مع الاحتفال غداً ب«أحد السعف» أو «الشعانين» فما هو وكيف يحتفل به المصريين منذ القدم؟    حزب الاتحاد يوجّه جميع أعضاءه بالاستعداد لجلسات الحوار الوطني    البنوك تفتح الاعتمادات لتمويل مكونات إنتاج السيارات بالمصانع المحلية    إزالة 43 حالة تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالدقهلية    52 مليار جنيه حجم أرصدة التمويل متناهية الصغر بنهاية يناير 2024    خبراء: ضباط وجنود الاحتلال يسرقون الأسلحة من مخازن الجيش ويبيعونها للمقاومة    مفاجأة.. الكشف عن السبب وراء أزمة كلوب ومحمد صلاح المدوية    8 توجيهات من «تعليم البحيرة» عن امتحانات الفصل الدراسي الثاني.. تبدأ 8 مايو    بعد تصدر نجوى فؤاد التريند.. كم عدد زيجاتها؟    تعرف على أفضل 10 مطربين عرب بالقرن ال 21 .. أبرزهم الهضبة ونانسي والفلسطيني محمد عساف (صور وتفاصيل)    توقعات عبير فؤاد لمباراة الزمالك ودريمز.. مفاجأة ل«زيزو» وتحذير ل«فتوح»    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    الرئيس الفلسطيني يصل إلى الرياض للمشاركة في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي    الرضيعة الضحية .. تفاصيل جديدة في جريمة مدينة نصر    بعد جريمة طفل شبرا الخيمة.. خبير بأمن معلومات يحذر من ال"دارك ويب"    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    طارق يحيى مازحا: سيد عبد الحفيظ كان بيخبي الكور    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب النسخة العاشرة    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    أصالة تحيي حفلا غنائيًا في أبو ظبي.. الليلة    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    مدير «تحلية مياه العريش»: المحطة ستنتج 300 ألف متر مكعب يوميا    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    بدء أعمال المؤتمر السادس لرؤساء البرلمانات والمجالس النيابية العربية    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقبل جماعة الإخوان المسلمين على كف عفريت
"البنا" أسسها.. والهضيبى أعاد بناءها.. والتلمسانى شهد عصر الانفتاح.. ومشهور رفض بيعة مبارك.. وعاكف حصد 88 مقعدًا فى البرلمان.. وبديع ضيع الجماعة

* عبد الحليم: بديع نهاية التيار القطبى ومستقبل الجماعة فى يد الإصلاحيين
* الهلباوى: القبض على بديع ضربة قوية وانهيار حقيقى للجماعة
* سلطان: سقوط المرشد لا يعنى سقوط الجماعة لأنها تدار بطريقة لا مركزية
قال الدكتور أحمد أبو ستيت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمتخصص فى تاريخ الحركات الإسلامية، إن القبض على الدكتور محمد بديع المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان المسلمين، يعتبر انتهاءً وطيًا لصفحة التيار القطبى داخل جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن مستقبل الجماعة سيصبح فى يد التيار الإصلاحى الجديد، بعد أن فشل التيار القطبى فى مهمته.
وأكد أن الدكتور محمد بديع ومهدى عاكف وخيرت الشاطر ومحمود عزت ومعظم قيادات مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة، ينتمون إلى مدرسة التيار القطبى التى تؤمن وتتمسك بمبادئ الإمام سيد قطب مفتى الجماعة الراحل، وهى نفس المدرسة التى اصطدمت بالزعيم جمال عبد الناصر وتسببت فى حل وتصفية الجماعة عام 1954.
وشدد أبو ستيت على أن التيار الإصلاحى داخل جماعة الإخوان المسلمين، وهو الجيل الثالث للجماعة هو الذى سيتولى قيادة الجماعة خلال الفترة القادمة، وقد يلجأ إلى الاستعانة بخبرات عدد من القيادات المعزولة من جماعة الإخوان، وفى مقدمتهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور كمال الهلباوى والدكتور محمد حبيب ومختار نوح وثروت الخرباوي.
ومن جانبه، قال الدكتور كمال الهلباوى عضو التنظيم الدولى والقيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين، إن القبض على الدكتور محمد بديع يعتبر ضربة قوية للجماعة من الناحية التنظيمية والجماهيرية والأخلاقية، ويعتبر انهيارًا حقيقيًا للجماعة.
