سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«طنطا» تعيش ليلة دامية بعد تشييع جثمان «الجندى» حرق مدرعة وإشعال النيران فى الدور الأول بمبنى المحافظة.. والسطو على محطة وقود.. ولجان شعبية لحماية المنشآت العامة والبنوك
ليلة دامية شهدتها أمس الأول مدينة طنطا، وعمليات كر وفر ورشق بالحجارة، وزجاجات المولوتوف، بين المتظاهرين من جانب، وقوات الأمن من جانب آخر، استمرت من الساعة الثالثة عصراً، وحتى فجر اليوم التالى، عقب تشييع جثمان «محمد الجندى»، عضو التيار الشعبى، والذى اختطف من ميدان التحرير، بعد مشادة كلامية حدثت بينه وبين أحد ضباط الأمن المركزى، وعلى أثرها اقتيد ونقل إلى معسكر الأمن المركزى بالجبل الأحمر وتعرض لحلقة من التعذيب - وفقاً لوصف التيار الشعبى، واختفى حتى تم العثور عليه داخل مستشفى الهلال فاقداً الوعى ويعانى من هبوط حاد فى الدورة الدموية، وارتشاح فى المخ، لقى على أثرها مصرعه، وتم دفنه بمسقط رأسه بمدينة طنطا. بدأت الأحداث عقب معرفة خبر وفاة «الجندى» بمستشفى الهلال بالقاهرة، حيث شهدت المدينة قيام عدد من السيارات تحمل مكبرات الصوت، بمطالبة أهالى المدينة، ومراكز المحافظة بالمشاركة فى الجنازة التى كانت ستشيع بعد صلاة العصر من مسجد السيد البدوى. رفض شباب الثورة مشاركة محافظ الغربية فى تشييع جثمان الشهيد، مؤكدين أنه لو شارك سيتم البطش به من قبل المتظاهرين الغاضبين، وهذا ما أكدته الأجهزة الأمنية برفضها مشاركته تشييع الجثمان والصلاة عليه، حيث إن المدينة سوف تشهد أعمالاً تخريبية عقب الجنازة وأعمال شغب. وفى مشهد جنائزى مهيب، شيع الآلاف جثمان الشهيد من مسجد السيد البدوى وسط ترديد هتاف: «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله» ثم قام المتظاهرون بعمل مسيرة حاشدة خرجت من المقابر، وساروا فى شارع الجلاء، مرددين هتاف: «الداخلية زى ما هى بلطجية بلطجية»، «وحياة دمك يا شهيد ثورة تانى من جديد»، وأثناء ذلك مر المتظاهرون من أمام قسم ثان طنطا، ورشقه العشرات منهم بالحجارة، فى محاولة لاقتحامه، غير أن الأهالى وسكان المنطقة، تدخلوا وشكلوا دروعاً بشرية بينهم، وبين مبنى القسم، وهو ما دفع المتظاهرين للانصراف واستكمال مسيرتهم فى شارع البحر، والتوجه لمحيط مبنى مديرية أمن الغربية، ومبنى المحافظة، وهى الساحة التى شهدت عمليات الكر والفر، وأحداث الشغب بين القوات والمتظاهرين لنحو 12 ساعة بشكل متواصل. عند وصول المتظاهرين تدافعوا نحو مبنى مديرية الأمن، ونجحوا فى الوصول للبوابة الرئيسية، للمبنى، ورشقوا واجهة المبنى بالحجارة، والاستيلاء على الحواجز الحديدية الكائنة أمامها، مما أدى لوجود بعض التلفيات فى زجاج المبنى، وفجأة ظهرت مجموعات البلاك بلوك بزيهم الأسود، ملثمى الوجوه، وتصدروا المتظاهرين الذين توجهوا لمبنى المديرية لاقتحامه. على الفور خرجت العربات المصفحة، وأطلقت القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، وطاردتهم خارج شارع النادى «الكائن به