فشلت جماعة الإخوان فى أهم اختبار واجهته عبر تاريخها الممتد إلى أكثر من 80 عاماً، واختارت طريق العنف بدلاً من العودة إلى جادة الصواب والانحياز لمفهوم العمل السياسى، وكشفت ارتباط أفكارها الأساسية بالترويع والإرهاب كجزء من منطق السمع والطاعة للأوامر والتعليمات الصادرة من قادتهم بديلاً عن الحوار وحق الاختلاف وممارسة الخلاف. جماعة الإخوان منذ اللحظة الأولى للخلاف رفعت شعار «ناخدها أو نحرقها»، وهو شعار رفعته من عام مضى قبل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، وقت أن روَّجت أن كوادرها يحملون أكفانهم وأسلحتهم ومستعدون للشهادة وإحراق البلاد إذا لم يتم إعلان فوز محمد مرسى بالرئاسة. جماعة الإخوان ما زالت وحتى الآن تعمل بمنطق «نكون أو لا تكون البلد»، فهم أصحاب الحق فى أن يتقرر للوطن ما يريدونه، وهم فى حقيقة الأمر لا يعملون من أجل الوطن قدر ما يعملون من أجل مصلحة الجماعة، وهم لا يهتمون كيف تدار الأوطان قدر ما يهتمون كيف سيديرون هم الأمور.. سياسة الإخوان منذ اليوم الأول هى مصلحة الجماعة قبل كل شىء. توقع الكثيرون أن تتوقف الجماعة وتتمهل فى قرارها تجاه الأزمة السياسية بالبلاد، وأن تبحث عن وسائل للتفاهم مع بقية الأطراف من منطلق المصلحة الوطنية، وأن يقوم التفاهم على الاعتراف بأخطاء الماضى والإقرار بضرورة التواصل مع الجميع انطلاقاً من مبدأ المشاركة لا المغالبة، لكن الجماعة أبت على نفسها التراجع عن مواقفها أو أن تعيد النظر فى إصرارها على إقصاء الآخر والحكم بمفردها يحيط بها حلفاؤها المرتبطون برؤيتها لإقامة دولة الاستبداد والتسلط والعنف والإرهاب التى جذبت المتطرفين من أقاصى الأرض شرقاً وغرباً. أبت جماعة الإخوان أن تقبل دعوات المصالحة والتفاهم والتوافق واختارت طريق الحرب على الشعب، فخرج أنصارها للتظاهر تحت شعار نبذ العنف ولا للعنف، وهم يحملون العصى والشوم والأسلحة البيضاء والأسلحة النارية، خرجوا يعيثون فى الأرض فساداً، قادتهم يحرضون على العنف والقتل، وأنصارهم يقتلون الأبرياء العزل ويصيبون المواطنين ويعتدون على معارضيهم. جماعة الإخوان أعلنت رفضها التفاهم والتوافق بزعم أنهم يدافعون عن الشرعية!!!! الشرعية التى اغتصبها رئيسهم مرات عدة، وحنث باليمين الدستورية، وانتهك الدستور والقانون لأجل مصلحة الجماعة، وخرجت أحكام قضائية عديدة تدين قراراته وتتهمها بمخالفة الدستور والقانون. جماعة الإخوان قررت أن تخوض حرباً على الشعب، بكل طوائفه وفئاته، فالقضاء باطل، والإعلام مضلل، والجيش خائن، والشرطة عميلة، حتى فضيلة شيخ الأزهر وقداسة البابا لم يسلما من قادة الجماعة وأنصارهم، هم اختاروا محاربة الشعب ورفض اليد الممتدة لإعادة بناء الوطن وفقاً لقواعد صحيحة تحترم الدستور والقانون، قولاً وفعلاً وليس قولاً فقط. جماعة الإخوان لم تعد قابلة للمصالحة، بعد أن اختارت طريق العنف ضد الشعب فى كل المحافظات. جماعة الإخوان قررت ألا تتراجع عن سياستها الإقصائية، فأصبح الحديث عن التفاهم والمصالحة معها عبثاً لا مبرر له، يستوجب علىّ الاعتذار عن دعوتى السابقة للتفاهم والمصالحة معهم فى ظل ما ينتهجونه من سياسات عنف وترويع وإرهاب. جماعة الإخوان اختارت أن ترقص... رقصة الموت.