حددت إدارة مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون فى دورته الثالثة موعد البدء فى 12 ديسمبر 2012 حتى 19 من نفس الشهر، وتحدد مكان إقامة المهرجان بمدينة الإنتاج الإعلامى، ورغم تحديد اتحاد المنتجين العرب لموعد المهرجان والبدء فى إعداد التجهيزات الكاملة له، والحصول على جميع الموافقات اللازمة، إلا أن وزير الإعلام، صلاح عبدالمقصود، حتى اليوم لم يوقع عقود المهرجان ولم يكلف سعد عباس، رئيس شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، بالتنسيق مع اتحاد المنتجين العرب، حيث إن المهرجان يقام بشراكة بين الطرفين على أن يتكفل اتحاد المنتجين بكل المصروفات، وكانت وزارة الإعلام قد تنازلت عن إقامة المهرجان لصالح اتحاد المنتجين العرب، الذى يرأسه إبراهيم أبوذكرى، وذلك حينما كان أسامة هيكل وزيرا للاعلام، وأيد الموافقة من بعده أحمد أنيس. كما تم توقيع بروتوكول بين اتحاد المنتجين العرب ووزارة الإعلام، ممثلة فى شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، التى يرأسها سعد عباس، حيث ينص البروتوكول على شراكة وزارة الاعلام فى المهرجان، من خلال دعمه لوجستيا بتوفير الإمكانيات التقنية والفنية، التى يحتاجها المهرجان ومن بينها إقامة فعاليات المهرجان فى مدينة الإنتاج الإعلامى، بالإضافة إلى استضافة المهرجان على قنوات اتحاد الإذاعة والتليفزيون. ورغم توقيع البروتوكول الإلزامى من جهة وزارة الإعلام، إلا أن الوزارة تراجعت عن هذا الاتفاق، وتجاهل صلاح عبدالمقصود مخاطبات إدارة المهرجان الجديدة التى تطالب بتنفيذ التزام وزارة الإعلام بالمهرجان، وبعد فترة من هذا التجاهل، قرر إبراهيم أبوذكرى إقامة المهرجان بالكامل على مسئولية اتحاد المنتجين العرب بعد أن نجح فى الحصول على دعم من وزارة السياحة، يتمثل فى إقامة حفل الافتتاح وتحمل جزء من تكاليف إقامة الوفود العربية المشاركة بالمهرجان على أن تقوم باقى الوفود بتحمل إقامتها على نفقاتها الشخصية، كما وقع أبوذكرى بروتوكول تعاون مع «شبكة تليفزيون الخليج» لنقل فعاليات المهرجان ودعمه فنيا وتقنيا من خلال مشاركة عدد من الأعمال التليفزيونية من مختلف دول الخليج بخلاف مشاركة 75 قناة عربية لنقل فعاليات المهرجان، كان إبراهيم أبوذكرى، رئيس اتحاد المنتجين العرب، قد حصل على موافقات وزراء الإعلام السابقين للشراكة فى المهرجان، ومنهم أسامة هيكل وأحمد أنيس، ولكن نظرا للظروف التى تمر بها مصر تم تأجيل المهرجان أكثر من مرة، وبعد لقاء أبوذكرى بوزير الإعلام الجديد صلاح عبدالمقصود، تم التنسيق الكامل على الدورة الجديدة من المهرجان، خصوصا بعد موافقة وزارة السياحة وتوفيرها للإمكانيات المتاحة منها كنوع من المشاركة والدعم للمهرجان. ومن المفاجآت التى سيحملها المهرجان، إجراء مسابقة خاصة بميدان التحرير، الذى يعد رمزا للثورة المصرية، وستكون رصدا لأجمل الأعمال الإبداعية والفنية من شباب الثورة وسيتم تخصيص ثلاث جوائز كبرى للشباب المبدعين الذين قدموا أعمالا إنتاجية سواء مسموعة أو مرئية، كما تم تخصيص ثلاث جوائز على المستوى الدرامى من خلال المسلسلات المصرية والعربية وثلاث جوائز لأفضل إعلانات تم عرضها سواء فى التليفزيون أو الإذاعة، كما خصصت ثلاث جوائز لأفضل الأفلام التسجيلية والبرامج الحوارية، بالإضافة إلى ثلاث جوائز لأفضل الفضائيات العربية من حيث نسبة المشاهدة. وفى تصريحات خاصة ل «الصباح»، كشف الدكتور إبراهيم أبوذكرى، رئيس المهرجان، عن إنشاء سوق جديدة موازية للمهرجان، وهى «سوق المعدات» والتى ستقام بالتوازى مع مهرجان القاهرة، وتعد «سوق المعدات» الأولى على الساحة العربية من حيث مشاركة