استنكر علماء الأزهر اعتلاء مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع منبر الجامع الأزهر، وإلقاءه كلمة بعد أداء صلاة الجمعة، أثناء الاستعداد لتشييع جنازة الشهداء، الذين لقوا حتفهم في أحداث محيط قصر الاتحادية. وأوضح العلماء أن منبر الأزهر الشريف، هو منبر الوسطية في الدولة المصرية، ولا يحق لرمز من رموز التيار السياسي، والذي يعد في خصومة سياسية مع الشعب المصري، أن يعتلي منبر الأزهر، لأن ذلك يمس وسطية الدولة والدين الإسلامي التي يمثلها الأزهر الشريف. عار علي الأزهر كما اعتبرت حركة «أزهريون بلا حدود» اعتلاء مرشد الإخوان منبر الجامع الأزهر عاراً علي الأزهر، وأوضحت في بيان لها أن محمد بديع مجرم تلوثت يداه بدماء المصريين المسلمين لا يحق له تدنيس منبر جامع الأزهر، ويلقي به كلمة تحريضية، وأشارت الحركة في بيانها إلي أن مرشد الإخوان الذي يدعي تطبيق الشريعة دعا لاقتتال المسلمين في شهر الله الحرام، الذي حرم الله فيه القتال، وطالبت شيخ الأزهر بأن يحقق في الأمر، وألا يسمح بأن يكون الأزهر لغير أبنائه، وإلا يعود الأزهر مرتعاً للسلاطين والحكام والقتلة. وأوضح الشيخ محمد البسطويسي إمام وخطيب ورئيس نقابة الدعاة أن علماء الأزهر يرفضون تدنيس الأزهر بفكر جماعة الإخوان ومرشدها محمد بديع، وأشار إلي أنه إذا كان الحلم يراود جماعة الإخوان السيطرة علي الأزهر وأخونته، فعلماء الأزهر جميعاً سيتصدون لهم بكل قوة، فالأزهر منذ آلاف السنين ينشر المذهب الوسطي، ولا يمكن أن يسيطر عليه تيار أو فصيل، ولا أن يكون معقلاً تدار فيه آراء الجماعة ومرشدها. وقال «البسطويسي»: كفي ما حدث لوزارة الأوقاف، والتجربة المريرة التي مرت بها، من أخونة وأسلفة لكل قيادتها، موضحاً أن ذلك يدل علي عدم رؤية واضحة لوزيرها، وقال لو كان هناك رسالة معينة تبغي الجماعة من خلال اعتلاء مرشدها منبر الجامع الأزهر، الغرض منها أن منابر جميع المساجد أصبحت تحت أيديهم، حتي منبر الجامع الأزهر، يروجون لأفكارهم المسمومة من خلاله، فعلماء الأزهر يرفضون ذلك وبشدة، والمواطن المصري أصبح واعياً لم يقبل بفكر يخالف العقيدة الوسطية. وأكد عبدالغني هندي رئيس حركة «استقلال الأزهر» أسفه الشديد علي اعتلاء المرشد منبر جامع الأزهر، وقال إنه شخصية سياسية وليست دينية، فضلاً عن أنه في خصومة سياسية مع الشعب المصري، ولا ينبغي له صعود منبر جامع الأزهر، وجعله طرفاً في خصومة سياسية، فالأزهر لا يمكن أن يكون تابعاً لتيار أو فصيل ورسالته طوال التاريخ وسطية، ويسعي لتجميع الأمة، وكل من اعتلي منبره لم ينتم أحد منهم إلي تيار سياسي. وأضاف عبدالغني أنه ليس هناك ما يدعو لصعود مرشد الإخوان منبر جامع الأزهر، خاصة أن الأزهر طالب في أكثر من بيان، بأن يقوم الرئيس مرسي بتجميد الإعلان الدستوري تضامناً مع الشعب المصري، حتي يتم حقن الدماء. الدكتور حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة الأسبق طالب بإبعاد المساجد ودور العبادة عن الأدوار السياسية، والمحافظة علي قدسيتها، وإبعادها عن الهرج والمرج الذي يصحب الاحتفالات والمواقف السياسية، وأشار إلي أنه نتيجة لانقسام الخطباء ولجوئهم للخطابة السياسية حدث انقسام في الآراء لدي المصلين، والفرقة والشرذمة في المجتمع المصري، وأصبحت المساجد التي كانت تملؤها الروحانيات والصفاء الروحي والاستقرار النفسي، بوقاً يدعو لاتجاهات سياسية، وناشد جموع المسلمين أن ينأوا بالمنابر، ولا يدنسوا المساجد بمشاكل السياسة.