وشدد الهلباوى على أن أكبر سقطة ارتكبها الدكتور محمد بديع كانت فى قرار هروبه واختبائه أسفل الجراجات والعمارات بطريقة لا تليق بمكانة المرشد العام للجماعة، وكان أولى به ألا يغادر مكتبه حتى ولو تم القبض عليه داخل مكتبه، لأن ما اقترفه بديع لم يقترفه مرشد سابق فى تاريخ الجماعة.
وأشار إلى أن بديع وقع فى أخطاء أدت إلى توريطه وتوريط جماعة الإخوان المسلمين فى جرائم القتل والعنف التى شهدتها مصر مؤخرًا، وذلك من خلال خطبه التحريضية على العنف وصمته على خطب العنف والإرهاب فى رابعة العدوية ورفضه الخروج على الشعب والاعتذار لهم عن سوء إدارة البلاد كخطوة إيجابية لمصالحة الشعب وتهدئة الرأى العام، وأخيرًا رفضه تقديم استقالته هو ومكتب الإرشاد بعد فشله فى قيادة الجماعة والسقوط بها إلى الهاوية بعد الاصطدام العنيف بالمؤسسة العسكرية فى 30 يونيه 2013.
وأكد الدكتور كمال الهلباوى، أن الدكتور محمد بديع ينتمى للتيار القطبى الذى يعتمد على السرية وعدم الانفتاح والانغلاق عن الآخر، بل إن التيار القطبى يرفض مجرد الانفتاح على أعضاء الجماعة نفسها، وهو ما يخالف صحيح منهج الإمام حسن البنا الذى قال فى بعض رسائله: "يجب أن نصارح الناس بغايتنا وأن نجلى أمامهم منهاجنا وأن نولى إليهم دعوتنا فى غير لبس ولا غموض، أضوأ من الشمس، وأوضح من فلق الصبح، وأبين من غرة النهار".
وأضاف الهلباوى أن اختيار الدكتور محمود عزت كمرشد عام للجماعة طبقًا للائحة يعتبر خطأ كبيرًا، لأن عزت ينتمى لنفس المدرسة القطبية التى ضيعت مستقبل جماعة الإخوان المسلمين، متوقعًا أن يستمر المنهج القطبى داخل الجماعة حتى يجتمع الإخوان ويقرروا إعادة هيكلة الجماعة بعد كشف الأخطاء التى ارتكبها قادة التيار القطبى فى حق الشعب والجماعة، مشددًا على أن الشعب لن يقبل جماعة الإخوان المسلمين حتى تقدم اعتذارًا رسميًا للشعب، وتعلن فيه بصراحة ووضوح عن أخطائها فى حق نفسها، وفى حق مصر وشعبها، وتعلن فيه عن خطة جديدة لمستقبلها الدعوى والسياسي.
ومن جانبه، قال محمد موسى الباحث والمتخصص فى شئون الحركات والجماعات الإسلامية، إن القبض على الدكتور محمد بديع لن يكون له أى تأثير على التنظيم العام لجماعة الإخوان المسلمين، لأنها جماعة مؤسسية منظمة تدار بطريقة لا مركزية، حسب قوله.
وأضاف موسى أن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ليس هو الشخص الوحيد الذى يمسك كل خيوط الجماعة بيده، والدليل على ذلك أن الإمام حسن البنا عندما قتل لم تنته الجماعة ولم تندثر، رغم أنها كانت فى مهدها الأول، كما أن الجماعة تعرضت لأزمات وضربات قاتلة، ولكنها لم تتأثر كما حدث فى عهد عبد الناصر والسادات ومبارك.
وشدد موسى على أن جماعة الإخوان المسلمين تضم جيلين فقط لا ثالث لهما، الجيل الأول وهو جيل الإمام حسن البنا والذى انتهى بالفعل، ولم يعد له أى وجود وكان هذا الجيل يعتمد على الأسلوب الدعوى والاجتماعى فقط، وليس على الأسلوب الفكرى وهو منهج حسن البنا الذى كان يعتمد على نفسه كرجل دين ورجل تربية وكان يعتمد فى دعوته على مبدأ المعايشة ولم يكن مفكرًا ولم يترك نتاجًا فكريًا خلفه تعتمد عليه الجماعة، وذلك بعكس الشيخ سيد قطب الذى كان مفكرًا وترك نتاجًا فكريًا ضخمًا واعتمدت عليه الجماعة فى مشوارها، وأصبح بالفعل جيل "قطب" هو الحاكم والمسيطر على الجماعة.
وأكد الباحث الإسلامى أن التيار الإصلاحى داخل جماعة الإخوان المسلمين ليس له وجود أو أرضية حقيقية، ولكنها فرقعات إعلامية، ومصطلحات سياسية الغرض منها تفتيت الجماعة.
