يبدو أن الكواليس تشهد حرباً ضروساً بين المؤسسات الدينية الثلاث (الأزهر – الأوقاف – دار الإفتاء) للاستئثار بملف تجديد الخطاب الديني، والذي طالب به الرئيس عبد الفتاح السيسي مراراً وتكراراً في مختلف المناسبات، وانعكست هذه الحرب الدائرة في الخفاء على تصريحات مسئولي هذه المؤسسات خاصة تلك التي تصدر من وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، والذي أكدت مصادر مقربة أنه يستغل تلك القضية لتحقيق حلمه بخلافة الدكتور أحمد الطيب، في منصبه كشيخ للأزهر الشريف، في حين ينأى المفتي الدكتور شوقي علام بنفسه بعيدًا عن مثل هذه الخلافات ويعمل في صمت. وتستعرض "الموجز" في هذا الملف محاولات كل مؤسسة من المؤسسات الثلاث على صعيد تجديد الخطاب الديني. شيخ الأزهر.. أنشأ مرصداً بثماني لغات لمواجهة التطرف ومركزاً للفتوى الالكترونية وأطلق القوافل الدعوية ونشر وعاظه على المقاهي لتوعية الناس اعتمد الأزهر الشريف خلال الآونة الأخيرة، على عدة خطوات لتجديد الخطاب الديني تلبيةً لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث أنشأ مرصدًا لمكافحة التطرف، ب8 لغات أجنبية هي (الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، الأوردية، الفارسية، اللغات الأفريقية، الصينية)، يقوم من خلالها بقراءة وتتبع ما يتم نشره بهذه اللغات عن الإسلام والمسلمين مع التركيز على ما ينشره المتطرفون من أفكار ومفاهيم مغلوطة، وذلك متابعة منه لما يحدث في العالم من مستجدات وقضايا يعمل على رصدها ومتابعتها وتحليلها أولًا بأول والرد عليها بموضوعية وحيادية لنشر الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام ووسطيته، ومجابهة الفكر المنحرف والمتطرف وتفكيكه لتحصين الشباب من مختلف الأعمار من الوقوع فريسة في براثنه. ولم يكن ذلك بعيدًا عن إنشاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، لنشر صحيح الدين وضبط الفتوى، ما يسهم في تقليل عدد المستفتين، ويضم مركز الفتوى كفاءات من الفقهاء والعلماء والمترجمين والباحثين المتخصصين في شتى العلوم المعرفية النظرية الإنسانية والطبيعية التطبيقية. بالإضافة إلى ذلك أطلق الأزهر، قوافل دعوية إلى جميع المحافظات، تعمل على توعية الناس بأهمية الاستفادة من الجوانب التربوية في بناء شخصية أبنائهم، ليكونوا صالحين لأنفسهم ولمجتمعهم وقادرين على خدمة وطنهم، من خلال غرس قيم المواطنة والانتماء للوطن، ودعوتهم إلى العمل والإنتاج. وبجانب ذلك يقوم شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، بزيارة عشرات الدول الأجنبية، لنشر صحيح الدين وتصحيح صورة الإسلام التي شوهتها الجماعات المتطرفة وفتح آفاق للحوار بين الشرق والغرب بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، حيث شهدت اهتمامًا من رؤساء الدول بصورة لافتة حتى وصل الأمر إلى مخالفة المراسم والبروتوكولات الرسمية في هذه الزيارات وقاد عدد منهم السيارة بنفسه لشيخ الأزهر. كما شارك الأزهر الشريف في عقد سلسلة من الحوارات المجتمعية مع شباب المحافظات على مستوى الجمهورية؛ حيث تعقد بصورة دورية لقاءات حوارية مع طلاب الجامعات، وكذلك فى مراكز الشباب بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ويحاضر فيها نخبة من علماء