صلاحياته تتخطى المرشد نفسه.. ومهمته الإبقاء على الأوضاع كما يراها التنظيم السرى أنشأه «القطبيون» للسيطرة على الجماعة.. ويحافظ على بقاء التنظيم بأى ثمن سامح عيد: عددهم 500 نقيب الآن يقودهم حسام أبو بكر لتدمير كل ما هو ضد الإخوان محمد الشريف: «النقباء» اعتمدوا خطة الفوضى والدم للحفاظ على الجماعة الخرباوى: التنظيم السرى انفرد بقيادة الجماعة بوفاة التلمسانى.. و«النقيب» مخبر على أفراد الإخوان تعتبر جماعة الإخوان المسلمين السرية هى عمودها الفقرى، والعمل تحت الأرض.. الغريب أن الجماعة تحتكر الأسرار عن أعضائها أنفسهم، ومنهم منصب «النقيب» الذى نلقى عليه الضوء الآن.. منصب سرى غامض لا يعرفه إلا قادة التنظيم الخاص فقط دون أعضاء الجماعة، منصب بدأت فكرته داخل زنزانة سيد قطب فى السجن الحربى فى منتصف الستينيات، برفقة الحاج مصطفى مشهور، الرجل الذى أشرف بنفسه على تنفيذ فكرة «النقباء». بعدها فى السبعينييات، وفى أحد اجتماعات مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين فى المقر القديم بالمنيل، فوجئ عمر التلمسانى المرشد العام وقتها، فى بداية الاجتماع بعدم إدراج طلبه الخاص بتعيين د.عبدالمنعم أبو الفتوح فى مكتب الإرشاد لخلو أحد المقاعد بالوفاة. التلمسانى وجه كلامه إلى الأمين العام وقتها الحاج مصطفى مشهور، وتساءل بغضب: لماذا لم يتم إدراج طلبه فى جدول الاجتماع؟، وفور انتهاء الاجتماع، وانصراف أعضاء المكتب، طلب التلمسانى من مشهور الانتظار، وقام بتعنيفه على عدم إدراج رغبة المرشد العام فى جدول أعمال الاجتماع. وجاء رد مشهور لينزل كالصاعقة على رأس التلمسانى.. حيث استدعى عامل الضيافة.. وسأله: لو أعطاك فضيلة المرشد أمرا، وأعطيتك أنا أمر آخر.. فأيهما تنفذ؟ رد العامل «أمر سيادتك طبعا يا حاج مصطفى»، حينها أدرك عمر التلمسانى بقوة وسطوة القطبيين على أمور الجماعة. وظهر الأمر واضحا للكافة فور انتهاء انتخابات مكتب الإرشاد للجماعة فى 2010، التى أسفرت عن خروج أعمدة التيار الإصلاحى فى الجماعة مثل د.عبدالمنعم أبوالفتوح، ود. محمد حبيب، النائب الأول للمرشد العام، وغيرهم، ونجاح مرشحى التيار المتشدد، وكانت هناك قائمة ممهورة بتوقيع محمود عزت تم توزيعها على أعضاء مجلس شورى الإخوان، تتضمن أسماء 9 مرشحين، وتركت القائمة 6 أسماء لحرية الاختيار على ألا يتضمن فيها اسما عبدالمنعم ابوالفتوح ومحمد حبيب. وظل التساؤل يدور بين المتخصصين فى شئون الجماعة، حول سطوة وقوة التيار القطبى داخل الجماعة، إلى الحد الذى يمكنهم من تمرير أى قرار دون موافقة المرشد العام نفسه. وجاء إلقاء القبض على محمد بديع، المرشد العام، ونائبيه خيرت الشاطر، ورشاد بيومى، وهروب النائب الثالث محمود عزت إلى غزة، ليزيح الستار عن المنصب السرى الذى ابتدعه التنظيم السرى، والذى من خلاله استطاعوا السيطرة على كافة أمور الجماعة. «النقيب».. المنصب الأهم داخل جماعة الإخوان، والذى ظل سرا لا يعرفه إلا قادة التنظيم الخاص فقط دون أعضاء الجماعة، منصب بدأت فكرته داخل زنزانة سيد قطب فى السجن الحربى، برفقة مصطفى مشهور، الذى أشرف بنفسه