«عاشت مصر أبية مصانة، وحمى الله شعبها».. ختم المجلس العسكرى بيانه الذى أعلنه الجمعة الماضى 22 يونيو، مؤكداً فيه أنه لا يقبل الطعن فى أحكام القضاء، وأنه يحترم الإرادة الشعبية والتظاهر السلمى، وحياده نحو مرشحى الرئاسة. حمل البيان الذى كان معدا لإذاعته عبر التليفزيون أخطاء لغوية أثارت استياء عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، والذى اعتبره الكثيرون استخفافا بالمشاهد الذى تابع البيان وقت إلقائه. 18 خطأ لغويا -خاصة بالهمزات- وردت فى البيان الذى استغرق أربع دقائق، عبرت عن عدم اهتمام العسكرى بصياغة البيان الذى اعتبره بعض السياسيين مكررا ولم يأت بجديد، وكأنه يكمل مسلسل عدم احترام القانون والدستور الذى دعا الشعب إلى احترامه خلال البيان بإصداره الإعلان الدستورى المكمل. كما تجاهل المجلس نشر البيان على صفحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على «فيس بوك»، التى نشر كل بياناته السابقة عبرها. لم يكن «العسكرى» هو الوحيد الذى لم يعر اللغة الرسمية لبلاده الأهمية التى تجعله يدقق فى بيان موجه إلى عامة الشعب، فمرشح الرئاسة أحمد شفيق اشترك معه فى الأخطاء اللغوية والنحوية، غير فقدانه لطريقة الإلقاء الصحيحة بالرغم من أنه يعتمد فى مؤتمراته الصحفية على ورقة بين يديه يقرأ من خلالها بيانه على مؤيديه الذين يتجاوزون عادة عن أخطاء مرشحهم الرئاسى. فأحمد شفيق الذى لا يرفع عينيه عادة عن خطابه المكتوب إلا مع نهاية كل جملة وهتافات الحاضرين، تعددت أخطاؤه بين رفع المضاف إليه ونصب الفاعل واستخدام جمل ركيكة، الأمر الذى دفع العديد من الإعلاميين إلى السخرية من شفيق فى برامجهم، فى حين دعا نشطاء «تويتر» و«فيس بوك» للبحث عن متطوع يعطى دروسا مجانية لشفيق فى قواعد اللغة العربية. الآيات القرآنية أيضا لم تسلم من لسان شفيق الذى لم يتعود تذوق لغته الأصلية، والتى دعا إلى إزالتها من مناهج اللغة العربية. فشفيق الذى يقف فى مؤتمراته يتهته لقراءة آية قرآنية من سورة «الزمر» موجها كلامه للإخوان يخطئ فى قراءتها أربع مرات وهى التى لا تتعدى عشر كلمات. مرسى أيضا طالته أخطاء تلاوة القرآن وهو الحافظ له، ففى عدة مؤتمرات استشهد بآية قرآنية من سورة «المائدة» تقول: «وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم»، فتلاها مرة «وأن احكم بينهم ولا تتبع أهواءهم» وفى أخرى «وأن احكم بينهم بالعدل»، دون أن يصححها له أحد فى المرتين. وإذا كانت أخطاء اللغة لم تطل مرسى شخصيا فقد طالت حملته الانتخابية فى المرحلة الأولى، التى طبعت «تى شيرتات» تحمل شعار مشروع النهضة «نهضة مصرية بإراضة شعبية»، الذى أبدله فى مرحلة الإعادة ب«قوتنا فى وحدتنا». ونالت حملته سخرية لاذعة مع تداول صور لأعضاء حملته يرتدون «التى شيرت» على «فيس بوك». يرى الدكتور محمد الجوادى عضو مجمع اللغة العربية أن الأخطاء اللغوية والنحوية فى بيانات «العسكرى» ليست بالأمر الجديد، وأنها بدأت منذ تولى ضباط يوليو 1952 الحكم. وأرجع ذلك إلى ضعف التعليم وعدم الاهتمام بجودته، وأن كثيرا من الضباط الأحرار كانت ثقافتهم تكاد تكون منعدمة: «كنا نجد أخطاء فى خطابات عبدالناصر وبيانات الجيش، وفى خطابات الرؤساء المنتمين إلى العسكر من بعده، فى حين أن الملك فاروق ومحمد نجيب لم يخطئ كلاهما فى أى من خطاباته». وقال الجوادى إن العسكر لا يهتمون باللغة ولا يستطيعون معرفة أهمية التشكيل أثناء الإلقاء وهذا واضح فى مؤتمرات أحمد شفيق. واعتبر عضو مجمع اللغة أن ذلك إهانة للشعب المصرى قبل اللغة العربية، موضحا أن المستشرقين والأجانب يسخرون من مدى الجهل الذى وصلنا إليه فى لغتنا الأم، وهم راصدون جيدون لأخطاء اللغة العربية فى خطابات الحكام العرب.