أعلنت روسيا، اليوم، أن نحو 50 ألف مدني فروا من شرق حلب خلال اليومين الماضيين في "تدفق مستمر"، وذلك مع اقتراب القوات الحكومية السورية من آخر جيب للمعارضة في المدينة الشمالية. وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الميجور جنرال إيغور كوناشنكوف، بأن القوات الحكومية السورية أوقفت عملياتها من أجل السماح بإجلاء المدنيين، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان يقول إن اشتباكات عنيفة ما زالت جارية. وقال كوناشنكوف، إن اليوم السبت وحده شهد مغادرة ما يزيد على 20 ألف مدني لأحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة عبر ممرات إنسانية. يبث الجيش لقطات على الهواء مباشرة لطائرات بدون طيار تظهر مغادرة السكان. وبدعم من روسيا وحلفاء آخرين، طردت قوات الرئيس السوري بشار الأسد، مقاتلي المعارضة من جميع أنحاء القطاع الشرقي من حلب تقريبا، والتي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة منذ عام 2012. وقال كوناشنكوف، في مؤتمر صحفي، "الناس تتحرك في تدفق مستمر من خلال الممرات الانسانية الى الاحياء التي تسيطر عليها الحكومة. وبعد خروج المدنيين سيواصل الجيش السوري عملياته لتحرير احياء حلب، وسيتم دفع المتشددين الى الخارج او تدميرهم". وأضاف، إن الجيش الروسي يفر للمدنيين الذين غادروا شرق حلب بأماكن إقامة مؤقتة ووجبات ساخنة ومساعدة طبية. كذلك دعا الولاياتالمتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوروبي وكندا والمنظمات الدولية الى توفير المساعدة الانسانية لهم. وفي السياق، أعرب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن قلقه إزاء التقارير التي أفادت باختفاء مئات الرجال بعد عبورهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة. من ناحية أخرى، يجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ودبلوماسيون عرب وأوربيون وعدد من أعضاء المعارضة السورية في باريس اليوم السبت. وقال كيري إنه يعمل على ضمان سلامة المعارضين المحصورين والحفاظ على المدينة "من أن تدمر كليا." في الوقت ذاته، يجتمع خبراء ودبلوماسيون وعسكريون أمريكيون وروس في جنيف السبت لصياغة تفاصيل خروج عناصر المعارضة المسلحة من شرق حلب. وقال مركز الجيش الروسي للمصالحة في سوريا إن خبراء مفرقعات من روسيا يواصلون نزع ألغام بالمدينة، وطهروا حوالي عشرين فدانا منذ الجمعة.