-جهاز الأمن الوطنى أسس وحدة جديدة لملاحقة العائدين من سوريا -500 إرهابى منهم تركزوا على حدود السودان والباقون على حدود ليبيا -المصريون يحتلون الترتيب الخامس فى مقاتلى سوريا بعد العراقيين والليبيين والتوانسة والأتراك ما زال ملايين المصريين يشعرون بالقلق بشأن الأيام المقبلة وما قد تشهده من عمليات إرهابية تفتك بأبنائهم ومستقبل البلاد عموماً، لأن جماعة «الإخوان» الإرهابية لن تصمت بعدما فشلت كل وسائل التصعيد التى لجأت إليها، سواء عبر التظاهرات أو التفجيرات أو تعطيل العمل اليومى، بفضل القبضة الأمنية الحديدية والملاحقة المستمرة لجماعات العنف المسلح من جانب قوات الجيش والشرطة. الأيام القليلة الماضية شهدت هدوءاً نسبياً وتوقّفاً للعمليات الإرهابية إلى حد ما، باستثناء مقتل ضابطى شرطة وجيش فى مدينة السادس من أكتوبر والإسكندرية حتى منتصف الأسبوع الماضى، حيث انسحبت جماعة أنصار بيت المقدس من المشهد، بينما توقع مراقبون أن تلجأ جماعة الإخوان إلى تنويع وسائل العنف والحشد، مع فتح العلاقات مع الجماعات الإرهابية المتطرفة المختلفة، معتبرين أن الموت فى تلك المظاهرات الدامية جهاد فى سبيل الله. الأجهزة الأمنية بعد ثورة 30 يونيو أصبحت تتعامل مع الإخوان بنوع من الحسم والقوة لإجهاد مخططاتهم لإدخال البلاد فى آتون من العنف والدماء، حيث اقترحت بعض الأصوات عودة جهاز أمن الدولة المنحل، من أجل الاستعانة بخبراته للسيطرة على الجماعة، أو على الأقل ابتكار منظومة أمنية جديدة لمكافحة إجرام الجماعة التى تحاول بأى طريقة العودة للحياة فى مصر. وبحسب معلومات حصلت عليها «الصباح» فإن أجهزة الأمن المصرية تستعد فى الوقت الحالى لإنشاء وحدة أمنية جديدة داخل جهاز الأمن الوطنى تسمى «وحدة متابعة ورصد تحركات المجاهدين العائدين من سوريا»، فى ضوء المعلومات التى توافرت لهم عن وجود أكثر من 2000 عنصر إرهابى غادروا سوريا مؤخراً ووصلوا إلى ليبيا بالقرب من الحدود المصرية، ونحو 500 آخرين وصلوا إلى السودان. تقارير الأجهزة الأمنية أكدت أن عددا من هؤلاء العناصر تم تدريبهم داخل معسكرات بمرسى مطروح وقت حكم جماعة الإخوان قبل تسفيرهم للقتال فى سوريا، وتولى الإشراف على تدريبهم عناصر أمنية من تركيا وبعض العناصر الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة والجماعة الإسلامية، وهذه المعسكرات أشرف عليها القيادى المحبوس حازم أبواسماعيل، والقيادى المحبوس صفوت حجازي. على الصعيد ذاته، كشف عدد من التقارير لمراكز دراسات مصرية، منها مركز الجمهورية لدراسات الإرهاب، أن المقاتلين حالياً فى سوريا ضد الجيش السورى النظامى ينتمون لما يقرب من 54 دولة عربية وأجنبية، وتتصدر العراق المركز الأول فى عدد المقاتلين الأجانب بسوريا، ثم جاءت ليبيا فى المركز الثانى، وتونس فى المركز الثالث ثم تركيا فى المركز الرابع، ومصر فى المركز الخامس بنحو 3500 عنصر مقاتل هناك. من جانبه قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن المصريين العائدين من الجهاد فى أفغانستان والذين تم تدريبهم على حرب العصابات يشكلون خطورة إجرامية كبرى على مصر، خاصة أن لديهم فكرا تكفيريا، وسبق أن ذهبوا للقتال فى دولة أخرى، وكل منهم لا يخشى أن يموت مقتولا لأنه يعتبر ذلك جهاداً ضد الكفار، وعلى الجهات الأمنية متابعته لحظة بلحظة لأنه فى حال عودته سيعتبر بمثابة قنبلة موقوته تمشى على الأرض. نور الدين قال إن «وحدة مكافحة العائدين من سوريا» تعمل على متابعة العائدين من الجهاد المسلح ومن أرض المعارك الطاحنه، وطريقة عملها هى تتبع تحركات الإرهابيين فى الخارج والداخل عن طريق إدارة الجوازات التابعة لوزارة الداخلية، حيث يتم جمع أكبر قدر من المعلومات حول الشخص المتحرى عنه، وأيضا يتم تتبع أسرته ومراقبتهم لمعرفة ما إذا تواصل معهم أم لا. وأوضح اللواء نور الدين، أن هناك بروتوكولات دوليا لمحاربة الإرهاب تعد مصر طرفاً فيه، والأجهزة الأمنية فى مصر لأنها تعد الأقوى، وتساعد الدول المجاورة ما إذا احتاجوا شيئاً، منوهاً إلى أن «الإنتربول» لا يقوم بمساعدة أى دولة إلا بعد صدور حكم قضائى نهائى ضد الشخص المراد تسليمه. بدوره، قال اللواء رضى يعقوب مؤسس مجموعة مكافحة الإرهاب الدولى، إن كل المصريين الذين سافروا إلى سوريا انضموا للميلشيات الإسلامية مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها لمحاربة الجيش النظامى السورى، ولذلك يتم متابعتهم أمنيا وتفاصيل علاقاتهم بتلك الميليشيات المسلحة، منوهاً على أن تلك الوحدة تم تشكيلها داخل جهاز الأمن الوطنى على غرار وحدات النشاط الطلابى والنشاط الإعلامى ومكافحة التشيع والصهيونية، خوفا من الخطر المحتمل وقوعه على المصريين عند عودة هؤلاء الجهاديين من سوريا، خاصة أنهم يخططون لإحداث قلاقل فى الدولة، بعد أن تم تدريبهم على أعلى مستوى فى معسكرات تشبه معسكرات التدريب داخل كليات الحربية والشرطة، مضيفاً أن لديه معلومات بأن أجر الجهاديين فى سوريا فى اليوم الواحد «يوميته» تبلغ 100 دولار، وفى حال وفاته يتم دفع تعويض لورثته يقدر ب750 ألف دولار، تدفعهم دول مثل قطروتركيا والتنظيم الدولى للإخوان.
وأوضح اللواء يعقوب، أن هناك وحدة تحت مسمى «وحدة مكافحة الإرهاب» داخل مجلس الأمن يترأسها السفير المغربى محمد لولشتى، وتأخذ قرارات حاسمة يتم تطبيقها لمساعدة الدول فى مكافحة الإرهاب، حيث تعد جزءا من منظومة مجلس الأمن، ويجب استغلال ذلك فى الدفع بمحاولات لجعل جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا داخل مجلس الأمن، وهذا سيوفر علينا كثيراً، فسيتم اعتقال المنتمين لهم فى الداخل والخارج ومحاكمتهم والتحفظ على أموالهم، مؤكداً على أن السبب فى تسفير كل هؤلاء المصريين للجهاد فى سوريا هو الرئيس المعزول محمد مرسى، عندما دعا للجهاد فى سوريا خلال مؤتمر «نصرة سوريا» بالصالة المغطاة، وكان بصحبته صفوت حجازى الذى كان مشرفا على سفر الإخوان إلى هناك.