شهد الأسبوع الماضى العديد من التصريحات حول جزيرتى «تيران وصنافير»، أدلى بها خبراء عسكريون واستراتيجيون ودبلوماسيون، بينما لم يستمع أحد للمرشدين السياحيين الذين أفنوا حياتهم على أرض الجزيرتين، بصحبة الوفود الأجنبية التى كانت تصل إليهما. المرشد السياحى نجيب فايز المتخصص فى الإرشاد السياحى للمنطقة الجنوبية، أكد أن الجدول الدائم للسياحة فى تلك المنطقة كان يتضمن زيارة لشاطئ جزيرة تيران للغوص والسباحة، بعد الانتهاء من زيارة محمية رأس محمد مشيرًا إلى أنه لم يكن يتوقع أن تقم السعودية باستردادهما أبدًا لأنهما جزء سياحى مهم لمصر. وأضاف «نجيب» قائلًا: «هناك 3 أماكن للغطس حول جزيرة تيران ولا تمانع الأجهزة الأمنية فى الذهاب إليها، لذلك كنا على يقين أن الجزر مصرية. وتابع: أعتقد أن الجزيرتين تيران وصنافير تم إهداؤهما لمصر فى عهد المملكة العثمانية من قبل الملك سعود مؤكدًا أن منذ سنوات عدة كان يقوم بالإرشاد والتعريف بالجزيرتين على أنهما كانا ملكًا للمملكة العربية السعودية وأهديا لمصر. وأضاف أن الجدول الدائم للرحلات إلى الجزيرتين كان يجرى يوميًا من خلال رحلة بالموتسيكلات لمدة ساعتين فى الصحراء والتوقف عند إحدى الأسر البدوية فى شرم الشيخ وتناول الخبز البدوى والمشروب الساخن على الفحم ثم الرجوع للفندق، وفى اليوم التالى كان المرشدون يذهبون مع السياح فى رحلة لمدينة دهب بالسيارات الجيب بمدينة شرم الشيخ، ومن ثم إلى منطقة الكانيون الملون والمحمية الطبيعية الشهيرة بلو هول منها إلى سانت كاترين وبئر موسى وحجرة الجماجم. ولفت إلى أنه فى اليوم الثالث كان يتم الذهاب مع السياح إلى محمية رأس محمد لمشاهدة الشُعب المرجانية والأسماك الملونة المختلفة، وكانت تلك الرحلة تليها زيارة لجزيرة تيران للغوص والسباحة. وقال نجيب إن الرحلة لجزيرة تيران كانت تكلف 150 جنيهًا فقط ولا تستغرق دقائق باليخت من شاطئ شرم الشيخ إلى الجزيرة. واستطرد نجيب أن جزيرة تيران كانت تعتبر أحد أهم المواقع السياحية للغطس بالإضافة إلى إمكانية السير بالمركب على امتداد مضيق تيران المؤدى إلى جزيرة تيران وصنافير لاكتشاف أجمل أماكن وأجمل الشُعب المرجانية فى هذه المناطق. أما إبراهيم حماد المرشد السياحى بمدينة شرم الشيخ، فأوضح أن جزيرة تيران قد تبدو أقرب لمصر من المملكة السعودية، ولكن المياه بين الجزيرة والمملكة ضحلة وليست عميقة، بينما يزداد العمق بين الجزيرة وشرم الشيخ، مما يدل على أن الجزيرتين متصلتان بالأرض السعودية أكثر من اتصالها بالحدود المصرية. وأكد «حماد» أن حركة السياحة لجزر تيران وصنافير تقتصر على الغطس ولمدة ساعات محددة من الثامنة صباحًا إلى الرابعة عصرًا، مشيرًا إلى أن القوات المصرية من حرس الحدود وقوات حفظ السلام يمنعان النزول على أرض الجزيرتين إلا بتصريح من الجيش المصرى. وتابع قائلًا: «كمرشدين سياحيين كنا نعلم أن الجزر ليست ملكًا لمصر وإنما الجيش المصرى كان وصيًا عليها، وأن ممر الملاحة عبر مضيق تيران هو الوسيلة الوحيدة عبر خليج العقبة لوصول السفن إلى الأردن وإسرائيل. وفيما يتعلق بالعائد المالى من السياحة للجزيرتين قال إبراهيم إن الغطس فى مصر وفى شرم الشيخ يتواجد فى عدة أماكن وليس بالضرورة جزيرة تيران وبالتالى فإن العائد المالى من مثل هذه الرحلات يمكن أن يأتى من رحلات فى أماكن أخرى بمصر. وأكد إبراهيم أن الجزيرتين نائيتان تمامًا من السكان أو المنتجعات ولا يوجد فيهم سوى ثكنة صغيرة للجيش المصرى وقوات حفظ السلام الدولية. أما محمد. س المشرف على القطاع السياحى بفندق «تيران إيلاند» المقابل للجزيرة، فقال إنه منذ تطوير مدينة شرم الشيخ وبناء الفنادق على الساحل المقابل للجزيرتين، تقوم شركات السياحة بإضافة الجزيرتين إلى البرامج الترفيهية. وأضاف: «نتساءل الآن عن مدى تأثير الجسر البرى المزمع مده بين مصر والسعودية على شرم الشيخ، نظرًا لاختلاف عادات المملكة عن مصر، وإذا ما كان ذلك سيتسبب فى نقل قوانين معينة إلى مصر تحترم تقاليد الجانب السعودى أم سيبقى الوضع على ما هو عليه». وأشار إلى أن التخلى عن جزيرة تيران لا يضيف ولا ينقص من مصر، خاصة أن إيجابياته يمكن أن تكون أكثر من سلبياته التى يتحدث عنها الجميع، متمنيًا أن يضيف هذا الأمر للسياحة المصرية التى تعانى من العجز منذ سنوات بعد الثورة المصرية.