أسعار الذهب اليوم الأحد 28 أبريل 2024    استقرار أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك المصرية    ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟    روسيا: دمرنا أكثر من 17 طائرة بدون طيار أطلقتها أوكرانيا    الجارديان: وزارة الدفاع البريطانية تدرس إرسال قوات إلى غزة لتوزيع المساعدات    انتوا بتكسبوا بالحكام .. حسام غالي يوجّه رسالة ل كوبر    بعد الفوز على الخليج.. النصر يكسر رقم الهلال    حر ولا برد| تحذير هام من الأرصاد الجوية للمواطنين.. انخفاض درجات الحرارة    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    طلاب صفوف النقل بالثانوية الأزهرية يبدأون امتحانات نهاية العام    نصيحة علي جمعة لكل شخص افترى عليه الناس بالكذب    نشرة «المصري اليوم» الصباحية.. أسرة محمد صلاح ترفض التدخل لحل أزمته مع حسام حسن    بالصور.. كنيسة رؤساء الملائكة تحتفل بأحد الشعانين    الزمالك يتحدى دريمز في مباراة العبور لنهائي الكونفدرالية الإفريقية    السبب وراء عدم انخفاض أسعار السلع في الأسواق.. التموين توضح    الأهرام: أولويات رئيسية تحكم مواقف وتحركات مصر بشأن حرب غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 28 أبريل    بطلوا تريندات وهمية.. مها الصغير ترد على شائعات انفصالها عن أحمد السقا    وقف انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال اليوم ولمدة 8 أيام لهذا السبب    لا بديل آخر.. الصحة تبرر إنفاق 35 مليار جنيه على مشروع التأمين الصحي بالمرحلة الأولى    بعد واقعة «طفل شبرا».. بيان هام من الأزهر الشريف    محاكمة المتهمين بقضية «طالبة العريش».. اليوم    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    الأطباء تبحث مع منظمة الصحة العالمية مشاركة القطاع الخاص في التأمين الصحي    سيد رجب: بدأت حياتى الفنية من مسرح الشارع.. ولا أحب لقب نجم    عاجل.. قرار مفاجئ من ليفربول بشأن صلاح بعد حادثة كلوب    السكك الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد لقضاء شم النسيم بالإسكندرية    لتضامنهم مع غزة.. اعتقال 69 محتجاً داخل جامعة أريزونا بأمريكا    مصرع 5 أشخاص وإصابة 33 آخرين في إعصار بالصين    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    تسليم أوراق امتحانات الثانوية والقراءات بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    أتلتيكو مدريد يفوز على أتلتيك بلباو 3-1 في الدوري الإسباني    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    اشتباكات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    بعد التراجع الأخير.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 28 أبريل 2024 بالأسواق    هيئة كبار العلماء السعودية تحذر الحجاج من ارتكاب هذا الفعل: فاعله مذنب (تفاصيل)    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة ويكشف عن مكانه    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    تشيلسي يفرض التعادل على أستون فيلا في البريميرليج    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    المشدد 8 سنوات لمتهم بهتك عرض طفلة من ذوى الهمم ببنى سويف    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جورج إسحاق فى حوار ل«الصباح»: العنف المفرط يكشف عن إصابة النظام ب«هستيريا»

*أسأل «الشاطر»: هل تقسم بالله على عدم وجود ميليشيات مسلحة؟
*تجربة حظر التجول بالقناة تؤكد استحالة تطبيق قانون المظاهرات «بعد تمريره»
*«الأخونة» أصبحت واقعًا وليست مجرد مخطط.. والمظاهرات وسيلتنا الوحيدة للقضاء عليها
حذر الناشط السياسى، جورج إسحاق، مما وصفه ب«مخطط طمس شخصية مصر»، عبر«أخونة الدولة» والإصرار على السيطرة عليها، والقضاء على التنوع والتعدد الذى تميزت به على مر تاريخها.
