اهتمت وسائل الاعلام الاسرائيلية بما يحدث علي الساحة السياسية في مصر من مظاهرات حاشدة ضد الرئيس مرسي؛ وذكر تقرير لإذاعة الجيش الإسرائيلي ان مصر تواصل عاصفة الاعلان الدستوري المكمل الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي وأعطي لنفسه من خلاله صلاحيات كبيرة، ونقلت الاذاعة تصريحات أحد أعضاء المجلس الاعلي للقوات المسلحة بأن الجيش المصري انه لن يدخل نفسه في صراعات وانه ليس جزأ من السياسة المصرية وانه عاد الي مكانه الطبيعي وهو الحفاظ علي البلاد. وعلقت صحيفة "إسرائيل اليوم" الواسعة الانتشار علي البيان التوضيحي الذي أصدره المتحدث باسم الرئيس المصري ياسر على ان العامة في مصر يرفضون التنازل لصالح مرسي، ولفتت الصحيفة العبرية الي مليونية التحرير التي وصفتها بأنها تضم جميع ممثلي القوي السياسية في مصر ونقلت عن المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي قوله بأن " مصر لن تتسامح مع ديكتاتور جديد بعد ان اسقطت مبارك".
ووصفت صحيفة هاأرتس الاسرائيلية ما يحدث في مصر الان بأنه عودة للربيع العربي واشار تسفي برائيل محرر الشئون الشرق أوسطية بالصحيفة أن ان قرارات مرسي لم تنم علي أن مصر بعد الثورة ليست هي مصر قبل الثورة وان عصر الزعيم صاحب السلطات المطلقة قد انتهي، وهذا ما عكسته الوساطة المصرية في اتفاق الهدنه وانهاء العملية العسكرية عامود السحاب، وشبه برائيل قرارات مرسي بالفرامانات التي كان يصدرها السلطان العثماني علي الدولة العثمانية، ووصف قرارات مرسي تجاه تحصين الجمعية التأسيسية ومجلس الشوري واقالة النائب العام بإنها اعتداء على استقلال الجهاز القضائي، واشار برائيل الي ان الوضع في مصر أصبح خطير جدا خاصا ان كثير من مؤيديه انضموا لتيارات المعارضة.
وشبه برائيل قرارات مرسي ب"الفرمانات التي كان يصدرها السلطان العثماني" بأنها لا رجع فيها، ووصف قراره بتحصين الجمعية التأسيسية ومجلس الشوري وإقالة النائب العام ب"الاعتداء على استقلال الجهاز القضائي"، وأشار إلى أن الوضع في مصر أصبح خطير جدا، خصوصًا مع انضمام كثير من مؤيدي الرئيس لتيارات المعارضه.
واضاف "يهودا بلنجا" الباحث في شئون الشرق الاوسط بجامعة بار ايلان الاسرائيلية أن مرسي أخطأ في تقدير الموقف اذا اعتقد انه سوف يرتاح بعد أن أصبح شخصية مركزية بعد الوساطة المصرية في وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس لان مصر تحولت الي براميل من البارود من الممكن ان تنفجر في اي وقت؛ وان المتظاهرين عادوا ليسكنوا الخيام بميدان التحرير مرة أخري نتيجة الاعلان الدستوري الذي اصدره مرسي مساء يوم الخميس22 نوفمبر الجاري، والذي استطاع من خلاله جمع صلاحيات اضافية وتحويل مؤسسة الرئاسة هي الضلع الاقوي داخل منظومة العمل المصرية، وذلك من خلال التضييق على مكانة السلطة القضائية.
نقل بلنجا في مقاله بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية إحصائية من موقع جلوبال فايننس" و الموقع التابع لصندوق النقد الدولي ان معدل نمو الانتاج المحلي الخام (GPD) للعام 2011 كان 1.8 %، والتقدير هو أن العام 2012 سينتهي ب 1.5 % نمو؛ مشيرا الي أن مصر تحولت الي دولة اكثر مركزية ودينية مما كانت قبل عامين، وعلي الجانب الديني نري اليوم أن التيار السلفي يشعر بحرية أكثر تحت حكم الاخوان وذلك من خلال الحديث علنا عن تفجير الاهرامات وأبو الهول، وهم ايضا يرغبون بالاشتراك مع كثير من الاخوان في ان يروا مصر دولة تسير علي الشريعة. وأضاف ان جموع المصرين التي نزلت الي ميدان التحرير لا تريد أن تري مرسي مبارك جديد وايضا لا تريد ان تتحول مصر الي حكم ديني.