من المواقف الشجاعة التى تذكر للشيخ عبدالعظيم زاهر أنه وقت أن كان قارئاً بالإذاعة المصرية فى الأربعينيات أنه وقف فى وجه مديرها الأجنبى قائلاً: "إن الإذاعة تتشرف بنا نحن المشايخ ولا تجد هذا الشرف فى وجودك على رأسها". وقد قاطع القراءة فى الإذاعة هو والشيخ محمد رفعت مما جعل المستمعين يطالبون برجوعها فأذعنت إدارة الإذاعة لمطلب الجمهور وعاد الشيخان يصرحان بعبير القرآن عبر الأثير. وكان الشيخ "عبدالعظيم زاهر" ممن يعشقون التلاوة على طريقة "حفض" رغم أنه سجل القرآن أكثر من مرة بقراءات مختلفة، ولإذاعات متعددة، مما ي دل على تمكنهو من أدواته كقارئ مخضرم. وكان الشيخ "زاهر" يتناوب القراءة - خاصة فى شهر رمضان مع الشيخ "رفعت"، وقد قام الشيخان يعمل اتفاق على أن يتبادلا الإفطار فى بيت أحدهما، فاذا كان تلاوة المغرب على الشيخ رفعت شد الرحال من دار الإذاعة بشارع الشريفين - مقرها القديم- إلى حى حلمية الزيتون حيث كان يسكن الشيخ "زاهر" فإنها يذهبان للإفطار فى بيت الشيخ "رفعت" فى حى السيدة زينب. وهكذا كانت العلاقة بين الشيخين الكبيرين علاقة زمالة وصداقة وحب فى الله، حتى وصل الأمر إلى أن كل واحد منهما إذا كان دوره فى القراءة فى الإذاعة جلس الآخر ليستمع إليه حتى يتم القراءة. وقد ترافقا الشيخان فى الإذاعة لما يقرب من 14 عاماً فقد دخلها "عبدالعظيم زاهر" فى إبريل سنة 1936 مع بداية إرسالها وظل قارئاً لها حتى رحيله فى صباح يوم 5 يناير 1970. وقد وهب الشيخ "زاهر" عمره كله للقرآن منذ مولده بقرية "مجول" بمحافظة القليوبية، مروراً بعمله كفارئ للسورة بمسجد محمد على بالقلعة ثم قارئاً لمسجد صلاح الدين بالمنيل، بالإضافة إلى إحيائه لليالى رمضان فى كثير من البلدان الإسلامية ومنها السعودية واليمن والأردن وغيرها. وإستحق الشيخ الجليل - بفضل رصانة الأداء وقوة أوتاره الصوتية - لقب "الصوت الذهبى"، الذى أطلق عليه سعيد لطفى باشا رئيس الإذاعة المصرية فى الثلاثينيات. حتى صار هذا اللقب مقدمة للتعريف بالشيخ خاصته عند الإذاعى الراحل محمد فتحى الذى كان يقدم الشيخ مسبوقاً بهذا اللقب الفريد. استمع الي التلاوة المباركة