سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو| شقيقة ثروت: كان نفسه يعمل حاجة حلوة للعيلة وعملها وخلانى فخورة إنى أخت الشهيد شقيقته: «كان دايماً بيقولى أنا عامل تسريحة أبوتريكة عشان أنا بحبه».
جلست على الأريكة واضعة يديها فوق رأسها، مغيبة عن الحياة كلها غير مصدقة أن ابنها الأصغر، وأقرب أبنائها إلى قلبها، فارق الحياة إلى الأبد. «قالولى إنه مصاب بس أنا قلبى حس أنه استشهد»، كان هذا أول ما شعرت به والدة الشهيد عندما بدأت الأخبار تصلها عما يحدث فى رفح، لم يتمكن أحد من إخبارها بوفاة ابنها حتى بعد أن تأكدوا من الخبر، فهى مصابة منذ فترة بسرطان الثدى، وكانت تنتظر عودة ابنها الأصغر. «أنا راضية بقضاء ربنا والحمد لله إنه مات شهيد هو كان نفسه يموت شهيد وربنا نولهاله». ثروت كان أقرب أولادها إليها على حد تعبيرها، ففى إجازته الأخيرة أصر على أن ينظف لها البيت ويطعمها بنفسه ودون مساعدة من أحد «كان بيقولى خليكى إنتى مستريحة يامه وأنا هعملك كل اللى إنتى عاوزاه». أما شقيقته الكبرى «رشا»، تتذكر المواقف التى جمعتها بشقيقها ثروت «كان أحلى حاجة فيه وهو بيجرى فى الحارة وسط العيال ولما تحصل خناقة بين إخواته كان هو اللى بيصالحنا على بعض». رشا لم تر شقيقها منذ أكثر من عام نتيجة إقامتها فى العريش مع زوجها. «ثروت هو اللى حفّظ ابنى محمد القرآن، وكان بيعلمه الكونغ فو»، رشا كانت تعتبر ثروت ابنها وليس مجرد شقيق، «آخر مرة كلمنى قاللى أنا نفسى أشوف ابنك الصغير أكيد هو قمر زيى. وكنت جاية يوم التلات عشان أخليه يشوفه بس ملحقش». «رشا والله أنا عاوز أشوفك بس أنا عاوز أشوف أمى فى الأجازة دى وأصحابى، أمى وحشتنى أوى يا رشا»، كانت هذه المكالمة الأخيرة التى دارت بينها وبين ثروت، وأخبرها فى هذا اليوم أن تأتى يوم الثلاثاء للقرية حتى يتمكن من رؤيتها، «أنا جيت أهو يا خويا زى ما طلبت وشفتك بس متكفن». وطالبت «رشا» الرئيس مرسى بالقصاص ممن قتل أخاها، «أخويا مات على الحدود يا مرسى عشان أنت تنام مطمن فى بيتك». أما شقيقته الصغرى رانيا، فكان بمثابة الأب بالنسبة لها، «أى حد يضايقك يا رانيا قوليلى حتى لو أبوكى»، تروى رانيا أن ثروت كان يعاملها كابنته وليست أخته فقط، «ثروت دا كان أبويا وأخويا وحبيبى وكل حاجة فى الدنيا ومكنتش بعرف أشتكى لغيره». «أنا مش هقعد فى العزبة دى تانى يا رانيا أنا هاخدكوا ونعيش فى حتة أحلى»، كانت هذه آخر أمنيات ثروت التى صرح بها لأخته الصغرى رانيا، «كان نفسه يعمل حاجة حلوة للعيلة واهو عملها وخلانى فخورة إنى أخت الشهيد»، لم تتضايق رانيا بموت أخيها بل ظلت تردد «دا فى الجنة دلوقتى ومستنينا نروحله». اطمأنت رانيا لأنها تعلم مكان دفن أخيها «على الأقل أنا هعرف أزوره فى أى وقت والحمد لله إنى عارفة هو اندفن فين»، وآخر ما تذكرته رانيا عن أخيها أنه كان شديد الأناقة والاهتمام بمظهره، «مكنش بيطلع من البيت إلا لما أقوله إن شعره مظبوط ولبسه حلو، وكان دايماً بيقولى أنا عامل تسريحة أبوتريكة عشان أنا بحبه».