أحيانا تتحول الدعابة إلى ترجمة حقيقية تصف بكل بلاغة معطيات وتداعيات مشكلة مجتمعية معينة، فى عام 2003 خرج علينا محمد سعد بجملة فكاهية فى فيلم (اللى بالى بالك)، قال فيها «ما هو يا تبنولهم بيوت.. يا توفرولهم الكولة»، متحدثا عن حل لأطفال الشوارع. فى شارع كامل صدقى -الفجالة سابقا- بوستر كبير معلق على جدار منزل أعلى مساحة أرض فضاء، مكتوب عليه نفس الجملة التى قالها «اللمبى» فى الفيلم، وبجوارها صورة لأحد أطفال الشوارع، والبوستر يحمل توقيع «كلنا بنى آدمين». بوستر أطفال الشوارع معلق بجوار جدارية «الفجالة منورة بأهلها»، قال عنه محمود عبدالمنعم موسى، تاجر أدوات صحية بالمنطقة، إنه من بقايا إحدى الحفلات التى يقيمها شباب مدرسة «العائلة المقدسة»، وهؤلاء لديهم طاقة غير عادية لمناقشة قضايا وأنشطة اجتماعية وثقافية متنوعة، منها قضية أطفال الشوارع. «الكلام ده ينفع مع شريحة عالية فى المجتمع وقلبها رهيف، لكن الغلابة زينا بيترجموا ده عملى بالمساعدات المادية للعيال دى».. هذا رأى «موسى» فى حل مشكلة الأطفال المتشردين، مضيفاً: «دى قضايا مجتمعية موروثة، لا تُحل بين يوم وليلة أبدا»، مؤكدا أن الكلام والفكر الجميل يصلح مع طبقة عليا يمكنها تبنى الموضوع وعمل مشروع خدمى يجمعهم ويساعدهم. أسفل بوستر أطفال الشوراع، اعتاد الناس حضور حفلة شعبية لمناقشة قضايا منطقة الفجالة كل عدة أسابيع، بعد بناء سور بالطوب حول الأرض الفضاء تم إلغاء الحفلات، وبقيت مقولة «اللمبى» تذكر المارة بمشكلة الأطفال المشردين، فى ثوب فكاهى وجذاب.