هدم العشرات من المعتصمين فى ميدان التحرير، فجر أمس، جزءاً من الجدار الخرسانى العازل الذى يفصلهم عن الشرطة فى شارع قصر العينى، وسط اشتباكات متقطعة بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى، وذلك قبل ساعات من تظاهرات الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، التى ترفع مطالب «إسقاط النظام والنائب العام». وأزال عدد من الملثمين من مجموعة «البلاك لوك» ذوى «الأقنعة السوداء»، فى الساعات الأولى من صباح أمس، أول حجرين من الحاجز الخرسانى الموجود فى اتجاه مدخل ميدان التحرير أمام شارع قصر العينى، بعد اشتباكات مع قوات الأمن التى وقفت خلف الحاجز الخرسانى أمام مقر مجلس الشورى، واستخدمت القنابل المسيلة للدموع وبعض الرصاص فى الهواء، ورد عليهم المعتصمون بالمولوتوف والحجارة، ونجم عن هذه المواجهات عدد من الإصابات الطفيفة نتيجة التراشق بالطوب. ورسم الشباب المعتصم بعض الكتابات المضادة للداخلية بعد انتهاء الاشتباكات، على السور الخرسانى منها: «الداخلية مش محتاجة تطهير دية محتاجة لطهارة». وقال أحد شباب «البلاك لوك» الذى رفض ذكر اسمه ل«الوطن»: إن إزالة حجرين من الحاجز الخرسانى هى «قرصة ودن»، قبل انطلاق الذكرى الثانية للثورة التى لن تحميهم فيها الأسوار الخرسانية، وأضاف: «هذه الحواجز التى تحاصر التحرير لن تحمى النظام من السقوط، وستزال جميعها فى ذكرى الثورة». ووضع المعتصمون الأسلاك الشائكة على عدد من مداخل الميدان باتجاه شارع عمر مكرم وقصر العينى، بالإضافة لعدد من الحواجز الحديدية التى كتبوا عليها، «يسقط حكم المرشد». وشهد الميدان نصب أول منصة صباح أمس استعدادا لذكرى الثورة، وأذاعت أحاديث الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عن جماعة الإخوان وعن تواطئهم مع الإنجليز ضد النظام، بالإضافة لإذاعة عدد من الأغانى الوطنية. وبدأ توافد عدد من المتظاهرين من المحافظات للاعتصام فى ميدان التحرير، وجرى نصب عدد من الخيام داخل الميدان، وأكد محمد الغلبان الشهير منذ أيام الثورة باسم «أبوالثوار» بعد أن نصب خيمته: أنه عاد للميدان ولن يرحل إلا بسقوط النظام.