وحول تاريخ مرشدى جماعة الإخوان المسلمين، أكد محمد موسى الباحث والمتخصص فى شئون الحركات والجماعات الإسلامية، أن الإمام حسن البنا هو المؤسس الأول للجماعة، بينما يعتبر حسن الهضيبى المرشد الثانى للجماعة هو الأخطر فى تاريخها بسبب قوته فى إعادة إحياء التنظيم بعد اغتيال المرشد الأول ومؤسس الجماعة حسن البنا، مضيفًا أن المرشد الحالى محمد بديع يعتبر الأضعف فى تاريخ مكتب الإرشاد، حيث إن سياساته الخاطئة هى التى وصلت بالجماعة إلى طريقها المسدود.
(حسن البنا)
وأضاف موسى: بالنسبة للمرشد الأول ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين، فقد قادها ما بين الفترة 1928 وحتى 1949، حيث بدأ نشاطه التنظيمى عام 1928، حيث اجتمع البنا بستة أشخاص من العاملين فى المعسكرات البريطانية وأعلنوا أنفسهم جماعة الإخوان المسلمين، تحت قيادة حسن البنا الذى كان عمره آنذاك 22 عاماً، وقال وقتها نحتاج إلى أجيال ثلاثة لتنفيذ خططنا، الجيل الأول يستمع وهو جيل التكوين، والطاعة، والجيل الثانى يحارب وهو جيل التنفيذ، أما الجيل الثالث فهو جيل الانتصار.
خلال عامين، تعددت شعب الجماعة حول الإسماعيلية وبورسعيد والعريش، وفى عام 1932، انتقل حسن البنا إلى القاهرة، وأصدر أول مجلة أسبوعية باسم الإخوان المسلمين، وأنشأ نحو خمسين شعبة على مستوى الجمهورية وبدأ فى تأسيس فروع لها خارج مصر فى السودان وسوريا ولبنان وفلسطين.
وفى عام 1936، تُوج فاروق ملكاً لمصر فاستقبله الإخوان فى محطات السكة الحديدية على طول الطريق بين القاهرة والإسكندرية بالهتافات المؤيدة والمبايعة، وكان الإخوان وقتها يرغبون فى الحصول من صاحب الجلالة الشاب على تأييده لدعوتهم، وهو ما كان بالفعل، مما أدى إلى زيادة عدد شعب الإخوان إلى أكثر من ثلاثمائة شعبة.
أرسل البَنّا كتائب المجاهدين من الإخوان إلى فلسطين فى حرب سنة 1948، وكان ذلك من أسباب إقدام الحكومة المصرية آنذاك على حل جماعة الإخوان فى ديسمبر سنة 1948، الأمر الذى أدى إلى وقوع الصدام بين الإخوان وحكومة النقراشى.
بعد مقتل القاضى أحمد الخازندار عام 1948، توترت العلاقة بين السلطة والجماعة، وفى الرابع من ديسمبر تم اغتيال اللواء سليم زكى حكمدار القاهرة على يد طالب ينتمى إلى تنظيم الإخوان، فأصدر محمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر قرارًا بحل الجماعة ومصادرة أموالها واعتقال غالبية أعضائها.
وبالفعل، تم اعتقال جميع أعضاء التنظيم باستثناء حسن البنا، وبدأت الجماعة فى طريق الموت والنهاية، فقرر التنظيم الخاص للجماعة التخلص من النقراشى باشا بعد قرار حل وتصفية الجماعة، حيث قام عبد المجيد أحمد حسن المنتمى إلى النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين باغتيال النقراشى باشا فى 28 ديسمبر 1948، وكان متخفيًا فى ملابس أحد ضباط الشرطة، وهو الأمر الذى كان سببًا فى صدور تعليمات عليا بتصفية الإمام حسن البنا الذى تم اغتياله فى الثانى عشر من فبراير 1949 أمام مقر المركز العام للشبان المسلمين بشارع الملكة نازلى (رمسيس حاليًا).
(حسن الهضيبى)
بعد مقتل البنا، أخذ الإخوان يبحثون عن قائد آخر، وأجمعت الهيئة التأسيسية على انتخاب "حسن الهضيبى" مرشداً عامًا.
وقعت فى عهد قيادة الهضيبى للإخوان ثورة يوليو 1952، وأصدر الإخوان بيانًا يؤيدون فيه ثورة عبد الناصر، إلا أن علاقة الإخوان بدأت تسوء مع قيادة الثورة، حين رفضت الأخيرة طلب المرشد العام الهضيبى أن تعرض عليه قراراتها قبل إصدارها إلى غير ذلك من مظاهر الخلاف بين الثورة والإخوان، وتم اعتقال الهضيبى للمرة الأولى مع بعض الإخوان فى 13 يناير 1954 ثم أفرج عنه فى مارس.
