في سابقة خطيرة أقدم عليها اللواء صلاح الدين المعداوي، محافظ الدقهلية ببيع الكثبان الرملية بشاطئ مدينة جمصة، بعدما قامت المحافظة بنشر إعلان مدفوع الأجر بإحدى الصحف القومية تعلن فيه إجراء مزاد علني لبيع الكثبان الرملية الخاصة بشاطئ مدينة جمصة وهو ما ينذر بكارثة بيئية خطيرة خاصة بعد تحذيرات عدد من الخبراء المناخيين بخطورة تغيير الوضع المناخي وغرق الدلتا عام2050. يقول الدكتور أحمد رخا مدير إدارة التشجير بجهاز شئون البيئة: إن اللواء صلاح المعداوي محافظ الدقهلية يشارك في جريمة بمدينة جمصة، موضحا أنه من المتوقع ارتفاع منسوب المياه خلال 50 عاما أكثر من 30:60 سم، بالإضافة إلى جانب إزالة الكثبان الرملية، فهذا بدوره يؤدي إلى تعجيل التغير المناخي بالدلتا، خاصة مع قيام المحافظ ومجلس مدينة جمصة بالمشاركة في تلك الجريمة، فالكثبان الرملية لها إزالة يومية، إلا أنهم ينظمون مزادات لبيع الرمال التي قد تؤجل من تأثير غزو مياه البحر. وقال: إن التغيرات المناخية أصبحت حقيقة ولا جدال فيها ومن أكثر الدول المهددة بظواهر التغير المناخي هي مصر وتحديدا دلتا النيل نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر في الدلتا. وأضاف أن كرة إنشاء مدينة "المنصورةالجديدة" تمثل كارثة بل جريمة يساهم فيها المسئولون نتيجة عدم وجود مشاريع تنموية تستوعب السكان، خاصة أن مصيف جمصة مدينة متكاملة وفارغة طوال أكثر من 9 شهور في العام، ومن الأولى ضخ السكان في المدينة وجعلها مناطق إقامة كاملة بدلا من إنشاء المنصورةالجديدة التي لن تستمر طويلا بسبب التهديدات بغرق دلتا النيل. وطالب رخا بضرورة إنشاء غابة تشجيرية في المكان الذي تسعى المحافظة إلى إنشاء "المنصورةالجديدة" به، خاصة أنها تساعد على تثبيت الكثبان الرملية وعند حدوث الفيضان تعيق جذوع الأشجار المتداخله حركة المياه، بالإضافة إلى تحويل المياه إلى بخار عن طريق عملية البناء الضوئي التي يقوم بها النبات. وتابع أن الدلتا ستشهد تأثيرا على كل الأنشطة التنموية بها، بل من الممكن أن يمتد الأمر إلى هجرة الكثير من أصحاب الأراضي والمزارع بعد غزو مياه البحر لها والذي سيحدث على عدة مراحل. من ناحية أخرى أصدر الاتحاد النوعي للبيئة بالدقهلية برئاسة المهندس محمد رفعت الشناوي بيانا ادان فيه قيام محافظة الدقهلية ورئيس مجلس مركز ومدينة بلقاس بالإعلان عن إجراء مزاد لبيع مليون ومائتي ألف متر مكعب من رمال التلال بمنطقة قلابشو التابعة لمركز بلقاس. وأكد الاتحاد في بيانه أن إزالة تلك الكثبان الرملية من الأنشطة البشرية الضارة المغيرة للطبيعة الجغرافية والمعارضة لسياسات وإجراءات التخفيف والتكيف في إتفاقية كيوتو الدولية للتغيرات المناخية التي وقعت عليها الحكومة المصرية. وأوضح البيان أن منطقة قلابشو من المناطق الساحلية في شمال الدقهلية وأكثر من ثلث مساحتها منسوب مستواه منخفض ومعرض للغرق، كما أن الكتلة الطبيعية لتلك التلال بالمناطق الساحلية الشمالية وبتأثير وزنها يؤدي إلى الضغط على طبقات الأرض الجوفية فتقاوم تسرب المياه إلى داخل الدلتا. وأشار البيان إلى أن تلك التلال من الموانع الطبيعية لظاهرة التغير المناخي التي تهدد الدلتا بالغرق حيث أن ظاهرة التغير المناخي ستؤدى إلى ارتفاع منسوب مياه البحر وبالتالي منسوب المياه الجوفية، والى تآكل الشواطئ وغرق المناطق المنخفضة. وطالب الاتحاد في بيانه محافظ الدقهلية هذا المزاد ووقف تجريف وإزالة تلك الكثبان والتلال الرملية حفاظا على الدلتا من الغرق.