وقال عضو جبهة الإنقاذ فى حوار ل«الصباح»: إن الأخونة لم تعد مجرد مخاوف، ونظام الرئيس محمد مرسى، يحث خطاه نحو التمكن من كل مفاصل الدولة، و«نحن الآن لسنا فى مرحلة التصدى لمحاولات الأخونة، وإنما فى مرحلة هدم الأخونة، وتحرير مصر من قبضة الجماعة»، معتبرًا أن مصر مازالت فى مرحلة انتقالية، ونظام الإخوان يمثل امتدادًا للنظام السابق، وعلينا أن نواصل الثورة، حتى تأسيس نظام ثورى على أنقاضه.
وشدد إسحاق على أن الرئيس محمد مرسى، يتحمل مسئولية إراقة الدماء، وشق الصف الوطنى وتقسيم المصريين إلى مؤيدين ومعارضين يتناحرون فيما بينهم، قائلًا: «نجح الرئيس فيما فشل فيه الاستعمار، ولو كنت مكانه، لتنحيت عن الحكم حقنًا لدماء المصريين، وحفاظًا على وحدة الشعب المصرى، وكذا لإرضاء ضميرى».
وفيما يلى نص الحوار:
**خرج الآلاف فى جمعة «الكرامة والرحيل»، وتظاهروا وهتفوا ثم عادوا، كأن شيئًا لم يكن.. كيف قرأت المشهد؟
المشهد شديد الغموض، على الذين «يتفرجون على الثورة من الخارج»، لكن بالنسبة للذين شاركوا فيها، من بداياتها قبل عامين، ليس ثمة غموض.
هناك نظام يريد أن «يمتطى الثورة»، ويحسب أن إسقاط نظام مبارك كان غنيمة عليه أن يغتنمها وحده، وليس بداية نحو تصحيح مسار الوطن، لكن هذا النظام لم يضع فى حسبانه، أن هناك إرادة شعبية، وأن تغييرًا كبيرًا طرأ على الشخصية المصرية، بعد 25 يناير، وهكذا بدأ صراع الإرادات.
**لكن ألا ترى أن قبضة النظام قوية، خصوصًا بعد تغيير وزير الداخلية؟
كلما أمعن النظام فى القسوة، وكلما استند على القبضة الأمنية، صرت متأكدًا من أنه يرتعد، ولعل التمعن فى الماضى القريب، واستخلاص الدروس من سقوط مبارك، رغم قسوة أمن الدولة فى عهده، يؤكد أن الاعتماد على القمع يمثل بداية النهاية.
إن مشهد سحل وتعرية «حمادة صابر»، ومن قبله هجوم ميليشيات الإخوان على معتصمى الاتحادية، وما بينهما وبعدهما من جرائم مخزية.. كلها مؤشرات على أن نظام الرئيس محمد مرسى «مصاب بهستيريا».
**على ذكر الميليشيات، لماذا تصر رموز المعارضة على الحديث عنها دون قرائن دامغة؟
الأشياء تدرك بدلالاتها، وهناك قرائن دامغة، منها على سبيل المثال، واقعة ضبط الحارس الشخصى لخيرت الشاطر، وبحوزته سلاح آلى، وهناك المواد الفيلمية التى شاهدناها جميعًا، لميليشيات الإخوان، وهم يعتدون على معتصمى الاتحادية، وإلى جوار ذلك، ثمة ما يتسرب من أخبار، حول ضبط شحنات سلاح، وسقوط خلايا إرهابية.
سيسارع قياديو جماعة الإخوان بالطبع، إلى نفى الأمر، لكن كيف نُكذب أعيننا ونصدق نفيًا بلا قرائن؟ وسيقولون: هذه شائعات، وردًا عليهم أقول: ليس هناك دخان من غير نيران، والدخان فى الأيام الراهنة أصبح كثيفًا للغاية.
**إذا كانت الداخلية عادت إلى القمع، والإخوان لديهم ميليشيات، فما فرص راغبى إسقاط النظام إذن؟
الفرص كبيرة، والنظام كلما شعر بالضغط ارتكب أخطاء ساهمت فى تعميق الفجوة القائمة بينه وبين الشعب.