على تنفيذ الفكرة، بمساعدة محمود عزت، ومهدى عاكف. تتعدد مهام «النقيب» بين التجسس، والتخابر، وكتابة التقارير، وإشاعة الفوضى، وحشد الجماهير، وتصل إلى تنفيذ أوامر القتل والاغتيال، أما عن صفاته فأهمها على الإطلاق «الولاء التام، والسمع والطاعة» لقيادات التنظيم السرى فقط. خطورة المنصب السرى يصفها محمد الشريف ابن الجيل الأول لتنظيم الإخوان ورفيق مصطفى مشهور.. حيث قال: «النقيب» هو صانع المرشدين على مدار تاريخ الجماعة، بعد وفاة مؤسسها حسن البنا، هو المكلف بالقيام بأعمال غير مشروعة، ولا يقدر عليها إلا من وصل لمرحلة من القناعة، بأن الجماعة لا يقام لها قائمة إلا بقتل كل معارضيها. وأضاف الشريف: غالبا لا يصل «النقيب» إلى مناصب عليا داخل الجماعة، فهو ليس فى حاجة إليها، خاصة أنه المتحكم الأول فى كل القرارات، بل هو صانع القرار، فوظيفته تكمن فى الحفاظ على استمرار تنظيم الإخوان مهما بلغت الصعوبات التى تواجهه، وعلى مدار تاريخ التنظيم لم يصل «النقيب» إلى رئاسة مكتب الإرشاد، إلا ثلاثة مرات فقط، الأولى عندما تولى الحاج مصطفى مشهور منصب المرشد العام، وكان يشغل قبلها منصب رئيس «النقباء» داخل التنظيم السرى، والمرة الثانية بتولى مهدى عاكف، وجاء القبض على المرشد الحالى ونوابه، ليكون د. محمود عزت ه? النقيب الثالث، الذى يتولى منصب المرشد العام. وأكد الشريف أن تولى عزت منصب المرشد، يعتبر انتحار للجماعة، خاصة أن عزت يميل إلى العنف فى حل مشاكل الجماعة، وبالتالى لن يتوقف مسلسل الدم المستمر فى الشارع حاليا، إلا بالقبض على كل «النقباء» على مستوى الجمهورية. وحول المهام الحديثة ل«النقيب» وكيفية تجهيزه للمنصب وصلاحياته، صرح سامح عيد المنشق عن تنظيم الإخوان، قائلا: دائما ما كانت تحركاتنا داخل الجماعة وخارجها مرصودة، لدرجة أن اجتماعتنا كانت تنقل بكل تفاصيلها إلى أعضاء التنظيم السرى، ولم نكن نعلم أن هناك منصبا داخل الجماعة مهمته مراقبة كل أعضاء الجماعة، وكتابة التقارير عن نشاطاتهم، وتقديمها إلى دائرة مغلقة داخل مكتب الإرشاد مكونة من محمود عزت، ومحمود حسين، ومهدى عاكف، ورشاد البيومى، وحسام أبو بكر، وخيرت الشاطر، وهم أعضاء التنظيم السرى. شروط النقيب ويشرح سامح عيد كيفية اختيار «النقيب»، فهذا المنصب لا يتم الترشح له، فقط يتم انتقاء الشخص بناءً على معايير صارمة، يحددها أعضاء التنظيم السري، أولها قضاء فترة طويلة داخل التنظيم, وأن يكون على دراية بكل أعضاء التنظيم، أو غالبيتهم على الأقل، وأن ينفذ أى تكليفات على أكمل وجه، مهما كلفه ذلك من متاعب وصعوبات، لذا فهو شخص يتمتع بثقة كبيرة من قبل القيادات، وصلاحياته ليس لها حدود تتخطى فى بعض الأحيان صلاحيات المرشد نفسه، فهو صانع القرار الفعلى داخل التنظيم. ويختتم سامح حديثه بعدد «النقباء» وصلاحياتهم، قائلا: ليس بالضرورى أن يصل «النقيب» إلى مكتب الإرشاد، فالأهم هو عضويته فى المكاتب الإدارية فى المحافظات، ويبلغ عدد النقباء ما بين 300 إلى 500 نقيب داخل التنظيم، منتشرين فى أنحاء الجمهورية وهم غالبا ما يكونون رؤساء لبعض «الشعب» أو رئيس المكتب