قال المحلل السياسي والمتخصص في الشأن المصري في صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، «تسيفي برائيل»، إن «مبارك حكم مصر 30 عاماً ولكنه لم يعتبر أبداً بطلاً وطنياً»، واستهل «برائيل» مقالته في «هاآرتس» بتصريح سابق للرئيس السابق في أحد المؤتمرات الصحفية قال فيه: «كل دولة تنتج الديمقراطية التي تتناسب معها وتنبع من ثقافتها»، وذلك عندما سأله أحد الصحفيين عن الإصلاح السياسي المطلوب في مصر، وعلق «برائيل» على هذا التصريح قائلاً: «ديمقراطية مبارك، اتضح، أنها لا تتناسب مع الجيل الشاب في مصر». وأشار «تسيفي برائيل» إلى استطلاع رأي، تم إجرائه بين الشباب المصري عن علاقتهم بالوطن وبالزعماء، نشر قبل 3 سنوات في صحيفة روز اليوسف، التي وصفها بأنها «إحدى الصحف الحكومية الهامة»، وعلق على الاستطلاع قائلاً: «بقراءة الاستطلاع بعمق فإن نتيجته تشير إلى سقوط نظام مبارك. كان من بين الأسئلة: ما هي الدولة التي تحلم بالهجرة إليها، 25% فقط قالوا أنهم لا يريدون الهجرة إلى أي دولة أخرى, بينما قال 75% أنهم يريدون مغادرة وطنهم». وتابع «برائيل»: «من المفاجآت الأخرى في الاستطلاع سؤال عن الأبطال الوطنيين أو القدوة التي يتخذها الشباب، حيث قال 15% إنهم ليس لديهم بطل وطني، بينما قال 12% إن المواطن المصري هو البطل الحقيقي، وقال 5.7% إن السادات هو بطلهم الوطني، في حين قال 7% إن البطل الوطني هو الرئيس جمال عبد الناصر، أما مبارك فلم يتم الإشارة إليه». واستدرك «برائيل» قائلاً: «مبارك لم يكن بطل وطني، هو وصل للسلطة في أواخر 1981، ولكن بدون ثورة على السلطة مثل جمال عبد الناصر ولا ثورة سياسية مثل أنور السادات، الذي وقع على اتفاقية السلام مع إسرائيل». وأضاف المحلل الإسرائيلي: «مبارك ولد في 1928 لأسرة ريفية من كفر مصيلحة، شمال القاهرة. كان والده يريده أن يكون معلماً، ولكنه اختار أن يعمل في العسكرية وتدرج في المواقع في سلاح الجو المصري حتى أصبح قائداً له في حرب يوم الغفران (التسمية الإسرائيلية لحرب أكتوبر)، بعد ذلك عمل نائب للرئيس السادات، وبعد اغتيال الأخير تم تعيينه رئيساً للجمهورية وتم انتخابه بعد ذلك مرات ومرات». وتابع «برائيل»: «مبارك كان قائد للاستمرار وللتوازنات» و«ورث كل المؤسسات ولم تكن ثمرة من اختراعه، حيث ورث نقابات العمل، والحزب الحاكم الذي ترأسه وحتى المؤسسة الدينية التابعة للنظام وكل ما استطاع مبارك أن يقوم به هو تحسين السيطرة على هذه المؤسسات، ولكنه استطاع أيضاً توسيع مساحة الرأي العام، عندما غض الطرف عن فتح صحف جديدة، بعضها لا يحظى بموافقة الحكومة، وسمح لرؤساء التحرير بتوجيه الانتقادات لوزراء الحكومة، وسمح بفتح قناة تليفزيونية خاصة (يملكها رجل أعمال مقرب له) وكان متسامح أكثر من سلفه في الموافقة على الأفلام والمسرحيات والكتب، وفي نفس الوقت، لم يفرط في استخدام القوة القانونية، في تقديم الصحفيين للمحاكمة، وفي إغلاق الصحف وفي منع الصحفيين من الكتابة أو فرض غرامات باهظة عليهم». وعن مكانة مصر في الشرق الأوسط قال «برائيل»: «مبارك نجح في وضع مصر في مكانة مهمة في الشرق الأوسط، وأصبح لها أهمية دولية، ليس بسبب أنه نجح في حل الصراعات في المنطقة، فالصراع الإسرائيلي الفلسطيني مازال قائماً حتى الآن وبدون حل، وفي الأزمة اللبنانية لم يتدخل، ولا يتحدث مع بشار الأسد، ولم ينجح في منع الحرب على العراق، ولكن أهميته في أنه كان يمنح الشرعية للتحركات الإقليمية. وذلك لأنه كان يجب تجنيد مصر من أجل القيام بخطوات هامة في المنطقة على أساس أن معظم الدول العربية ستوافق عليها».