ربما يتمكن نظام الإخوان من احتواء أزماته فى القاهرة مثلًا، لكن هل بوسعه أن يصلح الشروخ العميقة بينه وبين مدن القناة؟.. هذا مستحيل، فبعد الحكم فى مذبحة بورسعيد أريقت دماء كثيرة، وهذه الدماء لن تذهب هدرًا، وما خطة النظام لحل الأزمة الاقتصادية الضاغطة؟.. ما نراه من مقدمات يؤكد أنه لا توجد خطة، وهذا سيؤدى إلى المزيد من الفقر، والمزيد من الغضب.
**لكن الرئيس منتخب، ولم يحصل على فرصته لأن يؤدى عمله.. ألم يكن جديرًا بالمعارضة أن تمهله الوقت؟
أولًا: إن عبارة أنه رئيس منتخب أصبحت مملة رتيبة، فانتخاب الرئيس ليس تفويضًا له، بأن يقود البلد إلى الدمار، والعملية الانتخابية فى أصلها أشبه ما تكون بعملية اختيار مدير أو رئيس مجلس إدارة لإدارة مؤسسة ما، نحو تحقيق أهداف محددة.
ونحن حين انتخبنا الدكتور مرسى، كنا نريد منه مجموعة مطالب، على رأسها تحقيق أهداف الثورة، وتحقيق القصاص للشهداء، لكننا لم نر منه، إلا إعادة إنتاج آليات نظام مبارك، بكل ما فيه من انحياز للرأسمالية المتوحشة، وإهمال للفقراء والكادحين، واستعادة القمع الممنهج، وبدلًا من أن يقتص للشهداء، زادت أعدادهم، سواء على أيدى رجال«داخليته» أو ميليشيات جماعته.
إن الرئيس نجح فيما فشل فيه الاستعمار، ولو كنت مكانه، لتنحيت عن الحكم حقنًا لدماء المصريين، وحفاظًا على وحدة الشعب المصرى، وكذا لإرضاء ضميرى.
**سأتقمص دور رجل الشارع الكادح البسيط.. ألا تؤدى المظاهرات المستمرة إلى المزيد من التردى الاقتصادى.. أليست جبهة الإنقاذ مسئولة عما يحدث؟
المظاهرات ليست فعلًا، بقدر كونها رد فعل، وعنف المتظاهرين أيضًا رد فعل.. ومحاولة تحميل جبهة الإنقاذ مسئولية تخبط مؤسسة الرئاسة، واتخاذها قرارات ومن ثم تراجعها عنها، وعدم مبادرتها إلى إطلاق أى مشروع تنموى حقيقى، بعد أن اكتشفنا أن مشروع النهضة كان «خديعة كبرى»، ليس بسبب جبهة الإنقاذ.
حين وقعت الاشتباكات مؤخرًا أمام قصر الاتحادية، أخذ مؤيدو الرئيس يرددون: إن ما يحدث بلطجة سياسية، وإن الثوار الأنقياء لا يمكن أن يرشقوا قصر الرئاسة بالمولوتوف، ولعلى أهمس فى أذن هؤلاء: إن رشق القصر بالمولوتوف، لم يحدث إلا بعد الهجوم الذى شنته ميليشيات الإخوان على المعتصمين فى المرة الأولى، ولعل مصر كلها تدرك أن الثوار لم يقترفوا أفعال عنف لمدة 18 يومًا خلال الموجة الأولى للثورة.
**قد يؤخذ عليك هذا الكلام، ويفسره البعض بأنه دعوة للعنف؟
لا على الإطلاق.. والمعروف عن جبهة الإنقاذ أنها ضد العنف ومؤمنة بسلمية الثورة، لكنى أحاول تحليل الموقف، فربما يراجع «المبادرون إلى العنف» مواقفهم، وربما يدرك القائمون على الأمر أن الناس لن ترد على الغازات المسيلة للدموع بالورود.
