أن تشتري سلعة وتدفع بكارت إئتمان مثل فيزا أو ماستر كارد أو ما يطلق عليه النقود البلاستيكية أو الاليكترونية فهذا أمر عادي يتم ملايين المرات يوميا بل تشجعه البنوك وتحاول إقناعك كعميل بفائدة الحصول علي تلك الكروت وتتقاضي نظير ذلك مصاريف قيد ما بين 100 750 جنيها واشتراك سنوي ما بين 25 600 جنيه وتحاول إغراءك بأن تنفق أكثر وأكثر باستخدام تلك الكروت. ويتم تقاضي عمولات تتراوح من 2-6٪ من اجمالي مبالغ الشراء يتحملها عموما البائع وبالتالي فهو يراعي أن يتضمن سعره مسبقا تحميلها عليك الزبون. وإن لم تدفع الرصيد المطلوب في التوقيت المحدد فستخضع لفائدة يومية وشهرية مركبة إن حسبتها سنويا ستجدها عالية تربو علي 20٪ تثقل كاهلك. وعليه فالعملية مربحة للبنوك وشركات الائتمان ولذا تتصارع البنوك وموظفوها علي العملاء وإصدار الكروت. وكل ذلك نظير أن يمثل الكارت لك نقودا في جيبك تعتمد عليها. وأن تحدث لك مشكلة مع كارت ائتماني فهذا وارد ومفترض أن تتصل بالبنك مصدر الكارت فيتم الرد عليك فورا وحل المشكلة بأسرع وقت. أما أن تشتري سلعة وتفاجأ أن الكارت الذي تدفع به لا يعمل بدون سبب واضح ولا تملك نقودا سائلة فتقع في حيص بيص ويزداد الأمر تعقيدا عندما تحاول الاتصال بالبنك علي الأرقام التي يعلن أنها علي مدار 24 ساعة للاستيضاح وليسعفك فتصدم أنك لا تجد إلا شريطا مسجلا بأن "جميع الخطوط مشغولة الآن" وتنتظر الرد عليك سريعا إلا أنه لا يجيء إلا بعد ساعات بل بعد أيام. مخالفا للأصول والقواعد وواجب البنك تجاه عملائه. ويزداد الأمر سوءا حين يحدث ذلك من بنك عريق يفتخر أنه الأكثر إصدارا لتلك الكروت والإستحواذ علي عملائها. وقد كان الأحري أن يكرس عددا كافياً من الخطوط للرد علي العملاء وحل مشاكلهم وبما يتناسب مع عدد عملائه. وإن كان موظفو خدمة العملاء غير كافين فليزدهم. وإن كانوا غير أكفاء أو مشغولين عن الرد علي المكالمات بالمسلسلات أو الحكاوي أو خلافه فليحاسبهم !! فأي من ذلك يسيء للبنك وعملائه وللقواعد المصرفية. فلا يعقل أن يتم محاولة الإتصال برقم خدمة العملاء عبر 24 ساعة حوالي 20مرة متفرقة مثلا من 11 مساء الي 11 مساء اليوم التالي في أوقات مختلفة كل ساعتين تقريبا حتي لا يدعي أحد أنها وقت إفطار أو سحور أو ذروة وبمدد حوالي 140 دقيقة قبل أن يتعطف عليك أحد بالرد. أفلا توجد معايير لمدة الانتظار أو نسبة عدد الخطوط لعدد العملاء. وأين الرقابة والإشراف علي ذلك؟ وماذا إن كان الكارت قد سرق أو فقد وتحاول الإبلاغ عنه؟ ويبدو أن الخطأ هو خطؤك فلماذا تحاول أصلا الاتصال وفي رمضان كمان هو مافيش تقدير ولا إيه !! بل يتم تحميلك - كما ذكر- ثمن المكالمات والانتظار الطويل الذي يمتد لساعات بل لعل ذلك أحد أسباب عدم الاهتمام بسرعة الرد عليك. فكله علي حسابك، الوقت والفلوس إضافة للحرج وحرق الأعصاب. قارن مع ما يحدث في الخارج وبعض بنوك أخري فالخطوط متاحة 24 ساعة وفترات الانتظار إن وجدت فهي لدقائق معدودة والأرقام التي يتم الاتصال بها كثيرة ومجانية وهي ما يعرف بأرقام 800-1 ويمكنك الاتصال بها دوليا من أي مكان في العالم مجانا. بل في حالة التأكد من وضعك يحلون مشكلتك فورا وقد يصدرون لك كارتاً ائتمانياً بديلاً في ساعات محددة وتسليمه في أقرب مكان إليك. إلا أنه يبدو أن عندهم نقصاً فهم لا يقدرون الهوايات والثقافة إذ إنهم لا يتابعون المسلسلات في الوقت المخصص للعمل. فيا مسئول البنك الكبير وأهل مصر والذي يقدره الجميع ونثق أنه لا يقبل ذلك جرب بنفسك أو كلف أحد مساعديك بالاتصال برقم خدمة عملائك المعلن كعميل عادي وسيثبت لك ما سبق. وقدر وقت الانتظار قبل الرد وضع نفسك مكان العميل الواقع قي مأزق. حتي يمكن حل هذا الأمر الذي يسيء للبنك. وستري ضرورة مضاعفة أرقام الاتصال والموظفين لتتناسب الخدمة مع عدد العملاء. بل وأين هي أرقام الشكاوي والطوارئ وهل يمكن عمل أرقام مجانية وتحميل التكلفة إن لزم علي الاشتراكات، وإعلام العملاء بما يتم. وذلك قبل أن يطلع علينا أحدهم بالحجج الجاهزة بأن كله تمام وأن ما سبق افتراء وأن الخطأ خطأ العميل فهو عديم الصبر وإيه يعني الانتظار ساعات أو أياماً أو أنه لا يقدر الموقف في شهر رمضان أو أهمية متابعة المسلسلات أو أن نظام الكمبيوتر تعطل فجأة...الخ. إلا إن كان التأخير في غير رمضان هو مثله في رمضان وهي عادة مستديمة ولاعزاء للعميل وللأصول. ويا جهاز حماية المستهلك أين أنت من هوجة الإعلانات عن أرقام تليفونات يتم الدعوة للاتصال بها بدون ذكر من سيتحمل التكلفة وهل هي مجانية أم لا ؟ أو ذكر سعر الدقيقة ويقع المواطن الغلبان في الفخ إلا أن لهذا حديثا آخر.