الأزهر للرد على أسئلة الطلاب المشاركين. واتجهت المشيخة إلى تنظيم المؤتمرات الدولية، لنصرة القضايا المختلفة منها "مؤتمر القدس بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن عام 2017، و"التَّطَرُّفُ وأَثَرُهُ السَّلْبِيّ علَى مُسْتَقْبَلِ التُّراثِ الثَّقَافِي العَربِي" فى 2017، و"الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين فى 2017، ومؤتمر الأزهر العالمي للسلام فى 2017 بحضور بابا الفاتيكان، ومؤتمر "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل". كما شارك الأزهر بأجنحة فى معارض الكتاب فى القاهرة والإمارات وفرانكفورت وعمان، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين لعرض أبرز الكتب والمؤلفات الصادرة حديثا لتصحيح الأفكار المغلوطة والتى تفند شبهات المتطرفة، كما شارك الأزهر فى فعاليات منتدى شباب صناع السلام الذي نظمه المجلس بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة الإنجليكية في بريطانيا خلال العام الجاري. وخلال هذه الفعاليات دافع الأزهر عن حقوق المرأة خلال العام مسألة زواج القاصرات، والطلاق الشفهي، الذي تم حسم الجدل حوله بقرارٍ من هيئة كبار العلماء التي ارتأت أن وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانَه وشروطَه هو ما استقرَّ عليه المسلمون منذ عهد النبيِّ، وأنه على المطلِّق أن يُبادر في توثيق هذا الطلاق فَوْرَ وقوعِه؛ حِفاظا على حُقوقِ المطلَّقة وأبنائها، ومن حقِّ وليِّ الأمر شرعا أن يَتَّخِذَ ما يلزمُ من إجراءاتٍ لسَنِّ تشريعٍ يَكفُل توقيع عقوبة تعزيريَّة رادعة على مَن امتنع عن التوثيق أو ماطَل فيه، مع تحذير المسلمين كافَّة من الاستهانة بأمرِ الطلاق، ومن التسرُّع في هدم الأسرة، وتشريد الأولاد. كما سعى مسئولو المشيخة إلى تطوير المناهج الدراسية وجودة العملية التعليمية، وبين الطفرة الكمية، من حيث تطوير المعاهد وزيادة عدد الفصول الدراسية ورفع كفاءة المباني التعليمية وتزويدها بأحدث الوسائل والمستلزمات التعليمية، ولتحقيق ذلك شارك قطاع المعاهد الأزهرية ضمن لجنة إصلاح التعليم الأزهري قبل الجامعي في إعداد مقررات دراسية عصرية اتسمت بلغتها السهلة وأسلوبها البسيط وإخراجها الفني الجذاب، ودُمجت فيها فروع اللغة العربية في مقرر واحد وهو كتاب "اللغة العربية"، والعلوم الشرعية في مقرر واحد وهو كتاب "أصول الدين"، وحُذفت منها الموضوعات التي لا تناسب العصر ومستجداته، واستُبدلت فيها نصوص صريحة في مفهومها ودلالتها بالنصوص التي كانت تؤول بما يخدم أهدافا معينة. وجاءت كل المجهودات السابقة من أجل تيسير العلوم دون تحريفها، والتخفيف على الطلاب دون تسطيح عقولهم، وتم تطوير نظم المكتبات والكتب الدراسية، وإنجاز مقرر للثقافة الإسلامية وتطبيقه منذ العام الدراسي الماضي على طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية كمقرر جديد تحت عنوان "الثقافة الإسلامية"، وتم إعداد محتوى هذه المادة إعدادا علميّا وفقهيّا منضبطا يأخذ بعدا ثقافيا اجتماعيا، يهدف إلى توعية الطلاب بمخاطر التطرف والإرهاب ويحصنهم من الوقوع في براثن الجماعات التي تنتهج العنف، ويرسي مبادئ المواطنة والتسامح والعيش المشترك وقبول الآخر. وفي خطوة أخرى قال الدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن الأزهر أطلق المقهى الثقافي، الذي في أساسه فكرة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حيث بدأ نشاطه أولًا في محافظة الأقصر ثم تم تعميمها على بقية محافظات الجمهورية. وأضاف: أنشأنا أكاديمية الأزهر لتدريب الوعاظ والدعاة بعد أعوام من بذل مجهود في إعداد المناهج والمحاور العلمية التي يتم التركيز عليها، وهي في الأصل مُخصصة لتدريب وعاظ الأزهر وأئمة الأوقاف وأمناء الفتوى في دار الإفتاء، ونُركز في مناهجنا على الاشتباك مع الواقع وماذا يحتاج الناس وما يقال من قبل الجماعات المتطرفة التي تتحدث بلسان الدين وهي أبعد ما يكون عن الدين، لتحصين الناس وتحذيرهم من الفكر المتطرف وهناك قضايا وطنية ومجتمعية كثيرة تتم مناقشتها. وتابع: تأهيل الواعظ شكلًا ومضمونًا وتوسيع أفق المتدرب في ظل العولمة والتحديات الموجودة شيء مهم جدًا، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون العاملون في مجال الخطاب الديني منغلقين. المفتى.. فند فتاوى المتطرفين وأهلّ أئمة مساجد الخارج وواجه التطرف في صمت ونأى بنفسه عن الفتن تقوم دار الإفتاء بدور كبير لتجديد الخطاب الديني ومواجهة التطرف هي الأخرى، حيث أصدر الدكتور إبراهيم نجم، مستشار المفتي كتاب "Insight Egypt's Dar al-Ifta Combats Extremism"، باللغة الإنجليزية حيث حاول من خلاله دحض وتفنيد أراء الإرهابيين التي يعتمدون عليها في تبرير جرائمهم، من خلال إيضاح مفاهيم الشريعة وعلاقة المسلم بغير المسلم، والقيم العليا والحاكمة في الإسلام، حتى يمكن تجفيف منابع الجماعات المتطرفة. وتطرق الكتاب إلى الجماعات المتطرفة، وكيف تحاول أتباع مسار المسلمين الرائدين في وقت مبكر من خلال الصياغة الحرفية التي تنطق بها أو يلتزم بمواقفهم الفقهية التي اتخذتها فيما يتعلق بالقضايا الثانوية، والتي لا تميز جوهر الإسلام. وسبق وأن أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الدار لها مجهودات في محاربة الفكر المتطرف وعلى رأسها مرصد التكفير والآراء المتشددة الذي بدأ العمل منذ عام 2014 ويقوم برصد وتحليل وتفنيد الفتاوى التي تصدرها الجماعات المتطرفة وكل ما يصدر عنها من آراء والرد عليها بمنهجية علمية من أجل تفكيك هذا الفكر المنحرف. كما أشار إلى أن الدار أخذت على عاتقها مهمة تأهيل أئمة مساجد المسلمين في الخارج ليكونوا قادرين على مواجهة الأفكار المتطرفة وموجات الإسلاموفوبيا ومساعدة المسلمين على الاندماج داخل مجتمعاتهم في الغرب، حيث خرجت الدار دفعتين من المساجد والمراكز الإسلامية في بريطانيا، بعد تدريبهم في الدار. وأضاف أن الدار أصدرت مجلة Insight التي أُطلقت قبل سنوات للرد على مجلة "دابق"، و"رومية" ويصدرها تنظم "داعش" الإرهابي باللغة الإنجليزية. كما لفت إلى المؤشر العالمي للفتوى الذي أطلقته الدار خلال مؤتمرها العالمي في أكتوبر الماضي وهو أول مؤشر من نوعه في هذا المجال، تنفذه وحدة الدراسات الاستراتيجية بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والمنصة الإلكترونية التابعة للأمانة والتي تضم 2000 ساعة صوتية ومرئية بهدف المشاركة الفاعلة في تجديد الخطاب الديني، وذلك عبر تقديم نماذج واقعية في التجديد والتطوير وتأسيس المناهج والأفكار، مع