**ثمة اتهام لجبهة الإنقاذ بأنها تمارس السياسة على دماء الشهداء، بغرض تحقيق مكتسبات سياسية.. فما دفاعك؟
أرفض مبدئيًا أن أكون متهمًا، لكن دعنى أقل: إن أعضاء الجبهة، أعلنوا مرارًا أنهم لا يطمعون إلى مكتسبات سياسية، ونحن لا نحكم الشارع، وإنما نسير وراءه كما يقول حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى.
هذا اتهام تنفيه الوقائع الدامغة، فمثلًا حين تحدثنا عن ضرورة تعديل بعض مواد الدستور، وأعلنت الرئاسة عن تشكيل لجنة تضم أربعة مقاعد للجبهة، كان ردنا أننا لا نريد هذه المقاعد، ونريد بدلًا منها أن تضم اللجنة عشرة خبراء دستوريين، لا ينتمون لأى تيار.. نريد أن يكون الرجل المناسب فى المكان المناسب، بغض النظر عما إذا كان ينتمى للجبهة، أو لا ينتمى لها.
والمؤسف حقًا أن الرئاسة لم تستجب لنا، كما لم تستجب لمطالبنا بالعودة إلى دستور 1971، المستفتى عليه من الشعب، وإجراء انتخابات رئاسية بعد 60 يومًا.
**وهل هذا مطلب منطقى.. هل تتخيلون أن تترك جماعة الإخوان الرئاسة بهذه البساطة؟
من ناحية المنطقية هذا مطلب منطقى، وفيما يتعلق بمدى استجابة جماعة الإخوان له، فإن أحدًا لا يتوقع ذلك، لكن هكذا هى السياسة، عليك أن تطرح المبادرات وتناقشها.
**وما وجه المنطقية فى هذا المطلب؟
المنطقية تكمن فى أن شرعية الرئيس تآكلت يوم بدأت عمليات اغتيال النشطاء السياسيين، وهى عمليات ممنهجة واضحة، وحين أعطى الضوء الأخضر للداخلية لأن تبطش بالمعارضة.
إن الرئيس متهم بنفس التهم التى حوكم مبارك عليها، وله أقول: كلما سقط شهيد، ازدادت الثورة توهجًا، ونصيحتى له: اتق الله فى شعب مصر.
**هل ثمة مخرج غير المطالبة بإسقاط النظام، خصوصًا أن الشارع صار مستهلك الأعصاب؟
المخرج الوحيد أن يعيد الرئيس النظر فى سياساته، وأن يبعد مؤسسة الرئاسة عن مكتب إرشاد الجماعة، وأن يعرف أنه خرج إلى النور بعد أن كان يمارس السياسة «تحت الأرض»، وأن المرحلة الراهنة لا تحتمل أن يفكر فصيل فى الاستئثار بالأمر، فسياسة المغالبة لن تكون مقبولة، ولا يمكن أن تهدئ من نيران الثورة.
هذا هو المخرج الوحيد، لكنى لست مطمئنًا إلى استعداد الرئيس للجوء إليه، كما أننى لست واثقًا فى أنه لو وافق على تغيير سياساته، ستوافق الجماعة التى ينتمى إليها.
**وماذا عن الحوار الوطنى.. ألا يمكن أن يكون وسيلة لتقريب وجهات النظر؟
مؤسسة الرئاسة تريد أن تقيم حوارًا مع المعارضة على نحو غريب، وتبتغى أن يكون الحوار لإملاء الأوامر، كما لو كان حوارًا بين جيش منتصر وأسرى حرب.. هذا حوار لا وطنى، ولا يمكن أن يكون.
نطلب الحوار ونحدد النقاط الخلافية، فيرحب الرئيس، ويخرج قياديو الجماعة يرحبون، وما هى إلا بضع ساعات، حتى يضعوا شروطًا تعجيزية.. فلا قبول لمطلب إقالة الحكومة، ولا استعداد لمناقشة فكرة الحكومة الائتلافية، ولا تعديلات على الدستور، ولا انتخابات رئاسية مبكرة، وهكذا تتوالد «اللاءات» من«لاءات»، وينتهى الأمر إلى أن يشارك فى الحوار الرئيس ومؤيدوه.. الفصيل الواحد الذى يريد كل شىء، وليس مستعدًا للتفاوض على أى شىء.
