على امتداد شارع مسجد القائد إبراهيم، بالإسكندرية، الذى شهد جانباً من فعاليات ثورة 25 يناير للمطالبة ب«عيش وحرية وعدالة اجتماعية»، وبجوار سور المستشفى الأميرى العام، تعيش سيدة مريضة، تناهز السبعين من عمرها تُدعى «ليلى»، منذ 3 سنوات، انتظاراً لتنفيذ وعد وزير التنمية المحلية اللواء عادل لبيب ومحافظ الإسكندرية السابق بمسكن يحميها من ويلات طقس بارد لم يعد يحتمله الأصحاء، بعد إزالة مسكنها قبل 3 سنوات، وسرقة مصاغها. كشك من الخشب الهش، تفترشه «ليلى» بكراتين، لا تمنع البرد من أن يقتحم جسدها الواهن، وبطاطين وملابس مهلهلة، لا تستر عورتها، ولا ترحم ضعفها، وغطاء بلاستيكى، يقيها مياه المطر، وبجوارها قمامة وقطط، يبدو أن صداقة وطيدة باتت تربط بينهما. هكذا تعيش «ليلى» السيدة المسنة التى لا تعرف كم عاماً بلغت، لكن ملامح وجهها البائس، ينبئ عن عمر متقدم، وصحة متأخرة، فقد فقدت شهادة ميلادها أثناء إزالة قوات الأمن لمنزلها بمنطقة «اللبان» غرب الإسكندرية قبل يومين من اندلاع ثورة 25 يناير. المارة يشفقون على السيدة العجوز، بعضهم يتهمها بالجنون، وآخرون يمرون عليها مرور الكرام ولا يلحظون وجودها، وسط أكوام القمامة التى تنام بينها. تتذكر «ليلى»: «قبل 3 سنين.. الشرطة أزالت البيت اللى سابه لى أبويا وأمى ربنا يسترهم، وبعدين المحافظ رمانى هنا ووعدنى بشقة لوكس وكل يوم يعدى علىَّ مندوب من الحى يقول لى إن شقتى خلاص هتيجى، وأنا مش همشى عشان لما الشقة تيجى، يعرفوا أنا فين وآخدها»، وأضافت «أنا مش عايزة حاجة من الدنيا، أنا بصلّى وأصوم وأدعى ربنا أدخل الجنة بس»، وتضيف «أنا ربنا دايماً معايا عشان كدة فى عز البرد كنت بحس إنى قاعدة قدام نار مولّعة».