ثم اعتقل للمرة الثانية أواخر عام 1954، حيث حوكم وصدر عليه الحكم بالإعدام، ثم خفف إلى المؤبد، نقل بعد عام من السجن إلى الإقامة الجبرية لإصابته بالذبحة ولكبر سنه. وقد رفعت عنه الإقامة الجبرية عام 1961، وأعيد اعتقاله أغسطس 1965 فى الإسكندرية وحوكم بتهمة إحياء التنظيم، رغم أنه كان قد جاوز السبعين، أخرج خلالها لمدة خمسة عشر يومًا إلى المستشفى ثم إلى داره، ثم أعيد لإتمام سجنه. ومددت مدة سجنه حتى 15 أكتوبر عام 1971، حيث تم الإفراج عنه، وتوفى صباح الخميس 11 نوفمبر 1973 عن عمر ناهز الثانية والثمانين عامًا.
(عمر التلمسانى)
تم تنصيب عمر التلمسانى كمرشد عام ثالث بعد وفاة الهضيبى فى ظروف بدأت فيها الجماعة تتنسم نسمات الانفتاح على المجتمع وقبول من الرئيس السادات الذى سمح لقياداتها وأفرادها التحرك، كذلك ساعد التلمسانى فى توليه المنصب علاقته الجيدة بالرئيس السادات.
وأطلق عليه مرشد البناء الثانى للجماعة، وبعد أن ساءت علاقته بالسادات تم القبض عليه فى سبتمبر 1981، وتوفى يوم 22 مايو 1986 عن عُمْر يناهز 82 عامًا.
(محمد حامد أبو النصر)
تولى أبو النصر مهام منصبه بعد وفاة التلمسانى فى ظروف صعبة على الجماعة، التقى بحسن البنا أواخر عام 1933، وبايعه، وكان أول من انضم إلى صفوف الإخوان فى الصعيد، تدرج فى مواقع المسئولية من نائب شعبة منفلوط حتى أصبح عضواً فى الهيئة التأسيسية (مجلس الشورى العام)، ثم عضواً فى مكتب الإرشاد، وتعرض للاعتقال والسجن وحكم عليه فى أحداث 1954 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة (25) عاماً قضى منها عشرين عاماً فى السجون، عرف عنه العناد والتحمل والقوة وخرج منتصف 1974، وتم اختياره مرشداً عاماً للجماعة خلفاً للمرشد الثالث الأستاذ عمر التلمساني، فى مارس 1986.
وفى عهده، رفضت الجماعة منح التجديد للرئيس مبارك لفترة رئاسية ثالثة 1993، مما أثار غضب السلطة عليها، وأحال (82) عضوًا من قياداتها إلى المحاكم العسكرية 1995، والتى قضت بسجن (54) عضواً من الرموز المعروفة فى محاكمة غير قانونية، ثم شاركت الجماعة أيضاً فى انتخابات مجلس الشعب التى جرت فى 1995.
(مصطفى مشهور)
عقب مرض محمد حامد أبو النصر، تولى مصطفى مشهور ومأمون الهضيبى مهام إدارة الجماعة فعليًا، وعرفت وقتها الجماعة المرشد العلنى والمرشد السرى، وهى المرة الثانية بعد أن كانت أيام حسن الهضيبى، وقام مأمون الهضيبى أثناء تشييع الجنازة بأخذ البيعة لمصطفى مشهور عقب الفراغ من جنازة أبو النصر مباشرة، فيما سمى «ببيعة القبور»، وذلك من دون انتظار إجراء انتخابات فى مكتب الإرشاد، مثلما تقضى اللائحة الداخلية.
(مأمون الهضيبى)
مع مرض وغيبوبة المرشد العام لجماعة الإخوان الراحل مصطفى مشهور فى 29 أكتوبر 2002، إثر نزيف فى المخ، أصبح مأمون الهضيبى القائم بأعمال المرشد العام‏ بالنيابة، وبعد الوفاة تم أخذ البيعة لمأمون الهضيبى، وهو نجل المستشار حسن الهضيبى ثانى مرشد لجماعة الإخوان المسلمين، عمل الهضيبى بالنيابة وكان رئيسًا لمحكمة غزة عام 1956، وشارك فى أعمال المقاومة الشعبية خلال العدوان الثلاثى على مصر 1956، واعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتم اعتقاله 1965‏ أثناء حضوره اجتماعًا مع والده حسن الهضيبي، وتم إقالته إثر ذلك من منصبه القضائى، وقدم إلى المحاكمة العسكرية وحكم عليه بالحبس سنة، وجدد اعتقاله لمدة خمس سنوات بعد انتهاء مدة الحبس وتم الإفراج عنه 1971.