**ألا ترى أن شعبية جبهة الإنقاذ قد تلاشت؟
لو كنت تقصد الاستفتاء الذى روج البعض أن قناة ال«بى بى سى» أجرته، فقد نفت القناة الأمر رسميًا، وهذه كلها أكاذيب بما يخالف شرع الله، يروجها الإخوان ومن معهم، عبر قنواتهم المسماة دينية، فيما هم يلعنون الإعلام الليبرالى، ويصفونه بالكافر.
**كيف تقيم فرص جبهة الإنقاذ فى انتخابات البرلمان المقبلة؟
الجبهة متمسكة بعدم خوض الانتخابات إلا بعد وقف نزيف الدماء.. وإلا بعد وقف الدستور الذى لا يحظى بالحد الأدنى من التوافق، وإلا بعد الاتفاق على قانون انتخابات يضمن نزاهتها، وفى حال قررنا خوضها سيكون الأمر بقوائم موحدة.
**أريد جوابًا أكثر وضوحًا.. ستخوضون الانتخابات أم لن تخوضوها؟
الأمر شبه محسوم، لن نخوض بغير الشروط السابقة.
**«شبه محسوم» أم «محسوم».. هناك تسريبات صحفية تقول بأنكم تقولون للرأى العام كلامًا وفى الغرف المغلقة كلامًا آخر؟
لو شعرنا فى الجبهة بوجود ضمانات كافية لعدم حدوث تزوير، سنخوض الانتخابات، وسنكون خير ممثلين عن الشعب المصرى، وسنسعى لتغيير الدستور الذى شق الصف، وسنضع على رأس القوائم الانتخابية شبابًا وأقباطًا وشخصيات عامة ونساء.. وتقديرى أن الجبهة مؤهلة لأن تحصد عددا من المقاعد لا يقل عن عدد مقاعد الإخوان.
**يقال إن الجبهة خسرت الكثير من الثوار بعد تحالفها مع رموز النظام السابق.
هذه كلمة باطل يرددها إعلام السلطة، فحزب الوفد ليس من رموز النظام السابق، ولا أحسب أن أحدًا يزايد على وطنية عمرو موسى.
إنهم يكررون بلا ملل أن رموز الجبهة يقودون الثورة المضادة، والحقيقة أن «الإخوان المسلمون»، هم الثورة المضادة.
**هذا كلام فى حاجة إلى توضيح؟
إن النظر إلى أداء الإخوان، ومقارنته بما طالبت به الثورة، يكشف عن أن شيئًا من هذه المطالب لم يتحقق، فإن كانت الجماعة مع الثورة، فعليها أن تحقق مطالبها.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، إذا كان البعض تعامل مع النظام السابق، فالإخوان أبرموا معه الصفقات، وإذا كان بيتك زجاجًا، فلا ترم الحجارة على الناس.
إن الحال الذى وصلت إليه مصر الآن، دفع شريحة كبيرة من الشعب المصرى، إلى الترحم على نظام مبارك، هذا رغم عدائى لمبارك، ورغم مشاركتى فى الثورة ضده، منذ عام 2004 مع انطلاق أول مظاهرة تهتف: كفاية.
**هل ترى الصورة حقًا على هذا النحو من القتامة؟
نعم.. وهذا أمر مؤسف.. لكن علينا أن نتفق على أن هذا الترحم، ليس حبًا فى مبارك، وإنما هو من منطلق الغضب من ممارسات الإخوان.
**وهل تتمنى شخصيًا عودة نظام مبارك؟
هذا سؤال غير برىء، لكنى سأجيب بمنتهى البراءة، وإجابتى هى أنى لا يمكن أن أتمنى عودة مبارك، ولا يمكن أن أقبل بحكم الإخوان الإقصائى فى الوقت ذاته.
