ما يقرب من 30 ألف مريض يعانون من ضمور المخ فى مصر، أغلبهم من الأطفال، وما يزيد الأمور تعقيدًا هو أن المرض اللعين لا يوجد له علاج شافٍ، فهو يعالج بعلاج مضاعفاته وأعراضه، وهو ما يكبد أهل المريض معاناة يومية للبحث عن مستشفى مجهزة لعلاج مثل هذه الحالات. حصلت «الصباح» على معلومات من مصادر مقربة من وزير الصحة والسكان الدكتور أحمد عماد، تفيد بأن الوزارة بصدد الانتهاء من تجهيز 7 مراكز متخصصة فى علاج مرضى ضمور المخ، فى المحافظات المختلفة. بحسب المصدر بحث وزير الصحة مع رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل هذا الأمر، خاصة أن مرضى ضمور المخ يقترب عددهم من 30 ألفًا، كما أن الطفل الذى يصاب بهذا المرض يكلف أسرته آلاف الجنيهات وفى النهاية لا جدوى من هذا العلاج. وصدر توجيه من رئيس الوزراء لوزير الصحة بأن يتم الاهتمام بهؤلاء المرضى وتخصيص مراكز متخصصة لهم من أجل تخفيف المعاناة عليهم. المصادر قالت إن وزير الصحة كلف الدكتور محمد شوقى رئيس قطاع الطب العلاجى بالوزارة بأن يتولى هذا الأمر، ويضع تصورًا كاملًا بالمستشفيات التى يمكن تخصيص مراكز متخصصة لعلاج المرضى بها وبالفعل حددها شوقى بعد عودته من موسم الحج. من بين المستشفيات التى اختارها مستشفى «أم المصريين بالجيزة، والشيخ زايد آل نهيان بالقاهرة، والمنيا العام بالمنيا، وأسوان العام بأسوان، وبورسعيد العام ببورسعيد، وكفر الدوار بالبحيرة، والمنصورة العام بالدقهلية». أضاف أن مرض ضمور المخ خطير لأنه يصيب الأطفال فى أعوامهم الأولى، وتزداد الخطورة بسبب عدم توافر آليات العلاج فى مصر، سواء أماكن مجهزة بالمستشفيات أو الأدوية المناسبة، أو حتى الكوادر الطبية ذوو الخبرات الواسعة، التى تستطيع تشخيص الحالة بسهولة وسرعة، خاصة أن أعراض ضمور المخ تتداخل مع أمراض كثيرة أخرى. جولات الأهالى على مستشفيات القطاع العام يحكى عنها هاشم محمد أحد أهالى مركز الصف بجنوبالجيزة، والذى أصيبت ابنته التى تبلغ 4 سنوات بضمور المخ وحتى الآن غير قادرة على الحركة ولا الحديث». يقول الرجل ل«الصباح»: «منذ عامين ونحن نتجول بها على المستشفيات المختلفة أملًا فى علاجها، فضلًا عن الذهاب إلى العديد من عيادات الأطباء الخاصة، لافتًا إلى أن أنفق ما يقرب من 60 ألف جنيه خلال السنوات الماضية، على الأدوية والأشعات وجلسات العلاج الطبيعى، وأخيرًا لم نجد أملًا فى علاجها». وأضاف أن كل ما يحتاجونه هو توفير مراكز قريبة من محل إقامتهم لعمل جلسات العلاج الطبيعى بها، فضلًا عن صرف الأدوية بالمجان نظرًا للحالة المادية الصعبة التى تمر بها الأسرة. حاليا تضر الأسرة الذهاب بابنتهم إلى الحوامدية جنوبالجيزة، 3 مرات فى الأسبوع لعمل جلسات علاج طبيعى، وهذا بسبب عدم توافر مراكز تابعة لوزارة الصحة قريبة من المركز، لافتًا إلى أن العيادات الخاصة تقوم بعمل جلسات علاج طبيعى للطفلة من أجل أن تقدر على تحريك ذراعيها، خوفًا من أن تصاب بشلل فيها. من جانبها كشفت الدكتورة ناجية فهمى استشارى المخ والأعصاب للأطفال بكلية الطب جامعة عين شمس ل«الصباح»، أن أسباب الإصابة بضمور المخ كثيرة، منها نقص الأكسجين أثناء الولادة، سواء كانت متعسرة أو أصيبت الأم بنزيف رحمى قبل وأثناء الولادة، ما يؤدى إلى نقص الدم والأكسجين الذى يغذى الجنين فيؤثر على المخ، كما ينتج مرض ضمور المخ للأطفال عن السقوط، والخبطات الدماغية، إلى جانب بعض الأمراض الوراثية. يتسبب مرض ضمور المخ فى حالات صرع وإعاقات لدى الأطفال بحسب الطبيبة؛ خاصة أنه يصيب خلايا المخ بالقصور فى الأداء الوظيفى بمراحل النمو الأولى، ويتسبب فى عجز وظيفى لأعضاء الجسم، ما يؤدى إلى شلل دماغى، وتصلب فى مجموعات العضلات أو ليونتها بصورة كبيرة، تجعل الطفل غير قادر على الجلوس.