مبنى المديرية» لتتمركز قوات الأمن بشارع البحر، فى محيط مبنى المحافظة والمديرية. وقف المتظاهرون على بعد 50 متراً، وتعاملوا مع الشرطة بإلقاء الحجارة فقط، وظل الوضع هكذا حتى الساعة السابعة والنصف مساء، وبعده بدأت الأحداث تتصاعد، حيث توجه العشرات من المتظاهرين لمبنى قسم شرطة ثان، ورشقوه بزجاجات المولوتوف، فى محاولة لاقتحامه، كنوع من الخديعة لتشتيت تفكير قيادات الأمن التى وجدت فى الشارع، منذ اللحظات الأولى. استغل عدد من البلطجية الأحداث، وسطوا على محطة وقود مجاورة لمبنى القسم، واستولوا على المواد البترولية الموجودة بها وهربوا. فجأة تزايد أعداد المتظاهرين فى محيط مديرية الأمن، وتجاوزعددهم أكثر من 3 آلاف، وأخذوا يرشقونها بالشماريخ والألعاب النارية، وزجاجات المولوتوف، وهو ما أجبر القوات على التراجع والتمركز فى مدخل شارع النادى، تاركين محيط المحافظة، مما أدى لنجاح المتظاهرين فى الوصول للبوابة الرئيسية لمبناها ورشقه أيضاً. أسفرت المعارك أمام ديوان المحافظة عن اشتعال النيران بالدور الأرضى وغرفة الكهرباء، وحرق أجهزة التكييف، وتحطيم سيارة تابعة لقسم العلاقات العامة، وتم استدعاء قوات الحماية المدنية للسيطرة على الموقف خشية امتداد النيران لباقى أرجاء المحافظة، بعد أن ألقت القوات القنابل المسيلة للدموع بشكل كثيف على المتظاهرين، أمام مبنى المحافظة لإجبارهم على التراجع، وهو ما نجحوا فيه بالفعل. فى الوقت ذاته، تمكن المتظاهرون من حرق مدرعة كانت تؤمن استراحة مدير الأمن بشارع البحر، بعد أن فشل أحد المجندين فى إلقاء قنبلة الغاز عليهم، وسقوطها داخل المدرعة، مما أسفر عن إصابة الموجودين بها بحالات اختناق واضطروا إلى تركها والهرب. تصاعدت الأحداث بين المتظاهرين وقوات الأمن، وظلت عمليات الكر والفر مستمرة بين الجانبين حتى منتصف الليل، وقام أهالى مدينة طنطا بعمل لجان شعبية لحماية المنشآت العامة والبنوك، خوفاً من أعمال البلطجة، فيما استعانت قوات أمن الغربية بتعزيزات أمنية جديدة من محافظة المنوفية، وتم الدفع ب 5 تشكيلات إضافية، للانضمام لقوات أمن الغربية، التى أصابها التعب والإرهاق. ظلت عمليات الرشق بالحجارة وزجاجات المولوتوف والشماريخ من جانب المتظاهرين والقنابل المسيلة للدموع من قوات الأمن مستمرة لنحو نصف ساعة، حتى تم إعداد خطة من قبل قيادات المديرية لفك حصار المتظاهرين لمبنى المديرية والمحافظة، حيث مشطت الشرطة المنطقة، وطاردت المتظاهرين، الذين قل عددهم بعد أن أصابهم التعب والإرهاق. أسفرت تلك الاشتباكات عن إصابة 27 من بينهم 4 ضباط شرطة، و14 من المتظاهرين. وصرح مصدر أمنى بأنه تم القبض على 12 من مثيرى الشغب بمدينة طنطا عقب الأحداث. فيما أعلن عدد من شباب القوى والحركات الثورية العصيان المدنى داخل المدينة، لحين إسقاط مرسى وحكومته، ووزير داخليته، الذى يخدم «الإخوان» على حساب دماء شباب الثورة، حسب قولهم، مطالبين المحافظات الأخرى بالتضامن معهم حتى يتم القصاص لدماء الشهداء بصفة عامة.