* لجنة ثلاثية للفحص من التموين والصادرات وبنك التنمية * السعر يتحدد حسب درجة النقاوة والعمل طوال اليوم وفى الإجازات * الصوامع الترابية تهدر 15% وخطة لإنشاء 50 صومعة معدنية * المزارعون: 22 إردبا إنتاجية الفدان وحصلنا على مستحقاتنا بسهولة ويسر طوابير طويلة من العربات محملة بأجولة القمح تنتظر دورها أمام "شونة" القمح للفرز والوزن وضمه لما سبقه من أجولة ليتم تخزينها داخل "الشون" أو صوامع ومستودعات القمح. مشهد يراه الجميع فى جميع المحافظات، ونظرا للأهمية التى يمثلها القمح للشعب المصرى قامت "الحرية والعدالة" بجولة داخل إحدى شون القمح بمحافظة القليوبية لمتابعة طريقة الفرز والفحص وعملية التخزين وكيف تتم ومدى توافر وسائل الأمان فى التخزين والتأمين للشون. اختارت "الحرية والعدالة" التنقل بين "صوامع وشون" للتخزين، إحداها كانت مختصة بعملية التسلم من الفلاحين وأخرى كانت فى مرحلة التخزين بعد امتلاء سعتها بالكامل، وبدأت مرحلة التخزين وهى شونة قديمة تم إنشاؤها فى عهد الملك فاروق، ومن المنتظر أن تدخل ضمن مرحلة التطوير. وبدخول الشونة التى تقع على مساحة فدان كامل ومحاطة بسور عال وبوابة حديدية ضخمة يقف عليها "خفر" لتأمينها، وبها تلال من القمح وعدد كبير من العمال يقومون بالتعبئة والوزن ورص الأجولة. التطهير والتبخير وتكون بداية استعداد "الشون" بتطهير وتبخير الصوامع وإزالة المخلفات قبل بدء الموسم الجديد للقمح ثم بعدها تبدأ الشون فى استقبال المحصول من الفلاحين ويقوم الفلاح بتوريد محصوله للشون التابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعى والذى يخضع للفرز من قبل لجنة ثلاثية مشكلة من عضو الرقابة على الصادرات وعضو من وزارة التموين ومندوب من بنك التنمية والائتمان الزراعى التابعة له "الصومعة" وبحضور مندوب من وزارة الزراعة. ويتم فرز القمح ومنحه درجة بناء على النظافة، وبعد ذلك يتم الوزن ويتسلم المزارع على أساسه إيصالا أو "بونا" بالوزن ودرجة النظافة ليتوجه به فى اليوم التالى مباشرة للبنك التابع له لصرف مستحقاته. ويتم تحديد سعر القمح بناء على درجة نظافته، وأعلى درجة للنظافة هى 23.5 ويكون سعرها 400 جنيه ثم بعد ذلك 23 ويكون سعرها 395 ثم 22.5 ويكون سعرها 390 ولا يقبل فى الصومعة درجة أقل من ذلك. وبعد فرز القمح وخضوعه للجنة الثلاثية وقبوله من حيث الصلاحية ودرجة النظافة يتم تفريغ الشاحنات على "الهوبر" وهى شبكة حديدية مفرغة من الأسفل تقف عليها السيارة، ويتم تفريغ الحمولة عليها، ثم بعد ذلك يتم وضع المحصول فى أجولة من الجوت "الخيش" ويكون وزن "الجوال" الواحد 110 كيلو جرامات لكن عملية التعبئة والتخزين لا تتم إلا بعد انتهاء عملية التسليم تماما ووصول "الشونة" الواحدة للامتلاء، بعدها يتم عملية التعبئة والتخزين. طريق تخزين القمح وتتفاوت طريقة التخزين من "شونة" لأخرى حسب الإمكانيات الموجودة بكل شونة، فهناك صوامع ترابية وقديمة منشأة من أيام الاحتلال الإنجليزى وبها يتم تعبئة الأجولة عن طريق عمال