خفَّض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي إلى 3.3% في العام الحالي، فيما رجح أن يتراجع النشاط في البلدان المستوردة للنفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأن يسجل تباطؤ في نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي إلى حوالي 1.25%. وأصدر الصندوق اليوم الثلاثاء، تقريرًا يحمل عنوان "آفاق الاقتصاد العالمي"، كشف عنه في طوكيو قبل اجتماعات الصندوق والبنك الدولي للعام 2012، فأشار إلى استمرار تراجع الاحتمالات المتوقعة، وخفَّض التوقعاته للنمو العالمي إلى 3.3% في العام الحالي لتصل في عام 2013 إلى معدل لايزال بطيئاً وقدره 3.6%.
وتوقع أن تحقق الاقتصاديات المتقدمة معدل نمو يقدر ب1.3% في العام الحالي، مقارنة مع 1.6% في العام الماضي و3% في ال2010، ولفت إلى أنه يتوقع أن يتباطأ النمو في الاقتصاديات الصاعدة كالصين والهند وروسيا والبرازيل، فيما من المتوقع هبوط حجم التجارة في العام الحالي إلى 3.2% مقارنة ب5.8% العام الماضي.
وقال أوليفييه بلانشار كبير الاقتصاديين بصندوق النقد الدولي إن "انخفاض النمو وانتشار أجواء عدم اليقين في الاقتصاديات المتقدمة، يؤثران على اقتصاد الأسواق الصاعدة والنامية من خلال قنوات التجارة والقنوات المالية، الأمر الذي يزيد من مواطن الضعف المحلية".
وقال الصندوق أن توقعاته قد تتحسن إذا تحقق افتراضان حاسمان، الأول أن يتمكن صناع السياسات في أوروبا من السيطرة على أزمة اليورو، والثاني أن يتمكن صناع السياسيات في الولاياتالمتحدةالأمريكية من اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع "المنحدر المالي" وعدم السماح بزيادة الضرائب وتخفيض الإنفاق.
وتوقع أن يصل متوسط النمو في أمريكا إلى 2.2% وفي منطقة اليورو يتوقع أن ينخفض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 0.4% في ال2012، أما في اليابان فمن المتوقع أن يبلغ النمو 2.2% هذه السنة.
وأضاف أنه في آسيا النامية يتوقع أن يصل متوسط نمو إجمالي الناتج الحقيقي 6.7% في ال2012، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يرجح أن يتراجع النشاط في البلدان المستوردة للنفط نتيجة استمرار أجواء عدم اليقين المصاحبة للتحول السياسي والاقتصادي في أعقاب الربيع العربي وضعف معدلات التبادل التجاري، فيتوقع أن يسجل تباطؤًا في نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي إلى حوالي 1.25% في ال2012 .
واعتبر أن التعافي في ليبيا يمثل سببًا رئيسيًا للارتفاع الحاد المتوقع في معدل النمو الكلي بين البلدان المصدرة للنفط في العام الحالي، ليصل إلى أكثر من 6.5% ثم يعود إلى 3.75% في ال2013.
وفي أمريكا اللاتينية يتوقع أن يسجل النمو معدلاً قدره 3.25%، أما في أوروبا الوسطى والشرقية فيتوقع أن يرتفع معدل النمو ليصل إلى 4%، إلى جانب استمرار قوة النمو في إفريقيا جنوب الصحراء ليسجل متوسطاً يقدر ب5%.