العديد من الشركات العالمية المنتجة لأحدث الأجهزة والمعدات الفنية، التى تستخدم فى العمل الإذاعى والتليفزيونى والفضائيات والأقمار الصناعية على أن يكون المعرض متخصصا فى الإعلام المرئى والمسموع تحت عنوان «معرض القاهرة للمرئى والمسموع»، وأضاف أبوذكرى : المهرجان يقام تحت فكر وإبداع مصرى مع دعم العالم العربى، و أن المهرجان من البداية فكرة اتحاد المنتجين العرب، حتى أننا قمنا بتنظيم الدورتين الأولى والثانية، وتعد الدورة الحالية هى الدورة الثالثة التى ينظمها الاتحاد ونسعى لتكون أفضل الدورات، فهى أول دورة تقام بعد ثورة 25 يناير، وسيكون منافسا قويا لمهرجانات قرطاج ودبى. كما أوضح أبوذكرى أن مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون سيقام فى مدينة الإنتاج الإعلامى ولمدة سبعة أيام، وسط مشاركة عربية غير مسبوقة من دول شمال إفريقيا والخليج العربى، و يضم مختلف مجالات الإعلام العربى المرئى والمسموع، وأضاف أبوذكرى إنه سيقام خلال أيام مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون العديد من الفعاليات، ليكون مواكبا للتطورات التقنية والفنية فى العالم العربى وذلك لتوافر إمكانيات الإبهار للمشاهد من التصوير والإضاءة والديكورات، التى تحمل سياسة وفكر ثورة 25 يناير، خلافا لما تعود عليه جمهور المشاهدين من وجوه غير فاعلة فى الوسط الفنى والتليفزيونى، والتى كانت سائدة فى فترة التسعينيات من أيام النظام السابق، وكشفت مصادر أن هناك خطابا، مرّ على جميع رؤساء القطاعات والقنوات بماسبيرو يطلبون رأيهم فى إقامة المهرجان من عدمه، ووافقت جميع القيادات على إقامة المهرجان باستثناء سعد عباس، رئيس شركة صوت القاهرة، وثروت مكى، رئيس الاتحاد السابق، أما عن وزارة السياحة فإنها ستشارك فى دعم المهرجان وإقامة حفل الافتتاح كاملا وبحضور وزير السياحة، هشام زعزوع، كما تشارك وزارة الاستثمار أيضا فى المهرجان لتنشيط «سوق المعدات» التى ستقام على هامش المهرجان. وحول عدم مشاركة وزارة الإعلام فى المهرجان، رفض سعد عباس، رئيس شركة صوت القاهرة، المتعاقدة مع اتحاد المنتجين العرب على الشراكة فى المهرجان، التعليق على هذا الشأن، أما ثروت مكى، رئيس الاتحاد السابق، فقال: إن قرار المشاركة فى المهرجان تابع لوزير الإعلام، وهو صاحب القرار الأول والأخير فى هذا الشأن، وأضاف: نعلم أن الوزير قرر عدم المشاركة لعدم حاجتنا إلى مهرجانات فى الوقت الحالى، وكان سعد عباس قد تعاقد مع أحد المنتجين الكويتيين وهو يوسف العميرى على إقامة المهرجان بالشراكة تحت اسم مهرجان «هنا القاهرة» وبعد تعاقده أصدر وزير الإعلام السابق أحمد أنيس قرارا بإلغاء التعاقد، نظرا لأن شركة العميرى غير شرعية ولا تمثل أى جهة رسمية وأصدر تعليماته بإعادة المهرجان لاتحاد المنتجين العرب، لأنه جهة رسمية تابعة لجامعة الدول العربية، وصدر قرار أنيس بفسخ التعاقد مع العميرى بعد تقديم أبوذكرى كل المستندات التى تؤكد ملكيته لفكرة المهرجان وتغيير اسمه، بالإضافة إلى أن العميرى لا يمثل أى جهة رسمية، كما ثبت بالمستندات لأن المهرجان ملك لاتحاد المنتجين العرب. وكانت الدورة الأولى من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون قد أقيمت فى عام 1995 فى الفترة من 10–17 يوليو، ونظم هذه الدورة اتحاد المنتجين العرب إلى أن قام صفوت الشريف، وزير الإعلام الأسبق، بضم المهرجان إلى وزارة الإعلام عام 1996 تحت نفس الاسم، وفى دورته الثانية قام أنس الفقى، وزير الإعلام الأسبق، بتغيير اسم المهرجان من الإذاعة والتليفزيون إلى «الإعلام العربى» وإضافة جائزة تحمل اسم نجيب محفوظ، لأفضل سيناريو درامى.