كتب : خالد أحمد المطعني يتمتع بصوت عذب خارق للقلوب لحلاوته, إذا سمعته يتلو القرآن كأن سلاسل من الذهب تناسب من فمه سواء في وقفاته أو تنقله بين المقامات الموسيقية, مما استحق أن يطلق عليه صاحب الصوت الذهبي إنه الشيخ عبد العظيم زاهر الذي ذيع صيته في ربوع مصر في سنوات القرن الماضي, حتي ذاعت شهرته خارج القاهرة حتي وصل الي دول الخارج حيث تفرد في فن التلاوة والآداء مما جعل له مدرسة خاصة تميزه عن غيره. كما تمتع بأخلاق حميدة متمثلا أخلاق القرآن الكريم في تلاوته وأفعاله وحركاته وسكناته, كما كان محبا للقران الكريم ولأهله حبا شديدا مما جعله غيورا عليهم. ولد الشيخ عبد العظيم زاهر في الثاني والعشرين من شهر فبراير عام4091 بقرية مجول بمحافظة القليوبية. حفظ القرآن الكريم في الكتاب وعمره لم يتجاوز الثامنة من عمره حضر الي القاهرة والتحق بمعهد القراءات وتعلم علي يد الشيخ خليل الجنايني والتحق بالإذاعة المصرية في شهر فبراير عام.6391 وكان الإذاعي سعيد باشا لطفي يلقبه بصاحب الصوت الذهبي, وقدمه الإذاعي محمد فتحي ليقرأ علي الهواء مباشرة بهذا اللقب. قال عنه الشيخ أبوالعينين شعيشع: مزمار من مزامير داود وقال عنه الشيخ علي محمود:( لم يخطيء قط وكان حافظا جيدا للقرآن الكريم). وقبل تمصير الإذاعة اختلف الشيخ عبدالعظيم زاهر مع ماركوني مدير الإذاعة وقال له: إن الإذاعة تتشرف بنا نحن المشايخ ولا نجد هذا الشرف في وجودك علي رأسها, وناصره في ذلك الشيخ محمد رفعت وقاطعا الإذاعة مما دفع الجمهور بالمطالبة بعودتهما, وبالفعل تحققت رغبة الجمهور. تم اختيار الشيخ عبد العظيم زاهر ليقرأ القرآن الكريم في مسجد محمد علي بالقاهرة واستمر حتي قامت ثورة يوليو في عام2591 بقيادة جمال عبد الناصر والضباط الأحرار وسجل لمختلف الإذاعات المصرية والأجنبية. وشارك في البعثات التي ارسلتها وزارة الأوقاف المصرية لاحياء ليالي شهر رمضان في الدول العربية الشقيقة. يحكي عن الشيخ الجليل عبد العظيم زاهر.. ان رجلا استأجر ارضه التي يملكها وفي موسم القطن اتلفت دودة القطن الزرع فسعي المستأجر لبيع جاموسته لسداد ما عليه من ديون فعرف الشيخ عبد العظيم زاهر بذلك فما كان منه الا ان اسقط الدين عن الرجل. اختير الشيخ الجليل لقراءة القرآن الكريم في مسجد صلاح الدين بالمنيل وظل به حتي الخامس من شهر يناير عام1791 حيث فاضت روحه الي بارئها وفي عام1991 منح الرئيس السابق محمد حسني مبارك اسم الشيخ عبدالعظيم زاهر وسام الجمهورية من الطبقة الأولي في الاحتفالية التي اقيمت في شهر رمضان لليلة القدر. رحل عنا الشيخ عبدالعظيم زاهر صاحب الصوت الذهبي في تلاوة القرآن الكريم وهي مدرسة خاصة به بجسده فقط لكن لاتزال مدرسته في التلاوة لا تزال يتخرج فيها القراء من شتي انحاء العالم الاسلامي والعربي خاصة في اندونيسيا والمغرب وليبيا والجزائر وتركيا وان كان البعض قد اضاف علي منهج تلك المدرسة الا انها لا تزال فريدة من نوعها. وقد ترك الشيخ عبدالعظيم زاهر رصيدا هائلا من التلاوات النادرة.