نددت صحيفتان سعوديتان اليوم الجمعة، بما يسمى حرية التعبير في الغرب التي تستهدف المقدسات الإسلامية من حين لآخر، وتواصل اعتداءاتها على نبي الاسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ووصفت هذه الحرية بأنه "عمياء". فمن جانبها قالت صحيفة "الشرق" السعودية لم يكد يهدأ العالم الإسلامي بعد أن أريقت كثير من الدماء، إثر عرض الفيلم المسيء لخاتم الأنبياء والمرسلين النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا وقامت إحدى المجلات، ببث روح الفرقة بإعادة نشر رسوم مسيئة لنبي الإسلام، كي يواصل فتيل الأزمة اشتعاله بين المسلمين وشعوب العالم، ليتم تعبئة العالم ضد المسلمين جميعا، متهمين إياهم بالتطرف، وأنهم لا يتعاملون مع الآخر إلا من خلال القتل. وأضافت الصحيفة قائلة "ونحن ندخل عام 2013، نجد بعض الأصوات المعتدلة في فرنسا تندد بتلك المجلة، وتتوقع أن ما نشرته مجلة "شارلي" الأسبوعية سوف يشعل هذه الاحتجاجات والمظاهرات من جديد، مما يعني أن الأصوات المعتدلة الموجودة في فرنسا تقف في وجه هؤلاء المتطرفين ضد الإسلام، الذين كل همهم بث الفتنة. وتابعت: مثل تلك الأفعال المشينة التي تقوم بها بعض المجلات الخاسرة، والباحثة عن الرِّبح من خلال ما تنشره ضد الدين الإسلامي، نجد أن هناك عقولا ممولة من جهات مشبوهة لجعلها تعيد تفجير القضايا ذات البعد المسيء مرة أخرى، كي تمرر قوانينها التي تريدها في فرنسا، وتضغط على الاتحاد الأوربي لأخذ مواقف مشابهة ضد المسلمين، مثل تلك القرارات التي صدرت من قبل حول الحجاب، وإعادة النظر في قوانين الجنسية، وإيقاف التعامل مع المسلمين في بعض المناطق من دول أوروبا. وترى الصحيفة أنه من الحكمة أن يتعامل المسلمون تجاه مثل هذه القضايا بالتعبير عن رفضهم هذه الأفعال الفردية التي تقوم بها هذه المجلات "الصفراء"، بضبط النفس، وعدم الاستسلام للعنف، الذي يريد أصحاب الأفعال المسيئة أن يوقعوا العالم الإسلامي فيه. من جانبها قالت صحيفة "اليوم" السعودية في افتتاحيتها "يبدو أن الغرب لا يتذكر حرية التعبير وأنها مبدأ، وأنها ثقافة نشر ، إلا حينما تمس غربيين أو جماعات ذات جذور غربية أو جماعات تحظى بحماية الغرب. وأضافت الصحيفة "يبدو أن حرية التعبير الغربية عمياء صماء حينما يسيء الناشرون الغربيون إلى المسلمين والعرب دينا وعرقا، وإلا بماذا نفسر إصرار دور النشر الفرنسية على تحويل الإساءات للمسلمين ورسولهم إلى مسلسلات مستمرة، وقبل ذلك جعلت إدارة الرئيس الفرنسي السابق نيقلاي ساركوزي المتطرفة الإساءة إلى الإسلام والمسلمين قانونا يحرص على تطبيقه بسرعة وبدقة، فيما يعرف بعار قانون منع الحجاب. وأشارت الصحيفة إلى أن منظرو حرية التعبير يتفرجون والذين يتصايحون على الحرية وحقوق الإنسان لا ينبسون ببنت شفة، إزاء هذه الإساءات الوقحة وغير القابلة للتبرير تحت أي عذر، ولا يمكن القول إلا أن هذه الإساءات تمثل إهانة شخصية للمسلمين ولمقدساتهم وفي مقدمتها الرسول الكريم الذي جاء برسالة خالدة تجذرت في قلوب مليار ونصف المليار من البشر. وتساءلت الصحيفة "أي حرية تعبير هذه التي تسبب ألما وإساءة لمليار ونصف المليار إنسان، وكيف لا يمكن تفسيرها إلا أنها عدوان جماعي ضد أكثر من سدس سكان العالم. وتابعت: ولا لوم على هؤلاء الذين امتهنوا العدوان على الآخرين أو الذين يستعذبون نشر الآلام والكره بين الناس، وإنما اللوم على سكوت مَن يستطيعون وعلى الحكومات الغربية التي يمكنها أن تبادر، إما لمنع هذه الإساءات أو تحجيمها، ولا يمكنها التعذر بأنها لا تستطيع مس حريات التعبير، لأن الحكومات الغربية سبق أن اتخذت مواقف حاسمة لمنع الإساءة إلى مجموعات بشرية بما في ذلك سن قوانين لإدانة التشكيك بأعداد ضحايا جرائم الهولوكوست، باعتبار ذلك إساءة إلى ضحايا الجرائم النازية وإساءة إلى الطائفة اليهودية. وأعادت الصحيفة الى الأذهان الحروب الصليبية التي شنها الغرب على بلاد الاسلام واستمرت قرونا، وأوقعت ملايين من الضحايا وهذا يحتم ذلك عليها أن تفرض قانونا يجرم الإساءة إلى المسلمين أسوة باليهود.