معاناة تتجدد مع خروج المظاهرات، ينتج عنها أعمال شغب وعنف وأحيانا سقوط بعض الأهالى قتلى وجرحى.. التخريب ووقف الحال جعلا المواطنين يرحبون بإقرار قانون التظاهر، باعتباره الحل الوحيد لردع الخارجين عن السلمية أثناء المظاهرات. يجلس على كرسى خشبى يباشر عمله (حارس أحد العقارات بمنطقة الدقى)، يعود بذاكرته لأحداث العنف التى تخلف كل مظاهرة لجماعة الإخوان، يرفض الرجل إقرار قانون للتظاهر، ليس تأييدا لحق المواطنين فى التظاهر وقتما شاءوا، بل رفضا لإتاحة التظاهر من الأساس وإقرار قانون لتنظيمه: «يلغوه ويريحونا ما هو طالما فيه قانون للتظاهر، هتبقى فيه مظاهرات، واحنا زهقنا.. خلى عجلة الرزق تدور»، قالها «سيد عباس» ملقيا باللوم على الحكومة التى لم تُحكم قبضتها على المتظاهرين لمنعهم من خراب البلد: «الإخوان كل يوم يتظاهروا هنا وقتلوا صيدلى قدام عينى، ده أنا حلقت دقنى عشان مش عاجبنى اللى بيعملوه». كل محاولات إقناعه أن حق التظاهر مكفول لكل مواطن، وأن الدستور وكل القوانين تكفل له ممارسة هذا الحق باءت بالفشل، يرى الرجل الستينى «الشر المطلق» فى المظاهرات، ويعتبرها «الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح»؛ لذا يوجه رسالة للفريق أول عبدالفتاح السيسى: «هما فاكرين ان مرسى راجع.. والله ما هو راجع، لازم يا سيادة الفريق انت والريس عدلى منصور تمنعوا الناس اللى نازلة تجيب الخراب على مصر». لا تزال أحداث العمرانية عالقة فى ذهنه نظرا لخروج عدة مظاهرات من قبل أنصار الرئيس المعزول خلفت وراءها خسائر جمة لمحل بيع السلع الغذائية الذى يمتلكه، «فضل الشامى» لا يرى أى نفع يعود من وراء المظاهرات التى تهدف للعنف: «لو هتنزل تتظاهر وتكسر يبقى أنت كده مش بتجيب حقك ولا حق اللى مات، وكفاية الكلام السيئ اللى بيطلعوه على جيشنا، دول اخواتكم زى ما انتو اخواتنا»، يرى الرجل الثلاثينى أن مكسبه من «البقالة» تراجع بنسبة 50% بسبب كثرة التظاهرات «على الفاضى والمليان»: «القانون ده جه فى وقته، لأنه هيخلى الواحد يفكر ألف مرة قبل ما يرفع سلاح على حد أو يموت حد». «القانون بيقنن الحرية اللى نادت بيها ثورة يناير» قالتها د.ولاء شوكت «صيدلانية»، موضحة الجانب السلبى لقانون التظاهر من ناحية العقوبة والغرامة المالية، لا ترفضه على إطلاقه، لكنها ترى فيه عيوبا كان من السهل تلافيها إذا ما تم طرحه للنقاش المجتمعى: «الشباب ثائر ومينفعش فى الوقت ده نصحى من النوم نلاقى قانون، كده الشباب هتعند أكتر، وبند الإخطار بيقول لو المظاهرة مش على هوى الحكومة هتترفض يبقى محليناش حاجة»، الطبيبة الثلاثينية تجد أن من الواجب الاستفتاء على القانون من قبل المواطنين: «قانون التظاهر لما طلع أيام مرسى الشعب قام وثار عليه، ومن الواجب اننا كدولة بتنادى بالحرية نلتزم بيها».