فراويلة: اعتصام رابعة كان مقصودًا لاستخدامه ضد مصر عبر المنظمات لا تزال أصداء إحياء ذكرى فض اعتصامى «رابعة والنهضة»، تلقى بظلالها على الساحة السياسية والإعلامية، فهو الحدث الذى ينتظره الإخوان من العام، وذلك للمتاجرة به وتقديمه سلاحًا للغرب للضغط على مصر مقابل مكاسب واهية تلهث قيادات الجماعة للحصول عليها. وبعد مرور 6 أعوام على فض الاعتصام الأشهر، لا يمكن إنكار أنه كان المرآة التى كشفت العديد من الأوجه القبيحة للجماعة التى استمرت على مدار 80 عامًا تروج أكاذيبها حول حكم الشريعة والدين، فى حين لم يترددوا لحظة فى تقديم البسطاء قربانًا لتحقيق حلمهم فى السطو على السلطة. فى مثل تلك الأيام من عام 2013، وعقب فض الاعتصام، كانت قيادات الجماعة تبحث عن النجاة والهروب خارج البلاد، كما كانت تعمل على تأجيج الرأى العام الدولى، من خلال منظمات ما يعرف بحقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس وواتش وهيومان رايتس مونيتور وغيرها من المنظمات المشبوهة، المعروف عنها كتابة التقارير الزائفة، ما جعلها تلعب الدور الرئيسى فى إسقاط العديد من الدول تحت مسمى حقوق الإنسان، حيث استخدمتها الجماعة لترويج الأكاذيب عن طبيعة الاعتصام وإنكار أنه كان مسلحًا، أو يمثل تهديدًا للأمن القومى، رغم وجود فيديوهات تؤكد هذا الأمر، وكذلك التشكيك فى طريقة فض الاعتصام والتأكيد على استخدام القوة المفرطة مع المدنيين. وهو الأمر الذى اعتادت عليه الجماعة الإرهابية، كلما أرادت الضغط على النظام المصرى بالتلويح بالملف الدولى، لذلك لم يكن غريبًا أن يطلقوا صيحات التهليل بالتحرك «الكاذب» للأسطول الأمريكى نحو السواحل المصرية، ولم يكن غريبًا أيضًا أن تخرج التقارير التى تدين الموقف المصرى، وطريقة فض الاعتصام، خاصة أن الأيادى الإخوانية، كانت موجودة داخل تلك المنظمات وأشهرهم سلمى عبدالغفار، التى تقود حملة التحرك عبر المنظمات الحقوقية ضد مصر. وكشف ياسر فراويلة القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن جماعة الإخوان كانت تسعى منذ اللحظة الأولى لسقوط حكمها لإيجاد وسيلة للضغط بعد أن أدركت أن وجودها بالحكم انتهى ولن يعود للنور من جديد، لذلك كانت فكرة اعتصام رابعة والنهضة، والتى كان الهدف منها، إما اقتحام وزارة الدفاع وقصر الاتحادية، وإما خلق حمام من الدماء يكون بعيدًا عن قادة الجماعة الذين ظهروا فى البداية فقط، وبعد أن اطمأنوا على الحشد غابوا عن المشهد وأداروه من الخارج، وذلك لاستغلاله فيما بعد على المستوى الخارجى. وأضاف أن الجماعة قامت باستخدام المواطنين كدروع بشرية، لضمان إصدار تقارير دولية تدين مصر، وتمهد للتدخل الأجنبى، كما حدث فى دول أخرى، وهو ما ظهر خلال التواصل مع السفارة الأمريكية وعقد العديد من اللقاءات مع السفيرة الأمريكية فى مصر، وفى الوقت نفسه عملوا على جذب أكبر عدد من المؤيدين والظهور بمظهر الضعف، فى حين كان السلاح داخل الاعتصام جاهزًا للعمل فى أى وقت، وبالفعل فقد عملوا على تحريك المليشيات الخاصة بهم قرب مديريات الأمن بالمدن الكبيرة لتنفيذ مخططات اقتحامها ونشر الفوضى فى كل مكان. وأشار «فراويلة» إلى أن الجماعة وقعت فى العديد من الأخطاء التى حالت دون نجاح مخططهم، فبعيدًا عن استعداد مؤسسات الدولة لهذا الأمر، فقد تسبب خلاف الإخوان مع السلفيين فى توفير جبهة مناهضة لهم داخل التيار الدينى، الذى طالما عولوا عليه، ما ضمن جبهة غرب مصر والتى يسيطر عليها التيار السلفى، هذا بجانب الجماعة الإسلامية التى انقسمت لفريقين الأول مؤيد بقيادة عاصم عبدالماجد وطارق الزمر، وآخر معارض بقيادة عبود الزمر، بخلاف تحركات أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل والذين جاهروا باستخدام العنف وقاموا بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى ما جعل التحرك الأمنى ضدهم حقًا مشروعًا. وأكد أن وجود حكم الإخوان ونجاح اعتصام رابعة، كان يعنى تحويل مصر إلى أفغانستان أخرى، يتصارع فيها كل تيار دينى وجهادى لتنفيذ الشريعة على طريقته، وهو رغم رفض الإخوان له فور وصولهم للحكم نتيجة للضغوط الأمريكية، فإنه كان سيحدث فى نهاية الأمر. ولفت «فراويلة» إلى أنه حتى اللحظة لا تزال جماعة الإخوان تتعشم فى الغرب أن يمنحها الحياة، ولا تزال المنظمات المشبوهة وجهتها كل عام لإحياء رابعة، وإصدار التقارير الزائفة، وهو ما يمكن استخدامه فيما بعد كورقة ضغط ضد مصر، الأمر الذى لا يعنى الإخوان كثيرًا فالأهم لهم هو إعادة الجماعة من جديد وإخراج قادتها من السجون.