لقاء سرى بمقر «النور» بمدينة نصر.. ومنع عضوات المحافظات الأخرى 8 ساعات فترة اللقاء.. ومرشدات استقبال لتجنيد الحضور.. ومصدر: الهدف خلق ظهير للدعوة بالعاصمة داخل مقرها على أطراف بمدينة نصر، تحديدًا بشارع أفريكانو، عقدت الدعوة السلفية فى واحدة من لقاءاتها النادرة مع نساء الدعوة، من خلال ندوة دينية حملت عنوان «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والمصالح والمفاسد». إلى هذا الحد يعد الأمر طبيعيًا، ولكن المثير للجدل أن اللقاء كان مقصورًا على نساء الدعوة بالقاهرة فقط مع التشديد على عدم حضور أى من نساء الدعوة بالمحافظات الأخرى، وهو الأمر الذى أثار الارتياب، ليس فقط لأن الدعوة السلفية نادرًا ما تمارس أى فاعلية بالقاهرة، ولكن لأنها اختارت أن تكون تلك الفاعلية بالتحديد للنساء، ونساء القاهرة فقط وهن الفصيل الذى لا تعرف عنه الدعوة الكثير، لعدم وجود تواصل فعلى معه، لكونها تركز فقط على الإسكندرية. بدأ الأمر عندما قامت الدعوة بالإعلان عن ندوة، حيث كتب أعلى الإعلان الذى كان يوزع فى حدود ضيقة «دعوة خاصة لحضور لقاء الأخوات بالقاهرة»، التى تخضع لعدد من شيوخ السلفية غير المنتمين للدعوة أمثال؛ محمد حسان ومحمد حسين يعقوب، وغيرهما من مجموعة القاهرة التى لا ترضى بأن تشاركهم دعوة إسكندرية فى «سبوبة» مساجد القاهرة. وشددت الدعوة فى إعلانها على حضور المتزوجات، وهو الأمر الذى يرتبط بموضوع الندوة التى كان يحاضر بها الدكتور أحمد حمدى، حيث خُصصت لمناقشة كتاب (المصالح والمفاسد) للشيخ السلفى محمود عبدالحميد. كان اللقاء، الذى عقد الجمعة الماضية، غريبًا، حيث كان الدخول لغير السلفيات بالقاهرة أمرًا مستحيلًا، فعلى باب مقر حزب النور البعيد عن الأعين ما يشبه الأمن مهمته التأكد من هوية كل سيدة ورؤية بطاقتها وتقديم نفسها باسم زوجها الذى يشترط أن يكون مسجلًا لدى الدعوة وإلا يرفض السماح لها بالدخول. داخل الحزب كانت هناك قاعة للمحاضرة جلست بها السيدات، حيث لم يكن التواجد كبيرًا، ولكن اللافت هو وجود عضوات تابعات للدعوة كن حريصات على التودد للنساء، حيث استقبلهن من أمام باب الحزب بعدما تم التأكد من هوية النساء وأنهن زوجات لأعضاء بالدعوة، ثم بدأن فى التحدث معهن قبل بدء موعد اللقاء، كذلك الأمر خلال فترة الراحة ما بين المحاضرة والنفاش، فقد فتحت الدعوة أبواب النقاش للمرة الأولى وسمحت بالأسئلة والتواصل مع المحاضر. فيما تم جميع بيانات السيدات اللاتى شاركن فى اللقاء الذى استمر لمدة 8 ساعات، الأمر الذى اتضح فيما بعد أنه تمهيد لإنشاء «ملف» لكل واحدة، لتحديد طرق استفادة الدعوة منها خلال الفترة المقبلة. ومن جانبه، كشف مصدر بحزب النور أن هذا اللقاء جاء بعد مباحثات لشيوخ وقادة الدعوة، انتهت إلى ضرورة اختراق القاهرة التى تعد الدعوة السلفية بعيدة كل البعد عنها، لتكوين ظهير قوى يقترب من النموذج الذى كونته الدعوة بالإسكندرية، خاصة بعد أن باتت الساحة خالية بعد اختفاء الإخوان من مساجد القاهرة، وكذلك ابتعاد شيوخ السلفية بالقاهرة عن المشهد. أضاف المصدر «الدعوة السلفية بالإسكندرية حرصت منذ أكثر من 5 سنوات على الاستعداد لأى أحداث سياسية محتملة قد تضعها فى قلب المشهد السياسى الذى فشلت محاولاتها فى اختراقه رغمًا عن توظيف العديد من إمكانياتها لتحقيقه». وعن التواصل مع نساء الدعوة بالقاهرة، قال المصدر «الإسكندرية تختلف عن القاهرة بالنسبة للدعوة السلفية فهى منشأ الدعوة، ومهما كان التأثير الذى نتج عن دخولها الساحة السياسية، إلا أنها لا تزال ذات ثقل بها، أما القاهرة فالدعوة لا علاقة لها بها من الأساس، وقد أثبت العنصر النسائى أنه أكثر فاعلية فى الأحداث المهمة، لذلك قررت الدعوة التواصل مع هذا العنصر المهمل بها، كونه يمثل أيضًا أداة لدخول كل منزل ونشر الفكر السلفى به». وعن النساء اللاتى استقبلن المشاركات فى اللقاء، أفاد المصدر «جئن من الإسكندرية وكان دورهن مساعدة النساء والتواصل معهن خلال فترة اللقاء، مع البحث بينهن عن شخصيات يمكن تحويلها لكوادر سياسية بالحزب أو الأنشطة التى تقوم بها الدعوة، وتحديد من يمكن التعاون معها وتحويلها إلى داعية تمهيدًا لإعطاء دروس دينية بالمساجد بالقاهرة وتوزيع كتيبات الدعوة التى لا يعرفها أحد هنا داخل المساجد والتعريف بها». وحول عدم السماح لأى من نساء الدعوة من المحافظات الأخرى للمشاركة قال المصدر «هو ليس منعًا بالمعنى الحرفى للكلمة، وإنما حتى لا تعتقد نساء الدعوة بباقى المحافظات أن الدعوة تخصهم فيأتون، هذا بخلاف أن الدعوة ترغب فى معرفة نسائها بالقاهرة، وليس القاهرة فقط، وإنما جميع المحافظات الأخرى»، منوهًا إلى أن الدعوة تسعى أيضًا للاستعانة بكوادر نسائية بحزب النور لتفعيل دوره بالقاهرة، حيث إن نشاطه شبه متوقف ولا يقوم بأداء أى دور مما يجعله فى القاهرة غير متواجد، وهو الأمر الذى يؤثر على مدى ثقله أمام التيارات الأخرى». وعن سبب الإقدام على تلك الخطوة الآن، قال المصدر «ليست المرة الأولى التى تحاول الدعوة فيها اختراق مجتمع القاهرة، ولكن كل مرة كانت تقابل بالصدامات، وفى بعض الأحيان كانت تنتهى اللقاءات بمشاجرات بين الحضور، خاصة مع تسلل عناصر غير تابعة للدعوة كانت تشارك بالنقاش وتثير القلق داخل القاعة»، لذلك تم التأكيد على عدم حضور أى شخص لا ينتمى للدعوة، وأن يلتزم الجميع بالأدب حتى لا تتكرر الخلافات».