فى جولة الإعادة، لانتخابات الرئاسة، كنت أمام هذين الخيارين، إما انتخاب الفريق أحمد شفيق، على ما يمثله هذا القرار من مخالفة للثورة، وما سيؤدى إليه من بعث النظام بنفس رموزه، أو انتخاب الدكتور محمد مرسى، على ما يمثله ذلك من تسليم مصر لتيار إقصائى يريد أن تدين له البلاد والعباد بالسمع والطاعة، فكان قرارى المقاطعة.
**تهاجمون فى الجبهة السياسة انطلاقا من مرجعية مدنية، ثم تطلقون مبادرة مع حزب النور، أليست هذه مفارقة؟
ليس فى الأمر غرابة، فما جمعنا بحزب النور هو رفض أخونة الدولة، والرغبة فى انتخابات برلمانية حرة نزيهة، علمًا بأن مبادرة حزب النور لم تتطرق إلى قانون الانتخابات.
هذا التقارب بين الجبهة والنور، ليس تقاربًا أيديولوجيًا، لكنه تقارب فى الرؤى، وأتمنى شخصيًا أن نستمر معًا يدا واحدة، لمواجهة إصرار الإخوان على ممارسة سياسة المغالبة.
**ولماذا ترفضون الأخونة.. أليس من حق الكتلة البرلمانية الكبرى أن تشكل الحكومة؟
المشكلة ليست فى أخونة الحكومة والمناصب، لكنها فى أخونة الحاضر والمستقبل وسرقة التاريخ فى الوقت ذاته، وفى طمس شخصية مصر المنفتحة، وتلوينها بلون فصيل واحد.
ليس لدىّ مشكلة فى أن يكون وزير التربية والتعليم على سبيل المثال إخوانيًا، لكن المشكلة فى أخونة المناهج، بما يسمح بتحويل أبنائنا إلى دراويش لمكتب الإرشاد، ينفذون كل ما يؤمرون به وفق مبادئ السمع والطاعة.
إن الأخونة لم تعد مخططًا نسعى لمنع حدوثه، لكنها صارت واقعًا ينبغى تغييره وهدمه، قبل أن يصبح الأمر مستحيلًا.
**وما السبيل من وجهة نظرك؟
ليس لدينا ميليشيات مثلهم، والعنف ليس منهجنا، لذلك فما من سبيل إلا التسلح بالشارع، والاعتماد على أن الثورة مازالت قادرة على أن تشق مجراها وسط الصخور.. ليس لدينا إلا المظاهرات والحشد ومطالبة النظام بالرحيل.
**ربما تفقدون هذا السلاح فى حال تمرير قانون التظاهر؟
لو استطاعوا تمريره لن يستطيعوا تنفيذه، ولعل ما حدث فى مدن القناة بعد قرار حظر التجول، كان درسًا لهم، ورسالة واضحة بأن إرادة الشعب المصرى، بعد 25 يناير لن تكسر، فيا ليتهم يقرأون.
***
**ما ردك على أن حزب الدستور برئاسة الدكتور البرادعى منفصل عن الشارع؟
هذا كلام غير دقيق، فالحزب صار من اللاعبين المهمين على الساحة السياسية المصرية، وأصبح يستقطب الكثير من النشطاء، أما فيما يتعلق بالخلافات بين القيادات والشباب، فهذا أمر طبيعى، لأننا لا نجبر أحدًا على السمع والطاعة.
**هل ترى أن مكتب الإرشاد يحكم مصر من خلال الرئيس؟
هذا واضح لكل الناس، فمكتب الإرشاد يملك القرار، ويتدخل فى السياسة الداخلية والخارجية، ولعل رسالة المرشد العام الدكتور محمد بديع إلى القمة الإسلامية تكشف لنا عن حجم دوره السياسى.. أتمنى أن يتفرغ المرشد العام للعمل الدعوى، لأننا لم ننتخب رئيسًا له رئيس.
** هل تريد أن توجه رسالة ما إلى شخص آخر؟
إلى الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، أقول: تقديرى لك أنك رجل واضح، فلا تأخذك العزة، ولن أكمل الجملة.. وإلى المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام، أريد أن أوجه سؤالًا: هل تقسم بالله على عدم وجود ميليشيات إخوانية مسلحة؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.