تقديم البدائل العصرية لمشكلاتنا الدينية والثقافية، وكذلك بناء شراكات علمية لدعم المنهج الوسطي باعتباره خطَّ الدفاع الأول عن الإسلام الصحيح. واستعرض آخر مجهودات الدار في مواجهة الفكر المتطرف عبر إطلاق وحدة "الرسوم المتحركة" التي أنشأتها مؤخرًا وتقوم على عرض الأفكار المغلوطة التي ترددها جماعات الظلام ثم الرد عليها ودحضها بطريقة ميسرة عن طريق تقديم المعلومات والفهم الصحيح عبر تقنيات الرسوم المتحركة. وأشار إلى دورها في تفكيك الأفكار المتطرفة عبر عدة آليات وطرق بعضها إلكتروني والبعض الآخر عبر إصدار الكتب والمقالات التي نشرت، بالإضافة إلى المشاركة في العديد من المؤتمرات الدولية لمكافحة الفكر المتطرف والأيديولوجية المنحرفة. ولفت إلى أن دار الإفتاء من أجل ذلك قد أنشأت مرصدًا لرصد وتفكيك الفتاوى المتطرفة والآراء الشاذة للجماعات الإرهابية، وقد أصدر المرصدُ العديدَ من الفتاوى المضادة التي كشفت عن التعاليم الصحيحة والسمحة للدين الإسلامي، وأكَّدت على أن تلك الأيديولوجيات المتطرفة الشاذة بعيدة عن تعاليم الإسلام الحقيقية نصًّا وروحًا على حد سواء. وأضاف أن المرصد قد أصدر العديد من التقارير التي تبيِّن مدى انحراف هذا الفكر المتطرف، كان من أهمها إظهار مدى بشاعة المعاملة التي يتعامل بها المتطرفون مع النساء خاصة في العراق وسوريا، حيث يتم إخضاعهن بالقوة للزواج القسري والاغتصاب والإهانة؛ مما يكشف الوجه الهمجي القبيح للمتطرفين ضد النساء. وتصدر الدار مطويات، عبارة عن جرعات خفيفة مركزة وسريعة تعالج عددًا من القضايا التي روج لها أصحاب الفكر المتطرف، تشتمل على مجموعة من المحاور، كل محور يندرج تحته مجموعة من العناوين في صورة سلاسل، والمحاور الرئيسية هي: تفكيك فكر التكفير، وقضايا الجهاد، وقضايا الانتماء الوطني، والخلافة، والتمكين، والحاكمية وتطبيق الشريعة، وفكر الخوارج وصفاتهم، ومقاصد الشريعة والعمل الإسلامي. وتسعى هذه المطبوعات إلى تحويل القضايا إلى أبحاث علمية معمقة ومحررة وموثقة، تناسب الباحثين والعلماء والدعاة، وفي هذا المستوى سوف نأتي بالفكرة موثقة من مصادر الفكر المتطرف ككتب سيد قطب أو حسن البنا أو يوسف القرضاوي أو كتب وأدبيات قادة الجماعة الإسلامية والجهاد، المتوفرة لدينا أو المنتشرة على الإنترنت. كما تعمل المطبوعات على نقد ومناقشة الكتب والمؤلفات الأساسية التي ساعدت بشكل مباشر أو غير مباشر على انتشار هذه الأفكار المتطرفة سواء أكانت مؤلفات علمية ذائعة الصيت، أو مؤلفات تنظيمية سرية متداولة ومنتشرة بين أفراد هذه الجماعات، وفي هذا المستوى يتم نقد كل كتاب على حدة، بطريقة علمية مؤصلة، حتى يستبين للقاريء تهافت الأفكار التي اشتملت عليها هذه الكتب. وعلى سبيل المثال لا الحصر، علاوة على بيان المفهوم الشرعي الصحيح للجهاد في الإسلام، وأن مفهومه الصحيح بعيد كل البعد عما استقر في أذهان الكثير من المتطرفين من أن القتال شرع ابتداء لنشر الإسلام والدعوة إلى الله، فالمواجهة والقتال والصدام والمغالبة والحروب مع الآخر وسيلة لنشر الإسلام من وجهة نظرهم، بينما هو في حقيقته في القرآن والسنة وسيلة لحماية دولة الإسلام وحفظ مواطنيها ورعاية مصالحم من الاعتداء والظلم إذا وقع عليهم من عدو خارجي. وزير الأوقاف.. اعتمد على