ووزنها وإغلاقها ورصها فوق بعضها البعض مع اعتماد فواصل أو طرقات بين كل صف وآخر يكون مساحته تسمح بمرور شخص بينها حتى يسهل السيطرة على كل مجموعة إذا ما حدث خلل أو فساد فى أى قطاع ويتم تغطية الأجولة بمظلات لحمايتها من الشمس والأمطار. أما فى الصوامع الحديثة فيتم رفع المحصول عن طريق ساقية تقوم برفع الغلال من "الهوبر" إلى صوامع التخزين التى تكون أسمنتية أو معدة لتخزين القمح. والعمل فى الشون يبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى السادسة مساء أو حتى مغيب الشمس كما يقول العاملون بها، وكذلك يكون العمل فى جميع أيام الأسبوع وحتى فى الإجازات الرسمية تظل الصوامع تؤدى دورها وذلك لطبيعة عملها مع محصول موسمى يجب فرزه وتخزينه. وجميع الصوامع مؤمّنة وتخضع للحراسة 24 ساعة بالتناوب بين فرق حراسة مسلحة وتقوم بالمبيت داخل الشون. وفى طابور طويل من العربات التى تقف أمام "شونة" لأخذ دورها فى الفحص والقبول، التقينا سلامة بركات –مزارع- الذى أكد أن التطمينات التى أعطتها الحكومة للمزارعين حول الحصول على مستحقاتهم وفتح الصوامع لتخزين القمح كانت عاملا أساسيا وراء الطوابير الطويلة التى تقفها العربات فى انتظار دورها، وأن محصول القطن أيضا ينتظر التطمينات بفتح المحالج له ليعاود الفلاح زراعته. طفرة فى زيادة القمح، هكذا يقول مصطفى شعبان ذلك الفلاح البسيط الذى يرفع يديه إلى السماء قائلا "البركة من عند الله"، مضيفا أن فدان القمح لديه كان ينتج حوالى من 12 إلى 15 إردبا وفى هذا العام وصل إلى 22 إردبا ولا يعرف سبب هذه الزيادة غير أنه رزق من عند الله. وبابتسامة فرح، قال حماد المنجى -فلاح-: "لو عندك محصول ابعد بيه عن الحكومة".. واستطرد قائلا "ذلك كان شعارا قبل هذا العام أن من لديه محصول قمح لا يفكر فى التوجه به للشون، لأننا كنا نفاجأ بخصم مصاريف مخالفات رى ومخالفات زراعية وأمور كثيرة ولا يتبقى لنا من أموال المحصول شىء فكنا نبتعد ونفر من شون القمح؛ لكن الآن يتسلمون منا المحصول بسعر أعلى من السوق ونتسلم أموالنا من بنك التنمية فى اليوم التالى". بدوره، يؤكد عضو التموين فى اللجنة الثلاثية داخل إحدى الشون -فضل عدم ذكر اسمه- أن الشون بالفعل تحتاج إلى تطوير كبير حتى لا يتم إهدار جزء من المحصول، موضحا أن محصول القمح يعانى من إهدار 15% منه نتيجة تخزينه فى الصوامع الترابية. لكنه عاد وقال إن إنشاء صوامع جديدة وتحديث الموجود يمثل تكلفة كبيرة للغاية ويحتاج تنفيذها عدة مراحل، لذلك نحن نعمل بما هو متاح لنا الآن ونحاول قدر الإمكان الحفاظ على المحصول، فبداية يتم الفرز الجيد عن طريق اللجنة الثلاثية ويتم اختيار أفضل نوع من القمح من ناحية الجودة والنظافة، ثم يأتى بعد ذلك دور القائمين على الشونة فى التخزين ويقومون بدور كبير فى الحفاظ على المحصول وتخزينه وتغطيته بمظلات ومشمعات حتى لا يتعرض للتلف من عوامل الجو وحتى تتسلمه المطاحن. ومن داخل بنك التنمية، يقف الفلاحون الذين قاموا بتسليم محصولهم وجاءوا إلى البنك