ليلة من «الكر والفر» شهدها محيط السفارة السورية فى منطقة جاردن سيتى بوسط البلد، أمس الأول، بعد اشتباكات استمرت ل8 ساعات بين قوات الأمن المركزى وعشرات المتظاهرين، الذين نظموا مسيرة خرجت من ميدان التحرير، مساء أمس الأول، لرفع علم الثورة السورية على مبنى السفارة، ما تسبب فى اندلاع الاشتباكات، حتى فجر أمس، على الرغم من محاولات التهدئة التى أجريت لإقناع المتظاهرين بالرحيل عن محيط السفارة السورية والعودة للميدان، وسط إصرار من المتظاهرين على البقاء لحين الإفراج عن زملائهم المعتقلين الذين قبض عليهم الأمن أثناء الأحداث كشرط للرحيل. وقبل منتصف ليل أمس الأول، بدأت جولة تفاوضية بين عدد من المتظاهرين والقيادات الأمنية المعنية بتأمين مبنى السفارة حول الإفراج عن 5 أفراد بينهم سورى، قبض عليهم الأمن مقابل التعهد بإخلاء محيط السفارة، وطلبت القيادات الأمنية إبعاد المتظاهرين المحتشدين أمام مبنى السفارة بمسافة لا تقل عن 15 متراً للتفاوض على الإفراج عن المقبوض عليهم، ودعا البعض للعودة إلى طريق كورنيش النيل بعيداً عن محيط السفارة، واستجاب عدد محدود من المتظاهرين وسط إصرار العشرات على استمرار التظاهر أمام مبنى السفارة. وفى منتصف الليل وفدت مسيرات صغيرة من منطقة وسط البلد إلى مقر السفارة لمساندة المتظاهرين مرددين هتافات: «مصر وسوريا إيد واحدة»، فضلاً عن الهتافات المنددة بالاشتباكات: «يا مرسى فينك فينك داخيلة مبارك بينا وبينك»، واستمرت التفاوضات على إطلاق سراح المحتجزين على الرغم من صعوبة الأمر، حسب القيادات الشبابية للتظاهرة، الذين أخبروا زملاءهم بأن المحتجزين يواجهون اتهامات بمحاولة الاعتداء على منشأة عامة والاعتداء على موظف عام أثناء تأدية عمله. واشتدت حدة الهتافات بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى، مرددين: «الداخلية بلطجية»، وفى الواحدة صباحاً، حاول صبية رشق قوات الأمن بالحجارة، ما ترتب عليه تجدد الاشتباكات، حيث طاردت قوات الأمن المركزى المتظاهرين وصولاً إلى شارع كورنيش النيل أمام فندق «كمبينسكى»، ونشبت ما يشبه ب«حرب شوارع» بالمنطقة المحيطة بالسفارة، استخدم فيها المحتجون زجاجات المولوتوف، قبل أن يقطعوا طريق كورنيش النيل لمنع الشرطة من التقدم نحوهم. وارتفع عدد المقبوض عليهم من المتظاهرين إلى 14 شخصا، وعشرات الإغماءات والإصابات، ما دفعهم لمحاولة العودة للسفارة بالمرور من شارع «أحمد راغب» الملاصق لفندق «كمبينسكى» لمواصلة التظاهر أمام السفارة، وأطلقت قوات الأمن المركزى القنابل المسيلة للدموع لمنعهم من التقدم.