ال"شو الإعلامي" وجدد الخطاب الديني بالمؤتمرات وتفرغ لدق الأسافين بين الرئيس و"الطيب" على صعيد قضية تجديد الخطاب الديني قالت مصادر ل"الموجز" إن الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف استغل حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي وشيخ الأزهر ثم أصدر تصريحاً للوقيعة بينهما، حيث قال إنَّ الأحكام الواردة في الأحاديث النبوية المبنية على العادة تتغير بتغير الأحداث، و"لو كان النبي بيننا لغير نص الأحاديث"، مضيفًا: "لا يمكن تغير نص الأحاديث النبوية، ولكن العمل بها قد يتغير بسبب اختلاف الزمان والمكان"، لافتًا إلى أن أحاديث الرسول كانت في زمن يختلف عما نعيشه الآن، وعلينا أن نأخذ منها ما يناسب عصرنا فقط. وأوضح أن تصريحات "جمعة" على تعقيبًا على ما قاله "الطيب" خلال احتفالية المولد النبوي عن اجتهاد البعض إلى إنكار الأحاديث النبوية ما كان منها متواترا وما كان غير متواتر، وزعم أن السنة ليست لها أية قيمة تشريعية في الإسلام، وأن القرآن وحده هو مصدر التشريع ولا مصدر سواه، ضارباً عرض الحائط بما أجمع عليه المسلمون من ضرورة بقاء السنة إلى جوار القرآن جنبا إلى جنب، وإلا ضاع ثلاثة أرباع الدين. وتابع المصدر: بعد ملاحظة الوزير أنَّه قد وقع في إشكالية، أصدر بيانًا لتوضيح الأمر قال فيه إن علماء الأمة وفقهاؤها أجمعوا على حجية السنة المشرفة وأنها المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله عز وجل وأن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله عز وجل وإن السنة النبوية المشرفة مكملة ومتممة وشارحة ومفسرة ومبينة لما جاء في القرآن الكريم ويجب أن نفهم السنة فهمًا صحيحا من خلال مقاصدها ومراميها، وألا نجمد أو نتحجر عند ظواهر النصوص دون فهم أبعادها ومقاصدها. وفي سياق استعراضه لمجهودات وزارته على صعيد تجديد الخطاب الديني قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الوزارة انتقلت من مرحلة التهيئة والتمهيد إلى عمق وصلب قضية التجديد، والعمق العلمي من خلال قراءة عصرية واعية لفقه المقاصد، وفقه الأولويات، وفقه الموازنات، وفهم قواعد الفقه الكلية. وأوضح أن الوزارة أنشأت أكاديمية الأوقاف لتأهيل وتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين، علاوة على افتتاح 764 مدرسة قرآنية ب2194 محفظًا معتمدًا من الوزارة لعدد 22000 دارس ودارسة من النشء لتحفيظ القرآن الكريم، وتعليمهم مكارم الأخلاق وتحصينهم من الفكر المتطرف واعتماد وتقنين أوضاع 2617 مكتب تحفيظ قرآن كريم لنحو 30 ألفًا و850 دارسًا ودارسة وإطلاق مدرسة المسجد الجامع العلمية الصيفية في جميع المحافظات. كما أشار إلى إطلاق مشروع المدرسة العلمية والتي بلغت 117 مدرسة علمية حتى تاريخه وافتتاح 27 مركزًا للثقافة الإسلامية بينها اثنين باللغات الأجنبية وافتتاح 72 مركزًا لإعداد معلمي القرآن الكريم والتوسع في حركة التأليف والترجمة والنشر بإصدار عدة كتب من أهمها: "موسوعة الخطب العصرية (6 أجزاء)، في مواجهة الفكر المتطرف، الدين والدولة، موسوعة الدروس الأخلاقية، فلسفة الحرب والسلم والحكم، داعش والإخوان، الفكر النقدي بين التراث والمعاصرة، حديث الروح، نعمة الماء.ز نحو استخدام رشيد، الفهم المقاصدي للسنة النبوية".