها في ورقتك، وابدأ في تنفيذها وهتلاقي إن تنفيذها سهل جدًا مش صعب خالص.. ومن دلوقتي خليك رافع شعار (المرايا مش ورايا)، وخده شعار ليك.