الشباب يحمّلون حزب النور المسئولية.. والتفكير فى وقف النشاط النسائى وقعت معركة هى الأولى من نوعها بين السلفيين والسلفيات بسبب «تعدد الزوجات»، والذى يعد أهم ركائز المنهج السلفى التى لا تكتمل الشريعة بدونه وفقًا له. ودارت المعركة على الصفحات الخاصة بأبناء التيار السلفى على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، بعد أن قام أحد الشباب بإثارة الموضوع على الجروب الرسمى لحزب النور السلفى، ودعى فيه الزوجات إلى القيام بخطبة أخريات لأزواجهن، تنفيذًا للشرع، وللحصول على الثواب، وهو ما تم مهاجمته من قبل النساء على الجروب، رافضين ما جاء به أو مناقشته، وهو الحدث الأول من نوعه، كون السلفيات من أكثر الفئات المؤيدة لفكرة تعدد الزوجات. وأثار الرفض جدلًا واسعًا، خاصة أن عددًا كبيرًا من الرافضات للفكرة أكدن أنها تهدر حق المرأة، وهو الأمر الذى لم تكن المرأة السلفية تتحدث عنه فيما سبق، فى حين بدأ جدال شرعى بينهن حول القضية، حتى وصل الأمر لتبادل الاتهامات بين الطرفين، حيث اتهم شباب الدعوة النساء بالتأثر بما يتردد حولهن من أفكار تناقض الفكر السلفى، بينما رأت النساء المشاركات فى النقاش أن بعض رجال الدعوة لا يملكون الحجج للدفاع عن آرائهم. وردًا على ما يحدث، كشف مصدر بالدعوة، أن الأمر لم يتوقف عند حد مواقع التواصل الاجتماعى، بل وصل إلى حزب النور، وبات يثار داخل لجنة المرأة بالحزب، حيث تشهد أزمة بسبب تغيير أفكار المرأة السلفية، والتى كانت تعتمد على الطاعة الكاملة للزوج، وأنه صاحب الولاية الأولى عليها، وتعدد الزوجات، وكانت النساء يقمن بالأمر بأنفسهن، ولكن الوضع تغير الآن، وبدأت تظهر أفكار أخرى تتنافى مع المنهج السلفى. وأضاف المصدر، أن الحزب اعتاد تنظيم معسكرات نسائية لمدة يوم واحد، لفتح مجالات للتحاور والنقاش بين النساء، ومعرفة آخر مستجدات الأوضاع بالبيوت السلفية، وقد لوحظ مؤخرًا أن عددًا كبيرًا من السلفيات خاصة صغيرات السن، يرفضن فكرة تعدد الزوجات، بحجة تنفيذ الشرع، وبات عدد كبير منهن يميل إلى أنه لا يجوز للرجل الزواج للتعدد دون وجود علة فى الزوجة الأولى، كذلك لا يجوز للرجل الزواج دون علم الزوجة الأولى وموافقتها، حتى أن الأمر وصل للتشكيك فى الولاية المطلقة للرجل على المرأة. وأشار إلى أن هذا الأمر أثار خلافات عديدة الفترة الماضية، وبات شباب الدعوة السلفية، يحملون الحزب نتيجة تلك الأفكار، التى تطيح بصحيح المنهج السلفى، وأنه هو السبب فى تغيير مفاهيم المرأة السلفية، بعد أن سمح لها بالعمل العام، لتكون بداية لتمردها على أحكام الشرع «وفقًا للمنهج السلفى». وأوضح المصدر أن عددًا كبيرًا من نساء الدعوة خاصة صغيرات السن، لم يعدن يتقبلن الفكرة، ما جعل نسبة الزواج الثانى بين السلفيين تنحصر فى الفترة الأخيرة، رغم المساعدات التى تقدمها الدعوة لمن يرغب فى الزواج، مؤكدًا أن الأمر ليس له علاقة بالنواحى المادية على الإطلاق، ما زاد من سخط الشباب السلفى على حزب النور. وحول استقبال الدعوة والحزب لتلك الأزمة، قال المصدر، أنه يتم حاليًا تكثيف الاهتمام بنشاط لجنة المرأة بالحزب، لمتابعة التغيرات التى طرأت، والتصدى لأى أفكار تتنافى والمنهج السلفى، أما فيما يخص الدعوة، فإن قضايا المرأة لها الأولوية دائمًا فى النقاش والطرح، ولكن مؤخرًا تم تخصيص وقت أطول للنساء، لزيادة وعيهن بصحيح الدين وأحكامه فيما يخص النساء والولاية والتعدد، فيما يكثف كبار الشيوخ بالدعوة من مناقشة قضايا النساء لإعادتها إلى ما كانت عليه. وأضاف المصدر، أن الخوف حاليًا من فتح باب المعارضة للأحكام الشرعية والتى كان يلتزم بها السلفيون دون مجادلة، بينما تغير الأمر الآن، بعد ظهور تيار لا يقبل بالحكم الشرعى، ويجادل فى الأدلة المطروحة له، وهو ما يمثل الخطورة الحقيقية، والتى يتم حاليًا مواجهتها، فيما يميل القرار إلى تجميد «سرى» للنشاط النسائى.