لتسلم مستحقاتهم، وأكد لنا العديد منهم أن أمورهم سارت بطريقة طبيعية ولم يكن هناك فى الأمر أى معاناة غير فقط الانتظار فى طوابير الصومعة انتظارا لدورهم فى الفرز وتدقيق ووزن المحصول من قبل اللجنة الثلاثية، وهو أمر لم يزعجهم بل أسعدهم، على حد قولهم، وأنه بمجرد التوجه للبنك لصرف مستحقاتهم قاموا بصرفها بكل سهولة ويسر بعد احتساب الثمن من خلال الإيصال المكتوب به وزن ودرجة نظافة المحصول. ويرى عاملون داخل الشون أن هناك زيادة ملحوظة فى محصول القمح هذا العام عن أى عام مضى، فالشونة -على حد قول كثير منهم- لم يمتلئ نصفها العام الماضى، قائلين "من لا يعرف فلينظر لطوابير العربات ولعدد الساعات التى نعملها فى الفرز والتخزين". وأرجعوا هذه الطفرة إلى تعاون الوزارات مع بعضها البعض، فوزارة التموين تكاتفت مع وزارة الزراعة ودعمتهما فى ذلك المالية، وبدا ذلك واضحا فى اللجنة الثلاثية التى شكلت لفحص المحصول، وأن وزارة الصناعة والتجارة الخارجية أيضا لها دور واضح لأنها ستقرر مصير القمح وصناعته ومعرفة العجز، وما إن كانت البلاد ستحتاج لاستيراد من الخارج من عدمه. ما هى الشونة؟ "الشونة" مكان لتخزين القمح والحبوب والغلال، وبعض الشون فى مصر ترابية تم إنشاؤها فى أثناء تواجد الاحتلال الإنجليزى لكنها تؤدى إلى إهدار 15% من محصول القمح وهى عبارة عن بناء له قبة عالية وفتحات تهوية فى أعلاه، ومع مرور الوقت والزمن بدأت تلك الشون فى الهبوط واقتراب سقفها من الأرض مما جعل عملية التخزين بها أمرا مضرا للقمح وتخزينه. وهناك شكل آخر للصوامع الترابية عبارة عن أرض فضاء عليها أسوار مبنية بالطوب يعلوها عروش وخشب لتوارى الحبوب من الشمس، ومن المفترض أن يتم تحديثها واستبدالها بشون "هيدروماتيكية" متطورة يوجد بها العديد من الأجهزة منها المجففات والمنظفات والمصنفات والرافعات والناقلات. وتؤدى المجففات إلى بقاء الحبوب خالية من الرطوبة؛ حيث يسخن الهواء فى المجففة ويوجه على الحبوب ثم يستعمل الهواء الذى لم يتعرض لعملية تسخين لتبريد الحبوب، فيما المنظفات والمصنفات تضمن جودة الحبوب؛ حيث يحدث امتصاص الغبار والقشر أو التبن، ويؤدى التحميص والاهتزاز إلى التخلص من الحبوب التى لا تكون بالحجم والكثافة المناسبة. بينما بعض الماكينات تستعمل الخلايا الكهروضوئية لعزل الحبوب الفاسدة. كما تستعمل داخل الصوامع الحديثة الرافعات والناقلات لنقل الحبوب وتصب فى صوامع التخزين. وصوامع التخزين فى مصر تابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعى التابع لوزارة الزراعة، ومن المنتظر تطوير الصوامع من خلال الشركة القابضة المصرية للصوامع والتخزين لإنشاء 50 صومعة معدنية تكون بديلة عن الصوامع الترابية للتحول التدريجى من التخزين التقليدى إلى إنشاء شبكة قومية من الصوامع داخل المحافظات بسعة تخزين مليون ونصف المليون طن قمح. وقاربت فيها المرحلة الأولى من الانتهاء على مستوى المحافظات لتشمل 25 صومعة تستوعب 750 ألف طن وتتبعها مرحلة ثانية لإنشاء 10 صوامع جديدة.