أثار القرار الذي أصدره الدكتور طلعت عفيفي، وزير الأوقاف، بإقالة 15 وكيلا من الأوقاف وتعين وكلاء جدد سلفيين وإخوان، حالة من السخط والغضب بين عدد من الأحزاب والقوى السياسية المدنية بمحافظة الشرقية، الذين وصفوها بأنها "أخونة للأوقاف"، ضمن خطوات لأخونة كافة المؤسسات، مؤكدين أن الأزهر هو هدف الإخوان القادم، وأنهم لن يسمحوا بأخونته لأنه حصن الشعب الأخير، مشددين على أن محاولة أخونته ستكون نهاية الإخوان. وقال الدكتور مجدى زعبل، الأمين العام لحزب الكرامة، إن سياسة الأخونة والتمكين التي تتبعها جماعة الإخوان المسلمين تمثل أسلوبا استبداديا وعنصريا، مؤكدا أن ما حدث في وزارة الأوقاف يمثل تجليا لهذه السياسات، معربا عن خوفه من أن الذين تم تسكينهم في هذه المواقع قد يكونوا على مستوى الكفاءة المطلوبة، وأن مصر بعد الثورة تحتاج لكفاءات جادة لإدارة شؤون الدولة، واستمرار هذه السياسات سيؤجج الغضب والاحتقان لدى المصريين، لأن مصر "شبعت" من سياسات فرض الواقع والظلم السياسي والاجتماعي، التي كانت عوامل أدت إلى قيام الثورة، مؤكدا أنه يرى نفس العوامل تتفاعل الآن ويضاف لها اتساع عمق الفقر في مصر، وهو الأمر الذي يخشى أن ينفجر في وجوه الجميع. وأوضح أن الأوقاف تمثل منظومة هامة في تشكيل وجدان المجتمع المصري عبر خطبائها، مضيفا: "نرى أن يتم اختيار الخطباء على أساس الكفاءة وليس الواسطة أو المحسوبية أو الولاء، حتى ينقلوا الخطاب الديني نقله علمية موضوعية عصرية، وهذه هي طبيعة الدين الإسلامي، فلا ينبغي تحريفه ولا استخدامه في السياسات". وأكد عاطف مغاوري، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع، أن محاولة أخونة الأوقاف والمساجد تتم منذ عدة سنوات، حيث حرصت التيارات الدينية إخوانية أو سلفية على إنشاء مساجد خاصة بهم، مضيفا أن الحكومة تحاول أخونة المساجد، نظرا لما للخطاب الديني من تأثير كبير على المصريين. واتفق معه في ذلك سليمان عوني الفاجومي، عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، مؤكدا أن ما يحدث الآن بالأوقاف هو نفسه ما يحدث داخل كل الوزارات المصرية من أخونة سريعة وممنهجة، وفقا لبرنامج تمكين الإخوان الذي تنتهجه الجماعة. وأشار إلى أن الجماعة لجأت لأخونة الأوقاف بعد فشلهم في إيجاد حلول لمشاكل الفقراء وكافة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وتسليط الإعلام الضوء على التدني في هذه المجالات جعلهم يحاولون السيطرة على أئمة الأوقاف ومشايخ المساجد، في محاولة لحشد الجماهير لصالحهم باستغلال العاطفة الدينية لدى الشعب. وأرجع الدكتور محمد غريب، أمين حزب مصر الحرية، سبب حدوث هذا في الأوقاف خلال هذا التوقيت إلى اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، في محاولة لاستخدام المساجد في الدعاية الانتخابية، لافتا إلى أن محاولات أخونة المؤسسات لن تؤتي ثمارها، لأن مصر أكبر من أن يستحوذ فصيل سياسي واحد على مقاليد الأمور. وقال أحمد صالح، مسؤول الاتصال بالتيار الشعبي بالشرقية، إن المصريون يسعون للحرية وجماعة الإخوان تسعى للاستبداد، لافتا إلى أنها بذلك تضع نهايتها بيديها، في ظل تجاهلها أن الشعب هو سيد قراره، موضحا أن ذلك ثبت بخروج كافة فئات الشعب في ثورة 25 يناير، ليسقطوا نظاما طغى عليهم، وهذا ما سيتكرر مع الإخوان أيضا. وأكد صالح فشل محاولة الإخوان التآمر على الشعب بالسعي للسيطرة على العقول والمشاعر من خلال حشد رجالها في المنابر والمساجد، بما يتيح لها وفقا لمخططها الإجرامي توجيه الشعب والسيطرة على المزاج العام، وحشد الخطباء والدعاة لدعم مرشحيهم في الانتخابات البرلمانية. ونوَّه وليد عبدالله، أمين لجنة الشباب بحزب الجبهة الديمقراطية بالشرقية، إلى أنهم يدعمون مؤسسة الأزهر في أي قرارات تتخذها للتصدي لأخونة الوزارة، لافتا إلى أن الأزهر أصبح هدف الإخوان المقبل، ولا يمكن السماح بسقوطه في أيديهم لأنه يمثل الحصن الأخير للشعب. وأضاف أن الأزهر لابد أن يأخذ المبادرة ويحمي المساجد من تغول الإخوان والسلفيين، ويعاقب من يستغل المنابر في توجيه المواطنين سياسيا لصالح فصيل معين.