"أبو ضياء" المنشد والمغني ابن مدينة الحلب السوريه التي طالما خرج منها عظماء حفظوا وحافظوا على التراث العربي من القصائد والموشحات، رفيق "نغمة الحجاز" الذي امتلك صوت جمع وحشة الصحراء مع عذوبة الطرب العربي، بدأ حياته الفنية من الإنشاد الصوفي وقد كان ذلك بحكم نشأته حيث كان أبوه هو القاريء الشيخ محمد الدايخ، ولكن شغفه وعشقه للموسيقى ومعرفته بالمقامات وأنواعها دفعه لحفظ قصائد الغزل والتغني بها. سلم أديب الدايخ روحه للموسيقى منذ صغره فعندما تسمع صوته تدرك تماما أن الموسيقى قد تبنت هذا الصوت الروحاني الفريد من نوعه، لم يكن الإنشاد الصوفي وحده سبب اكتساب اديب الدايخ تلك "الروحانية"، ولكن أيضا امتلاكه لطبقات صوت تعلو وتنخفض – يذكر أنه المطرب الوحيد الذي يغطي صوته ثلاثة أوكتافات - فتشعر معه وكأن روحك تتحول لأوتار عود تتطاير منها العلامات الموسيقية لتملأ ما حولك بنشوة "الطرب". بروحي فتاة بالعفاف تجملت وفي خدها حب من المسك قد نبت ولما طلبت الوصل منها تمنعت وقالت اما تخشى وانت امام مقامك ياهذا مقام معظم وفي الدين والدنيا عليك المعول أتزعم ان الريق مني محلل ف ريقي مدام والمدام حرام ويبدأ هذا الموشح بعازف القانون يحاول أن يظهر ما لديه، فيظهر صوت أديب ليتغزل في فتاته بكل ما عطاه الإله من قوة و رقة في آن واحد، وربما يظهر هنا أن صوته لم يكن بحاجة إلى آلات موسيقية تدعمه، تجلي صوته يضيف "حلاوة" و"سلطنة" لصوت الآلة الشرقية صاحبة الصوت العذب. http://www.youtube.com/watch?v=ScM0cZ5XOvU جاءت معذبتي في غيهب الغسق كانها الكوكب الدري في الافق فقلت نورتني يا خير زائرة اما خشيتي من الحراس في الطرق فجاوبتني ودمع العين يسبقها من يركب البحر لا يخشى من الغرق "جائت معذبتي" موشح أندلسي كلمات لسان الدين ابن الخطيب ،لحنه أديب الدايخ و غناه بمصاحبة "القانون" الذي لم يفارقه إلا قليلا ،غناه اديب بطريقته المؤثرة التي اختلفت عن الجميع، حيث غنى هذا الموشح الفنان صباح فخري كما غنته أيضا الفنانة فيروز. http://www.youtube.com/watch?v=VEnxWSXg7O4 كلتاهما للسكر خمرة لذةٍ من قال سكري في هواكِ حرام وأنا المتيم بالمدامة والهوى أنا راهب العشاق كيف أُضامُ وجهت وجهي للجمال تعبداً فمناسكي التسبيح والإحرامُ سبحان من خلق الجمال معارجاً للروح حتى تسلوا الأنسامُ فالحسن فرضٌ والمظاهر عدةٌ وأنا في محراب الغرام إمامُ غنى أديب الدايخ "أنا راهب العشاق" ألحانه وكلمات عبد القادر الأسود، جرعات مكثفة من الإحساس والإرتقاء أعطاها لنا الفنان القدير صاحب الصوت المُحلق بأرواحنا عاليا، بعد غنائه لهذه الأغنية لقبه مستمعيه ب"راهب العشاق" بين الإنشاد الصوفي وغناء القصائد الغزلية أبدع أديب الدايخ وانفرد بصفة الروحانية التي تطغى على غنائه فتزيده طربا ونشوى، وهي صفه ورثها عن أجداده حيث أن لقب "الدايخ" يعود إلى أحد أجداده الذي عرف بوصوله لحالات روحانية وصلت لإنقطاعه التام عن العالم الخارجي ولذلك لُقب ب"الدايخ". غنى أديب الإبتهالات والأمداح و الموشحات الأندلسية وحفظ القصائد العربية والمواويل، كما وقع في غرام المقامات ونغمة الحجاز وكان عمره لا يتعدى ال 12 عام لذلك لُقب ب"ملك الحجاز".