طوكر.. أو أبوزعبل.. كلمتان والعياذ بالله كانتا مصدر رعب أو تشاؤم لكل من يسمعهما! أنا مثلاً سمعت أكتر من مرة حد بيقول لحد: - دا انت حتروح فى طوكر. أو - إن شاء الله نهايتك حتكون فى أبوزعبل، لكن ما خطرش على بالى أبداً إنى فى يوم من الأيام ح اروح فى طوكر أو حتبقى نهايتى فى أبوزعبل إن شاء الله.. يقوم ييجى الزمن اللى أتمنى أنا فيه إنى أروح أبوزعبل، ومش أنا لوحدى بس دنا معايا حوالى خمسة وعشرين مواطن مصرى محشورين فى صندوق محكم الإغلاق فى سيارة الترحيلات الحقيرة القذرة وعمالين يغنوا: صفر يا وابور واربط عندك نزلنى فى البلد دى بلا أوروبا بلا أميركا مافيش أحسن من بلدى دى المركب اللى بتجيب أحسن من اللى بتودى يا اسطى بشندى ويا سالمة يا سلامة رحنا وجينا بالسلامة يا ترى يا عم بديع يا خيرى يا عظيم وانت بتكتب النص الخالد ده كنت متصور إن احنا حنغنيه بعد رحيلك بحوالى نص قرن من الزمان واحنا محشورين كده فى صندوق سيارة الترحيلات؟! ويا ترى ياعم الشيخ سيد يا درويش وانت بتلحن الكلام ده كنت عارف من اللى حيغنيه بعدك؟ الغربة يا ما بتورى بتخلى الصنايعى بيرطن. قلت للدكتور أشرف: - سيبه دا واد معفن ومصمم إنه يمشى فى جنازتى وده فى حد ذاته نوع من الحب القاتل زى ما بيقولوا فى الأفلام والمسلسلات. قال الدكتور أشرف: - طب وبعدين يا عم أحمد؟ قلت: - ولا قبلين يا حكيم طول ما سينا على وضعها الحالى حيفضل نزناز الشهدا شغال حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً. فقال ميشو: - والله أنا نفسى أطلع الرئيس المؤمن من قبره وأحاكمه محاكمة علنية على توقيعه على البنود السرية من معاهدة كامب ديفيد. ضحك الدكتور أشرف قائلاً: - انت عايز بقى تفتح لنا فتحة ما تنسدش واحنا عمالين ندعى ربنا يخلصنا من شبكة العسكر اللى جايبانا ورا ولا حدش قادر يفتح بقه. قلت: - واللى يفتح بقه حتى بالسؤال يقولوا عليه جاسوس ومتمول من جهة أجنبية. فقال ميشو ضاحكاً: - إوعوا تكون الجهة الأجنبية دى هى الطرف التالت اللى دايماً يذكروه بعد كل مذبحة. فقال الدكتور أشرف: - عفارم عليك يا خبؤ، ودى عرفتها لوحدك؟ فقال ميشو: - الحقيقة اللى عرفنى عليها كان الواد يوسف ابنى. قلت: - ربنا يخلى يوسف وجيل يوسف ويحميهم ويكفيهم شر أنفسهم وينور بصيرتهم عشان يعرفوا يختاروا لمصرهم المكان اللائق على خريطة العالم.