هنا يُعامل القمح باحترام، ويُحفظ فى مكان آمن بعيداً عن عبث الطيور، والحشرات وعوامل التعرية.. من داخل إحدى صوامع القمح المعدنية، بمدينة العبور، ترصد «الوطن» الطريقة الصحيحة فى حفظ القمح، والمتعارف عليها عالمياً، وتصل فيها نسبة الفاقد منه إلى «صفر»، لأنها تطبق القواعد والاشتراطات الصحية التى تجعله صالحاً للاستهلاك الآدمى ولو بعد شهور من التخزين. توجد فى مصر عدة صوامع، بعضها يتبع القطاع الخاص، الذى يتعاون مع الحكومة فى تخزين كميات من القمح بمقابل مادى، كما يوجد عدد محدود من الصوامع تتبع الحكومة لكنها لا تستوعب إلا كميات صغيرة جداً، لذا تستعين الحكومة بالشون الترابية لتخزين القمح. وتعتمد فكرة الصومعة على حفظ القمح داخل حاويات كبيرة عاكسة للحرارة، ومحكمة الإغلاق تشبه الأقماع الضخمة، وبها أجهزة تحكم يجرى ضبطها كى تعمل بطريقة آلية، لتحديد درجة الحرارة والرطوبة داخلها، وتستقبل هذه الصومعة حصة من القمح المدعم كى تحفظها، وتحصل على مقابل مادى فى نهاية موسم التوريد. يشرح ياسر زقزوق، مدير الصومعة، طريقة العمل الآلية، موضحاً أن القمح يمر بعدة مراحل قبل التخزين، أولها وزن الشحنة داخل أرض الصومعة بميزان «بسكول»، ثم رفع سيارات النقل الثقيل من الأمام بطرق «هيدروليك» حتى تصل إلى ميل معين يساعدها على تفريغ الشحنة على أرض «النقرة» مباشرة، وفى الغالب تأتى الأقماح المحملة على السيارات فى «كونتر» غير معبأة فى «أجولة»، حتى يسهل تفريغها. يقول «زقزوق»: «بعد التفريغ مباشرة يمر القمح بعملية غربلة آلية، من خلال مجموعة من السيور الحديدية، التى ترفع القمح إلى أعلى من داخل «النقرة» ليمر بعمليات تنقية أثناء الغربلة، ويوجد جسم معدنى مغناطيسى يزيل الشوائب الحديدية، وبعد عملية الغربلة تسحب السيور القمح إلى ارتفاع 23 متراً، هو طول الخلية الواحدة داخل الصومعة، حتى تلقيه فى فوهة الصومعة من أعلى، إلى أن تمتلئ عن آخرها»، مشيراً إلى أن الصومعة بها 5 خلايا، كل واحدة منها حاوية كبيرة، بها نفس المنظومة التى تسحب القمح، وسعة الواحدة 6 آلاف طن، لكنها تختلف حسب تصميم كل صومعة، إلا أن السعة التخزينية عندهم تصل إلى 30 ألف طن قمح. ويضيف، أن القمح يتعرض بالداخل إلى عملية تهوية وتبريد عن طريق أحد المبردات الكبيرة التى تضبط نسبة الحرارة والرطوبة داخل الصومعة، وتوجد حساسات للحرارة فى كل خلية تظهر درجات الحرارة فى كل مناطق الصومعة من الداخل، كما تحتوى على مراوح كبيرة إلى جانب المبردات، ودائماً ما تكون درجة الحرارة مضبوطة على نسبة 10 درجات، والرطوبة على 13 درجة، لافتاً إلى أن هناك فتحات صغيرة أعلى الصومعة لتغيير دورة الهواء ضماناً لجودة التهوية. ويوضح «زقزوق»، أن فترة حفظ القمح، موسماً كاملاً تصل إلى 6 أشهر وأحياناً أكثر، وخلالها تسحب إدارة الصومعة عينات من القمح على فترات دورية، لتحليلها، والتأكد من جودة عملية التخزين، وبعد إنهاء الفترة بالاتفاق مع وزارة التموين، تأتى السيارات لتحمل القمح إلى المطاحن، وتقف أسفل فتحتين منحدرتين من الصومعة، ليسحب «موتور مركزى» القمح من منطقة أسفل الخلية، ويدفعه مباشرة إلى فتحات التحميل، وتقف سيارات النقل الثقيل المخصصة لنقل القمح وتفتح سقف قاطراتها المحتوية على كونترات لتمتلئ عن آخرها، دون فقدان «حبة» قمح واحدة، كما أن القمح يدخل فى دورة تخزين ويخرج للتوزيع وهو فى حالته الأولى، التى جاء بها. استغرقت الصومعة ما يزيد على العام لإنشائها، وتكلفت 35 مليون جنيه، وفقاً لمشرف عليها، لافتاً إلى أن تنفيذ المشروع كان على يد إحدى الشركات التركية. اخبار متعلقة القمح ثروة مصر المهدرة شونة «الأبعادية» فى دمنهور: «خلطة قمح.. بالتراب والحشرات» عمال طحن: نستقبل قمح الشون مخلوطاً بالفئران الميتة «السلامونى»: اتفقنا مع «التموين» على إنشاء 42 صومعة جديدة رئيس بنك التنمية والائتمان الزراعى: نعمل على بناء 15 صومعة معدنية خبراء: سوء التخزين يهدر 20% من الناتج المحلى