سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فرحة «شهر الصوم» ضائعة بين هموم السياسة والخوف من العنف «ناصر» السائق: «زى الأيام دى مكنتش ألاحق على الشغل».. وخليفة الفكهانى: «رمضان كان زمان قبل ما يخربوها الإخوان»
بعد عام كامل من الغياب عاد طارقا الأبواب، لم يستمع أحد لطرقاته، لأن أصوات الضجيج السياسى واستغاثات القلق غالبة، المواطنون تشغلهم مشكلاتهم اليومية عن استقبال شهر رمضان المعظم، الذى يقترب على الأبواب دون أى مظاهر احتفالية معتادة، بعد أن سيطر الإرهاق والقلق النفسى على مشاعر المصريين وحرمهم فرحة شهر الصوم. يجلس على الرصيف محملا بأعباء مصاريفه الشخصية ومتطلبات عائلته. يبحث ناصر المنشاوى عن سبيل لتلبية احتياجاته، مفتقدا الشعور بشهر الرحمات. يقول سائق السيارة النقل، كاتما آلامه: «زى الأيام دى مكنتش أبقى ملاحق على الشغل، لكن السنة دى السفر نايم». الشاب العشرينى ملتزم بسداد قسط شهرى من ثمن سيارته، ويقول «أحيانا بتتستر وادفع وفيه شهور بيكون الحال فيها نايم، ما بقدرش أدفع»، مرجعا السبب لظروف البلد. ويلقى «ناصر» بالأمل على رزق الشهر الكريم، قائلا «فى رمضان ربنا بيزيد أبواب الرزق للضعف، كفاية علينا اللى عايشينه بقالنا سنة». الشاب الحاصل على دبلوم صنايع، يربط بين أزمة السولار وحركة الشغل، مضيفا أن «كمية الجاز مش بتزيد لما يكون مفيش شغل، العربيات بتجرش ومش بتستهلك ولما الحركة تمشى تحصل الأزمة». يوافقه الرأى أحمد جمال، عامل فى محطة وقود «بنزينة»، قائلا «جو رمضان السنة دى محدش حاسس بيه، بسبب القلق فى البلد والضرب اللى بنسمع عنه كل يوم». «جمال» يتعامل مع رمضان «شهر الخير والرزق الكتير»، معربا عن عدم اطمئنانه، فى ظل المظاهرات بالشوارع، قائلا «الناس خايفة تنزل الشارع وفيه كتير سافروا بلادهم فى المحافظات». ويؤكد «أحمد» أن الفائدة الوحيدة قبل مجىء رمضان هذا العام هى عدم وجود أزمة فى البنزين والسولار «باين السنة دى أحسن شوية، رمضان اللى فات السواقين كانوا يفطروا ويتسحروا هنا عشان الجاز». عامل البنزينة لا يتقاضى أجرا ثابتا، فراتبه يعتمد على «الإكرامية» التى تزداد كلما ازداد الوضع استقرارا وهدوءا، حسب كلامه، معاناة الشاب الثلاثينى لا تختلف عن بائع الفاكهة بحى الهرم، الذى يقول عن شهر رمضان 2013 «رمضان ده كان زمان»، حسب محمد خليفة، الذى يُمسك بحبات المانجو وكلمات الغضب من تراجع نسبة البيع والشراء تتناثر من فمه «الإخوان قعدوا سنة خربوها ومش راضيين يسكتوا». ابن مدينة الفيوم يوضح «زى دلوقتى بتشتغل حركة الزباين وبياخدوا حاجاتهم، لكن السنة دى زبون رمضان مش كتير، الزبون بياخد على قده، بس الناس حالها تعبان»، ويضيف «رمضان كنا نشوفه واحنا صغيرين، دلوقتى أهو جه ولا حد حاسس، منهم لله كرّهونا فى عيشتنا». فى شارع الدكتور لاشين بمنطقة الكوم الأخضر بالجيزة، يجلس وجيه كيلانى، عامل بمحل حلويات، دون أى تجهيز لشهر الصيام «رمضان السنة دى مظلوم محدش عامل حسابه فى أى حاجة»، موضحاً أنه يعمل بهذه المهنة منذ 21 سنة، لكن هذا العام والعام الماضى هما الأسوأ فى حياته، من حيث البيع والشراء، ويقول «كنت أزود بكنافة وحلويات جديدة ولعب أطفال والسنة دى موسعتش الفرش علشان رمضان اللى فات مكانش فيه بيع وربنا يسترها رمضان ده»، حسب الرجل الأربعينى. سوبر ماركت «محسن الصعيدى» بالجيزة، لم يُدخل هو الآخر أى تعديلات ولو شكلية، تحسبا لقدوم رمضان، باستثناء قائمة عروض أسعار جديدة، ويقول الصعيدى: «مفيش فلوس عشان أجيب بضاعة لأن البيع ميشجعش»، مُشيدا بكرامات شهر الصوم وتفضيل رب العالمين له دون سائر الشهور، ويضيف معلقا على أحداث العنف والتظاهرات فى الشارع «المشكلة فينا إحنا لازم نرجع لربنا ونخاف على بعض».