«نحن فى خدمتكم طوال اليوم لتلبية جميع نداءاتكم».. عبارة مسجلة تسمعها أثناء الاتصال بأرقام الطوارئ المخصصة لاستقبال شكاوى المواطنين، فتعتقد معها أن «الدنيا ما زالت بخير» وأن الحكومة وجميع مؤسساتها تسهر بالفعل على راحة المواطنين وتلبية جميع نداءاتهم. والحقيقة أن عددا قليلا من هذه الأرقام يلبى نداءات المواطنين والباقى لا يرد أو مشغول أو يكتفى برسالة مسجلة، خاصة بعد منتصف ليل رمضان. عقب الواحدة صباحا، وقبل وقت السحور بقليل، بدا أن كثيرا من المسئولين عن تلبية نداءات المواطنين فى أماكنهم، بينما لم يكن آخرون فى العون بالقدر الكافى، البداية مع رقم النجدة، حيث تكون الدقيقة فارقة فى إنقاذ حياة شخص، لكن التجربة مع الرقم الشهير 122 جاءت مخيبة للآمال، فبالاتصال بالرقم جاء صوت مسجل يقول: مرحبا بكم فى شرطة القاهرة للاستمرار فى المكالمة اضغط الرقم واحد، ومع الضغط على الرقم واحد بدأت رسالة مسجلة مستمرة تقول: جميع متلقى البلاغات يتعاملون مع بلاغات أخرى رجاء الانتظار حتى يتم الرد عليك، لكن الصوت ظل يتردد طوال خمس ساعات هى مدة المحاولة المتواصلة دون فائدة، ورغم أن المكالمة مسجلة، لم يحاول القائمون على الخدمة معاودة الاتصال برقم المتصل. فرق الإطفاء كانت واحدة من الجهات التى قامت بالرد سريعا، قال الموظف: نحن نعمل 24 ساعة دون توقف، وعلى استعداد دائم لتلقى البلاغات فى أى وقت، لكن خيبة الأمل لم تلبث أن عادت أدراجها مع محاولة الاتصال بالرقم 121 الخاص بطوارئ وأعطال الكهرباء، حيث إن الإقبال الكثيف على الاتصال بالرقم جعله مشغولا طوال ساعات متأخرة من الليل. الرد على الاتصال بالرقم المختصر للإسعاف المركزى جاء سريعا، كذلك الأمر مع رقم طوارئ الغاز الطبيعى، رقم 129، الذى قال الموظف المختص به: العمل مستمر طوال اليوم، فلا أحد يعلم متى تكون الكوارث، أو أين قد يكون الخطر، فأى خطأ ولو صغيرا يمكن أن يؤدى إلى خطر كبير يجب تداركه فى اللحظات الأولى. راضٍ عنها، فهناك جهد كبير بُذل فيها، خاصة فى التصوير والإخراج، والحوار تميز بالجرأة فى معظمها نتيجة التغير الذى حدث بالمجتمع بعد الثورة.