"بالبالونات الملونة والحوائط المزينة والهدايا المتنوعة"، استقبلت فتحية عبد الجواد، معلمة الصف الابتدائي في مدرسة المنى بالجيزة، تلاميذها الصغار في أول أيام العام الدراسي الجديد، فغمرت قلوبهم فرحًا وانهالت عليها التهاني والتكريمات مشيدين بما فعلته من أجل تشجيع طلابها على الدراسة والمزاكرة. اعتادت المعلمة استقبال طلابها بهذه الطريقة منذ سنوات عديدة وشاءت الصدفة أن يسمع عنها الجميع هذا العام بعد نشر صور الفصل على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. وتقول الأستاذة فتحية في تصريحات خاصة ل"الوطن": "أنا متعودة استقبل التلاميذ بتوعي بالطريقة دي من 25 سنة، بجهز الفصل من قبل الدراسة بأسبوع تقريبًا بجيب نقاش يدهن الحيطان وشيلت اللوحات القديمة وجبت خطاط عمل لوحات جديدة وكتب شعار"حلوة مدرستي" على باب الفصل وطلبت من مدير المدرسة ديسكات جديدة في الفصل بتاعي لأني بعلم تلاميذي يحافظوا على المال العام". استلمت المعلمة الكتب الدراسية بعدد طلاب الفصل البالغ عددهم 80 على مسئوليتها الخاصة، وتعهدت لإدارة المدرسة بجمع المصاريف من أولياء الأمور ووضعت أمام مكان جلوس كل طالب الكتب الخاصة به وفوقها "بالونة" ملونة وهدية بسيطة، وعلقت اللوحات المرسومة التي صنعها الطلاب خلال الأنشطة الصيفية، على جدران الفصل لتشجيعهم، حسب قولها. "أنا بشتغل في بيئة فقيرة وأنا كمدرسة ده حق التلميذ عليا إني أوفرله بيئة مناسبة للتعليم وبعمل كل ده ومستنية الأجر من ربنا"، كلمات وصفت بها معلمة الصف الإبتدائي إحساسها بدورها الحقيقي نحو مهنتها وتلاميذها، نافية أن يكون هذا تقليدًا للمدارس اليابانية كما وصفه البعض. وتابعت:"من 3 سنين جبت شاشة عرض في الفصل بتاعي، على حسابي الخاص لأني طالبت كتير بتوفير السبورة الذكية لكن محدش استجاب ليا، واضطريت أشتري الشاشة على حسابي علشان أقدر أعرض للتلاميذ الدروس والأناشيد، اللي بيدرسوها بالصوت والصورة وبسمعهم القرآن المقرر عليهم كمان لأن أهم حاجة إن الواحد يشتغل الحاجة اللي بيحبها ويخلص في مهنته". أكدت المعلمة أنها تلقت تكريمات عديدة من إدارة المدرسة والإدارة التعليمية ومحافظ الجيزة، إضافة إلى تلقيها عروض سابقة للعمل في مدارس دولية ولكنها رفضت لرغبتها في مساعدة هؤلاء التلاميذ قائلة: "اتعرض عليا شغل في مدارس دولية، ورفضت علشان الناس الفقيرة دي حقها تتعلم والطفل الصغير مش ذنبه أن أبوه فقير لكن نقدر نساعده ونوفرله بيئة تعليم سليمة".
