«أن تفترش الأرض وتلتحف البرد، وتواجه الصقيع بجسدك العارى وبطانية لا تكاد تستر جسدك بسبب الثقوب التى خلفها الزمن»، هذا هو حال عشرات المسنين والأطفال فى شوارع الإسكندرية، هو الظلم فى أقبح صوره، يظهر فى الأعين والوجوه البائسة، حين تنظر للمسنين الذين يعيشون بلا مأوى على أرصفة المدينة، حتى التعاطف يبدو أن أغلبهم بات يتسوله لدرجة أن أمنيتهم المشتركة صارت الموت باعتباره رحمة لهم من معاناتهم. ومع موجة البرد الأخيرة التى شهدتها البلاد، تحركت مجموعة من الشباب غير المنتمين إلى أى تنظيمات أو أفكار أو أيديولوجيات، أطلقوا على أنفسهم اسم «حملة مفقودى الإسكندرية»، وبدأوا جولات وحملات لمساعدة المشردين. «الوطن»، بدورها، فتحت ملف المسنين المشردين فى شوارع الإسكندرية، لعل أحداً يستطيع إيواءهم بعد أن أهملهم الأهل والدولة.