سلفيون يتهمون مرسى بالضلال قبل الوفاة ويرفضون وصفه بالشهيد وإخوان يردون: أنتم عبيد برهامى لاتتوقف الصراعات بين شيوخ السلفيين، وقيادات الجماعة الإرهابية لدرجة وصلت إلى تبادل الاتهامات فيما بينهم. ووقعت خلافات ومشادات كلامية، بين أبناء التيار السلفى، وموالين لجماعة الإخوان، بعد قيام السلفيين بانتقاد فترة حكم محمد مرسى الرئيس الراحل الذى تم عزله بل وصل الأمر لاتهامه بالضلال، رافضين لقب الشهيد الذى أطلقه عليه الإخوان، عقب وفاته. بدأت الأزمة عندما قام السلفى، أبو رزان المغربى، باتهام مرسى بالضلال المبتدع وأنكر لقب الشهيد الذى أطلق عليه من الإخوان، واتهمهم باتباع ضلالة وتكرار بدعة.
وقام المغربى بجمع فيديوهات قديمة لمرسى خلال فترة حكمه، وجميعها تتنافى مع توجهات تيار الإسلام السياسى، للتأكيد على تناقض مواقفه ما يجعل لقب الشهيد وفقًا للمغربى غير ملائم له، وقام بنشرها على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك. وواصل المغربى هجومه قائلاً: مرسى خالف فى العديد من المواقف أثناء حكمه، منها قوله أن آيات القرآن لا تنطبق على مسيحيى مصر، ولا تتناولهم، وأنه وحد بين معتقد المسلم والمسيحى وأن الخلاف بينهما من باب التنوع.
وأضاف أن مرسى تبرأ من أحكام شرعية مثل حد الزنا والسرقة، وأكد أنها مجرد أحكام فقهية وليست من الشريعة، بخلاف إنكاره حد الردة.
كذلك اتهم مرسى بإنكاره الحجاب، وتشجيعه للموسيقى وقبول القروض ولقائه بالفنانين، وجميعها أمور قام بها فور وصوله وجماعته للحكم ما يجعل لقب الشهيد غير مناسب له. وأشار المغربى، إلى أن السلفيين لم يكن ليخوضوا فى مرسى، ولكن مبالغة الإخوان وجبت الرد عليها، وهو الحديث الذى قام بتكراره أحد أقطاب حزب النور عمرو مرتضى، وقام بنشر تلك الفيديوهات على المجموعات والصفحات الرسمية للحزب والدعوة، وسط تأييد واسع من أبناء حزب النور الموالين لتيار ياسر برهامى. وهو الأمر الذى رفضه الإخوان والموالون لهم داخل الحزب، رافضين تلك الاتهامات، ودخل الطرفان فى مشاحنات وخلافات، وصلت لحد استخدام ألفاظ خارجة فى الحديث، واتهام كل منهما للآخر بتقديس ما يتبعه، بينما أكد عناصر الإخوان أن برهامى هو السبب فى محاولات تشويه محمد مرسى، انتقامًا من جماعة الإخوان التى كشفت القناع عن أكاذيبه، ورفضوا مقال العزاء الذى كتبه برهامى فى مرسى، وأكدوا أن من يهاجم الإخوان، ويرفض لقب الشهيد لمرسى هم «رجال برهامى».
وفى تصريح ل«الصباح»، كشف مصدر بالدعوة السلفية، أن الخلافات بين الإخوان والسلفيين قديمة الأزل، ولكنها زادت عقب وفاة مرسى، وتم توجيه هجوم كبير من الإخوان ضد السلفيين وقيادات الدعوة السلفية وحزب النور. أضاف المصدر، أن الأزمة فى محاولة الإخوان استغلال الحدث واستقطاب بعض المتعاطفين معهم من أبناء التيار السلفى، بخلاف إعادة الحديث حول حازم صلاح أبو إسماعيل، وظهور اسمه على الساحة من جديد، وهو ما يمكن استغلاله لشق الصف أكثر داخل الدعوة وبين أبنائها، وتصديره كبديل لمرسى، وهو ما يرددونه فقط، فيما يظل مشروعهم فى الاستقواء بالخارج. وحول تقديم قادة الدعوة العزاء فى مرسى رغم هذه الخلافات، أشار المصدر، إلى أن الدعوة السلفية قدمت واجب العزاء فى مرسى، ولكن هذا لا يعنى عودة العلاقات مع الجماعة، ولكن منعًا للهجوم على قادتها، خاصة أن العديد من شباب الدعوة يرون جماعة الإخوان، جزءًا من التيار الاسلامى ولا يجوز معاداتهم. ونوه المصدر، إلى عدم وجود نية لتوجيه الأعضاء حول مواقفهم الرافضة للإخوان، لذلك لم يتدخل القادة فى التراشق بين الطرفين الذى حدث مؤخرًا، ولكنه يسعى لمنع الإخوان من إحداث شق بين أبناء الدعوة، خاصة أن الموالين للإخوان لا يتركون مناسبة دون سب قادة الدعوة السلفية وموقفها، فى الوقت الذى فعلوا فيه أكثر من ذلك حماية لمصالحهم فور وصولهم للحكم.