بعد ثورة يناير وسيطرة تيار الإسلام السياسى على الحكم، ظهر بعض أشكال العنف ضد المرأة لم يكن متعارفاً عليها من قبل، كما تفاقمت ظاهرة التحرش الجنسى بالنساء، حيث احتلت مصر المرتبة الثانية عالمياً فى التحرش الجنسى بعد أفغانستان، ووصلت حالات التحرش فى عيد الفطر بالقاهرة وحدها إلى 462 حالة. وإزاء تزايد الاعتداءات الجنسية على المتظاهرات فى مصر، لم تعد النساء فى مصر يترددن فى تحدى النظرة النمطية السلبية للمرأة، بل يبدين إصراراً على إرغام السلطات الصامتة والمجتمع المتردد على مواجهة هذا «الإرهاب الجنسى». وقال فتحى فريد عضو مبادرة «شفت تحرش» إن الكثير من الناشطات أدلين علناً بشهاداتهن على ما تعرضن له من اعتداءات جنسية، تستهدف ردعهن عن المشاركة فى الحياة السياسية، مشيراً إلى أن التحرش ليس جديداً فى شوارع مصر، سواء من خلال كلمات إباحية أو من خلال اللمس، ولكن منذ الثورة، تتعرض متظاهرات فى ميدان التحرير ومحيطه، فى قلب القاهرة، لاعتداءات جنسية من قبل مجموعات منظمة من الرجال، حيث يكون المعتدون أحياناً مسلحين بسلاح أبيض يستخدمونه فى تمزيق ملابس الضحية قبل أن يبدأوا فى اغتصابها بأيديهم، لافتاً إلى أن هذا هو ما حدث مؤخراً ل«ياسمين البرماوى»، التى قالت إن المعتدين أرغموها بعد ذلك على الانتقال إلى مكان آخر على بعد مئات الأمتار من دون أن يتوقفوا عن التحرش بجسدها، إلى أن نجح أهالى الحى فى إنقاذها منهم، وأظهرت على شاشة التليفزيون «البنطلون» الممزق لها. وأضاف: لا نريد أن يستخدم تعبير التحرش الجنسى لوصف هذه الاعتداءات؛ فهو بالأحرى إرهاب جنسى، ونواب مجلس الشورى المبجل الذين يتولون السلطة التشريعية إلى حين انتخاب مجلس نواب جديد، أدلوا بتصريحات بأن المسئولية تقع على الضحايا، لأنهن «يعرفن أنهن يذهبن إلى مكان مملوء بالبلطجية». وقالت السفيرة مرفت التلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة إن الضغط من الناشطات الحقوقيات والقوى النسائية جعل رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل يكلف المجلس بإعداد مشروع قانون للتصدى للعنف ضد المرأة، مؤكدة أن المجلس وجه الدعوة لكافة منظمات المجتمع المدنى للتعاون معه فى إعداد مقترح القانون، منوهة إلى أنه فى إطار هذا التعاون تلقى المجلس مسودة قانون حماية النساء من العنف الأسرى، التى قامت بإعدادها 176 من منظمات المجتمع المدنى. وأوضحت «التلاوى» أن مشروع القانون يتضمن جميع مظاهر العنف الممارس ضد المرأة، ومن أهمها التمييز ضد المرأة، والحرمان من الميراث، والسلامة الجسدية، والختان، والاتجار فى الأشخاص، والزواج القسرى، والاستخدام السيئ لجسد المرأة فى الدعاية والإعلان، والتحرش، والاغتصاب، وهتك العرض، بالإضافة إلى تضمنه أماكن تعرض المرأة للعنف سواء فى العمل أو الشارع أو المنزل. ومن جانبها قالت نهاد أبوالقمصان رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة إن هناك تفاعلاً من جانب المجتمع مع قضية التحرش الجنسى، حيث تزايدت أعداد المبادرات الشبابية التى تعمل على مكافحة التحرش الجنسى، ومنها «أنا مش هاسكت على التحرش - خريطة التحرش - نفسى - بصمة - شفت تحرش - ضد التحرش - استرجل - الحملة الشعبية ضد التحرش - لسه بشر - غير مذنب - بهية يا مصر- فؤادة ووتش»، وتقوم مثل هذه المبادرات إما بعمل فعاليات فى الشوارع والأماكن العامة للتوعية عن التحرش الجنسى ومدى خطورته، أو تقوم بتلقى البلاغات عن التحرش لتحديد الأماكن التى يحدث فيها التحرش، وبعض هذه الحركات قامت بالنزول للشوارع أثناء العيد للتصدى بأنفسهم لأى محاولات للتحرش، والبعض الآخر كون مجموعات للتصدى للتحرش الجنسى داخل ميدان التحرير. أخبار متعلقة: الخروج الكبير للمرأة المصرية الثورة نجحت بالمرأة.. والمرأة انهزمت بالثورة «الجبالى».. ومعركة «غزو القضاء» «التلاوى».. امرأة ضد الإخوان «إيكونوميست»: المرأة المصرية تحتل المركز الأول عالمياً فى قائمة انحدار الفرص الاقتصادية سميرة إبراهيم: لم أندم على تصريحاتى ضد إسرائيل.. و«تغور جائزة الشجاعة» «باكينام الشرقاوى».. حامية «حمى الوالى» أميمة كامل.. «أخت» من عهد «الوطنى»