الإدارى للتنظيم بالمحافظة، ومهمته الرئيسية الإبقاء على الأوضاع كما يراها التنظيم السرى. وعن أشهر «النقباء» فى تاريخ جماعة الإخوان، أكد مصدر مقرب من الجماعة، أن مصطفى مشهور، ومهدى عاكف، ومحمود عزت، وخيرت الشاطر، من أهم «النقباء» فى تاريخ الجماعة، وأكثرهم عنفا ودموية. ويضيف المصدر قائلا: يرأس لجنة النقباء فى الوقت الحالى حسام أبوبكر عضو مكتب الإرشاد ومسئول المكتب الإدارى فى القاهرة، ومهمتهم حاليا تقتصر على تدمير كل ما هو ضد جماعة الإخوان، فتحركات «النقباء» على مستوى الجمهورية تؤكد وجود اتصالات مباشرة مع جماعات إرهابية مسلحة، لتنفيذ هجمات ضد الجيش والشرطة. و«النقيب» يرسم الخطط لمنفذى الهجمات الإرهابية، ويحدد الأشخاص المراد تصفيتهم، إضافة إلى حشد الجماهير، وتنظيم المسيرات، ورسم خطوط السير، لهذا حرصت قيادات التنظيم السرى على توطيد العلاقات بين «النقباء» وبين الجماعات المسلحة، لتيسير التواصل معهم وقت الأزمات، بالإضافة إلى التواصل مع المرشد الحالى محمود عزت عن طريق حسام أبوبكر رئيس «النقباء». وتابع المصدر: هناك «نقباء» خارج مصر يقومون بمهام التخابر على الدول التى يعملون بها، عن طريق المؤسسات التى يشغلون فيها مناصب عليا، وتسهيل عقد الصفقات بين الإخوان فى مصر ورجال الأعمال على مستوى العالم. أما عن دور «النقيب» فى اختيار المرشد الجديد، فقد صرح مصدر إخوانى مقرب من مكتب الإرشاد أنه بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى اجتمعت لجنة من «النقباء» بقيادة حسام أبو بكر، عضو مكتب الإرشاد، مع نائب المرشد محمود عزت، لمناقشة التقارير التى أعدها «النقباء» على مستوى الجمهورية، وكانت جميعها تحث على ضرورة تهريب أقدم أعضاء التنظيم السرى إلى خارج البلاد لقيادة الجماعة فى حال انهيار القيادة الحالية، إذا ما تعرضت للاعتقال أو للقتل، خاصة بعد التأكد من إغلاق جميع المعابر ورصد كل القيادات الإخوانية، وتم الاتفاق بالفعل على?ضرورة سفر نائب المرشد محمود عزت إلى قطاع غزة، وبالتالى كان اختياره، لقيادة التنظيم الفترة القادمة. واختتم المصدر حديثه، قائلاً: خلال العام الذى حكم فيه الإخوان الدولة، تعمد محمود عزت توظيف غالبية «النقباء» داخل مؤسسات الدولة الحساسة، ليتم تقديم تقارير عن تلك المؤسسات فيما بعد إلى حسام أبوبكر عضو الإرشاد، الذى يقدمها إلى مجموعة التنظيم السرى. من جانبه أكد ثروت الخرباوى، القيادى السابق بتنظيم الإخوان، أن التنظيم السرى للإخوان انفرد بقيادة الجماعة منذ أيام المرشد الراحل عمر التلمسانى، وكان يقود التنظيم السرى فى هذا الوقت مصطفى مشهور، بالتعاون مع مجموعة القطبيين الذين تتلمذوا على يد سيد قطب، أمثال محمود عزت وخيرت الشاطر ومحمد بديع، وعندما انفردت تلك المجموعة بحكم الجماعة كان لابد من وجود عيون لهم تراقب أعضاء الجماعة فى جميع المحافظات، للتأكد من خلو الجماعة من العناصر المتمردة والمفكرين وأصحاب وجهات النظر، وبالتالى تم تسمية تلك العناصر ب«النقيب» ل?كون أداة الجماعة التى تسيطر بها على التنظيم واستخدامهم فى الحشد والتعبئة الداخلية.