اتفق برلمانيون على أن الحكومة عاجزة عن إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية التي تعانى منها الدولة بعيدًا عن جيوب المواطنين، مؤكدين أن الشعب المصرى قد يصبر قليلاً ولكن لن يصبر طويلاً. وأوضحوا أن الحكومة تستغل شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسى فى إقرار بعض الإجراءات التى تتعلق برفع أسعار السلع والخدمات، محذرين من الاستمرار فى تلك السياسة لأن الشعب أصبح على وشك الانهيار بسبب الأعباء الاقتصادية. رفض النائب عاطف مخاليف عضو مجلس النواب عن دائرة المطرية، سياسة الحكومة فى رفع الأسعار بشكل مستمر دون مراعاة احتياجات المواطن البسيط، قائلاً إن ارتفاع الأسعار بهذه الطريقة يزيد من الاحتقان لدى المواطنين البسطاء الذين أصبحوا فى "مفرمة" _على حسب تعبيره. وقال مخاليف:" بالرغم من أن زيادة تذكرة المترو الأخيرة مناسبة وعادلة إلى حد كبير، لكن ما تعرض له المواطن من ارتفاع فى أسعار السلع التموينية والعديد من الخدمات مثل الكهرباء والمواد البترولية، جعل من هذه الزيادة عبئاً إضافياً على ميزانيته اليومية، مشيرًا إلى ضعف الحكومة فى مواجهة الأزمة الاقتصادية، التى لم تجد لها حلولاً بعيدًا عن جيب المواطن . واستبعد عضو البرلمان خروج المواطنين للاعتراض على زيادة الأسعار، قائلاً: "بالرغم من معاناة المواطنين الاقتصادية، لكنهم لا يرغبون فى إحداث خلل فى استقرار الدولة التي تتجه إلى البناء"، مطالبًا الحكومة بالبحث عن بدائل بعيدًا عن غلاء الأسعار، وعدم الاعتماد على شعبية الرئيس فى اتخاذ القرارات الصعبة، لأن الشعب أصبح غاضبًا، ولو نفذ صبره فلن تستطيع الحكومة الوقوف أمامه. وتابع مخاليف: إصرار الرئيس على هذه الحكومة، أمر طبيعى، لعدم وجود بدائل قادرة على القيام بهذا الدور الصعب في هذا التوقيت، بسبب كثرة الاعتذارات عن تولى الحقائب الوزارية. وقال النائب هيثم ابو العز الحريرى عضو مجلس النواب إن تحالف "دعم مصر" يقوم بعمل غطاء سياسى لجميع قرارات الحكومة، خاصة المتعلقة بغلاء الأسعار والخدمات المقدمة للمواطنين.. مشيراً إلى أن البرلمان بتشكيله الحالي لم يخدم الشعب المصرى ولم يقم بدوره فى مراقبة الحكومة التى فشلت فى إيجاد حلول بديلة لرفع الأعباء عن البسطاء. وأكد أن قرار زيادة سعر تذكرة المترو الذي مر بمباركة أغلبية أعضاء البرلمان غير مدروس ولن يقدم جديداً فى صيانة أو تشغيل المترو كما يدعى وزير النقل. وعن إصرار الرئيس على الإبقاء على حكومات فاشلة فى إدارة الملفات المصيرية ، قال الحريرى:" الحكومة أضعف من أن تتخذ قرار فى احد الملفات دون الرجوع إلى الرئيس، ومن ثم تقوم الحكومة بدور السكرتارية الخاصة بتنفيذ جميع القرارات مع أنها طبقاً للدستور لها صلاحيات واسعة تمكنها من اتخاذ قرارات لصالح المواطنين. ووصف النائب حسام رفاعى عضو مجلس النواب، الحكومة ب"الفاشلة"، مرجعاً ذلك إلى أنها لا تملك برنامجًا للإصلاح الاقتصادي للخروج من الأزمات التى ترهق المواطنين سوى رفع الأسعار، ومن ثم فقد تحولت لحكومة جباية لا تجيد إلا مد يدها فى جيوب الغلابة من أجل سد عجزها المستمر. وأوضح أن الشعب المصرى أصبح مستسلماً تجاه الأوضاع الاقتصادية آملاً في أن يأتى من بعد "العسر يسر" محذرًا الحكومة من اعتمادها على شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسى وحب المواطنين له في اتخاذ قراراتها الخاطئة، قائلاً إن المواطنين أصيبوا بخيبة أمل بعد تتابع زيادة الأسعار بشكل جنونى، مع رفض الحكومة صرف العلاوة السنوية للموظفين والعاملين بالدولة منذ ثلاث سنوات، مما خلق حالة من عدم الثقة بين المواطنين بشكل عام. وأشار إلى ضعف دور البرلمان فى مواجهة الحكومة التى يتم دعمها بشكل كبير من تحالف الأغلبية فى المجلس، الذى أصبح يقر جميع القرارات التى تقدم من الحكومة دون دراسة تأثيره على البسطاء، مستطرداً ان هناك بعض القرارات الصحيحة _ لا جدال فى ذلك_ ولكن توقيت إصدارها به خطأ. وأضاف نائب البرلمان أنه طالب بسحب الثقة من حكومة شريف إسماعيل من البداية، لعدم امتلاكها رؤية أو إستراتيجية واضحة خلال المرحلة القادمة، ولكن قوبل المطلب بالرفض التام من أعضاء ائتلاف "دعم مصر".