عاد مأمون الهضيبى إلى القضاء بعد أن برئت ساحته ليصبح رئيسًا لمحكمة استئناف القاهرة حتى أحيل للمعاش، ودخل انتخابات البرلمان عن دائرة الدقى بالجيزة 1987، ثم تولى مهام منصبه كمرشد عام بعد وفاة مشهور.
(مهدى عاكف)
لم يبق الهضيبى طويلاً فى منصبه حتى لقى ربه، فانتخب مكتب الإرشاد محمد مهدى عاكف بفارق صوت واحد عن د.محمد حبيب نائب المرشد السابق.
كان عاكف عضوًا فى التنظيم الخاص للجماعة فترة الأربعينيات، ومن جيل الصقور، قضى فترات طويلة من عمره فى السجون، بجانب سنواته الباقية قضاها خارج مصر، ولكن فى عهده شهدت الجماعة أكبر نجاح لها فى البرلمان، حيث حصلت على 88 نائبًا.
كان الأكثر جدلاً بين المرشدين بسبب التصريحات الإعلامية وصاحب أكثر عدد من الكلمات التى جرت على الجماعة ويلات كثيرة منها: (طز فى مصر واللى جابو مصر)، وإعلانه لإرسال 10 آلاف مقاتل من الإخوان لتنضم لصفوف المقاومة فى لبنان، وتأييده اللامتناهى لحزب الله، وعدائه الصريح اللفظى والعملى للنظام، وخاصة مؤسسة الرئاسة، وتعرضت أيضًا على يده الجماعة لعدد من الاعتقالات والمحاكمات العسكرية كان ضحيتها النائب الثانى والرجل القوى فى الجماعة خيرت الشاطر، إلا أنه كان الأكثر انفتاحًا بالنسبة للشباب وسمح لهم بالنقد العلنى للجماعة وقياداتها فى مدوناتهم عبر الإنترنت.
قُدِّم للمحاكمة العسكرية 1996 مع العشرات من أعضاء الجماعة كمسئول عن التنظيم العالمى للإخوان، وحُكم عليه بثلاث سنوات، ليخرج من السجن فى عام 1999، ويعتبر مهدى العاكف المرشد الأول فى تاريخ الجماعة الذى ترك المنصب بعد الولاية الأولى، أى بعد 6 سنوات فقط بعد تعديل اللائحة وأصر على عدم التجديد.
(د.محمد بديع)
انتخب بديع مرشدًا عامًا لجماعة الإخوان المسلمين فى 16 يناير 2010م، ليصبح المرشد الثامن للجماعة فى انتخابات أثارت الكثير من الجدل.
بدأ ولايته بالصراع الحاد بين ما وصف بالخلافات بين من يوصفون بالمحافظين والإصلاحيين داخل الجماعة، كما جاء بديع فى ظل وجود اعتراضات بين أعضاء التنظيم الدولى للإخوان، وأن هناك رغبة من جانبهم فى تولى الدكتور رشاد البيومى، إلا أن عاكف سانده فى الوصول للكرسى، حيث يعتبر بديع من أقرب أصدقاء المرشد السابق محمد مهدى عاكف وكلاهما من تلاميذ منظر جماعة الإخوان المسلمين سيد قطب الذى تم إعدامه فى محاكمة عسكرية فى مصر عام 1965، وصلت جماعة الإخوان المسلمين فى عهد بديع إلى رأس السلطة فى مصر، حيث فاز الدكتور محمد مرسى فى انتخابات رئاسة الجمهورية وحصلت الجماعة على الأغلبية الكاسحة فى البرلمان المصرى بغرفتيه الشعب والشورى، إلا أن السياسات الخاطئة للجماعة أدت إلى خروج الشعب فى أكبر ثورة شعبية على الإخوان فى 30 يونيه 2013 ترتب عليها قيام القوات المسلحة بعزل الرئيس محمد مرسى والقبض على معظم قيادات التنظيم وكان آخرهم مرشد الجماعة الدكتور محمد بديع.
أقرأ أيضا:
* القوى الإسلامية: القبض على بديع لن يؤثر على مسيرة الإخوان
* الأحزاب السياسية: القبض على بديع آخر رصاصة فى قلب الإخوان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.